قال قيادي بارز في حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» برئاسة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني أن نظام ولاية الفقيه في ايران يخطط لإنشاء منظومة ردع عسكرية في العراق وسورية واليمن ولبنان، لمواجهة أزمات اقليمية محتملة بحلول منتصف العام 2017. وأوضح أن إقرار البرلمان العراقي قانون «الحشد»، الذي يحول قوات الفصائل الشيعية المسلحة الى قوة عسكرية نظامية لها هيئة أركان وألوية قتالية، هو أول انجاز بهذا الاتجاه، كما أن «حزب الله» اللبناني هو الانجاز الثاني في هذه المنظومة على اعتبار أنها أمر واقع على الأرض لا تستطيع الدولة اللبنانية التصدي له غير أن مشكلة الحزب هو أنه جزء من معادلة تتعلق بالصراع مع اسرائيل. وفقا لما اوردته صحيفة السياسة الكويتية. أما في اليمن، بحسب القيادي، فالأمور تتجه الى اعادة تشكيل ميليشيات الحوثي لتتحول من حركة «الشباب المؤمن» الى نوع من «الحرس الثوري اليمني»، فيما تبدو الأمور في سورية معقدة الى حد، ما رغم التحالف بين النظامين في دمشقوطهران، لذلك لجأ نظام الرئيس بشار الأسد الى تشكيل ما يسمى ب»الفيلق الخامس» من المتطوعين، وهو شبيه بجيش «الحشد الشعبي» في العراق واعتمد الأسلوب نفسه، أي ضم متطوعين، لكنهم ينتمون الى ميليشيات وأحزاب سياسية طائفية بينهم عراقيون ولبنانيون ويمنيون وأفعان وإيرانيون وسوريون طائفيون. واستناداً الى معلومات القيادي الكردي، فإن حزب «الاتحاد» وحركة «تغيير» اللذين شكلا ائتلافاً لوحدهما في البرلمان العراقي دعيا الى نقاشات سرية بشأن موضوع انضمام قوات حماية السليمانية الى منظومة ردع عسكرية بإشراف ايراني في العراق وسورية واليمن ولبنان، وتضمنت بعض هذه النقاشات البحث في مرحلة ما بعد هزيمة تنظيم «داعش» في العراق وسورية، والملفات الاقليمية التي ستواجه دول المنطقة. وأوضح أن ضم السليمانية الى منظومة عسكرية اقليمية بقيادة ايرانية سيكون مفيداً من وجهة نظر النظام الايراني لمواجهة تحركات محتملة من قبل دول عربية بدعم من بارزاني، لمساندة حركة «مجاهدي خلق» الايرانية المعارضة، على أن يقوم بارزاني بتأمين تعاون عسكري بين «مجاهدي خلق» وبين حركة «الحياة الكردية» الايرانية المعارضة المسماة «بيجاك» لإرباك مناطق غرب ايران عبر مقاومة مسلحة وحرب استنزاف مرهقة ل»الحرس الثوري». وكشف القيادي أن إيران وحلفاءها حذرون من مسألة واحدة باغتتهم وهي فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية، لأن رؤية الايرانيين لمواجهات اقليمية في مرحلة ما بعد «داعش» اعتمدت على استمرار ادارة الحزب الديمقراطي وفوز هيلاري كلنتون بالرئاسة وسيرها على خطى سلفها باراك اوباما الذي انتهج سياسة تفادي مواجهة المحور الايراني بل والتنسيق معه في بعض الأحيان، كما أن التقارب بين دول الخليج العربي وتركيا هو عامل مقلق لايران ولخطتها، لأن أنقرة ستكون من أشد المعارضين لبناء منظومة ميليشيات عراقية وسورية ولبنانية ويمنية بقيادة ايرانية طائفية لمرحلة ما بعد «داعش»، ولذلك التحالف الستراتيجي الخليجي – التركي هو تحرك ذكي لاجهاض مخططات طهران.