وصل رئيس الوزراء التركي " بن علي يلدريم " اليوم السبت، على رأس وفد حكومي رفيع العاصمة العراقيةبغداد، في إطار زيارة رسمية يبحث خلالها مع المسؤولين في هذا البلد، ملفات عدة أبرزها التعاون الثنائي في مكافحة الإرهاب. ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء التركي، اليوم، نظيره العراقي حيدر العبادي، ومن ثم رئيس البلاد فؤاد معصوم، ورئيس البرلمان سليم الجبوري. وأمس الجمعة، أعلنت رئاسة الوزراء التركية في بيان لها، جدول أعمال زيارة يلدريم إلى كل من بغداد وأربيل، والتي تستمر يومين. زيارةُ قال البيان إنها ستتناول الخطوات الواجب اتخاذها لتأسيس الاستقرار الإقليمي والازدهار والأمن الدائم في المنطقة. كما أنها ستبحث خطوات تعزيز التعاون الثنائي فيما يخص المنظمات الإرهابية التي تهدد كلا البلدين ومكافحة تنظيمات "بي كا كا" و"داعش" و"فتح الله غولن". وفي أربيل، سيلتقي يلدريم، رئيس الإقليم الكردي مسعود بارزاني، ورئيس حكومته نيجيرفان بارزاني، وسيبحث معهما مسألة مكافحة الإرهاب، وقضايا اقتصادية. و كان رئيس الوزراء السابق أحمد داودأوغلو قد زار بغداد و أربيل في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2014 ، فيما كان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد زار تركيا في شهر ديسمبر/كانون الأول من نفس العام. وفي الآونة الأخيرة جرت مباحثات متبادلة بين البلدين لحل المشاكل القائمة بينهما و على رأسها التواجد العسكري التركي في معسكر بعشيقة القريب من مدينة الموصل. وفي مايو/آيار عام 2016 كان العراق قد عيّن سفيره الجديد لدى أنقرة بعد فترة تأخير دامت خمسة أشهر. غير أن الأزمة بين البلدين كانت قد تفجرت مجدداً في أكتوبر/تشرين الأول عام 2016 . فقد قرر مجلس الأمة التركي في جلسة عقدها يوم الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي تمديد التفويض الممنوح للحكومة بشأن القيام بعمليات ما وراء الحدود في كل من العراقسوريا لمدة عام آخر. و بالمقابل لجأ مجلس النواب العراقي المعارض لتواجد القوات المسلحة التركية في بعشيقة إلى مطالبة تركيا في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بإنهاء تواجدها العسكري في العراق و إخلاء معسكر بعشيقة. و إثر ذلك عادت العلاقات بين البلدين إلى التوتر من جديد. وفي 7 أكتوبر الماضي وصف رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، على تصريحات رئيس الوزراء حيدر العبادي، التي قال فيها إنه "على الأتراك أن لا يظنوا أن تواجدهم بالعراق نزهة لهم" بالخطيرة والمستفزة للغاية. وذكر "يلدريم" في تصريح للصحفيين في أنقرة، اليوم الجمعة،"من قال إننا في نزهة، هل العسكر يقومون بنزهة؟ العسكر يقومون بمهمة، فجنودنا يواجهون داعش الإرهابي". وأضاف، إن مثل هذه التصريحات خطيرة ومستفزة للغاية، فجنودنا لم يذهبوا اليوم، بل هم هناك منذ مدة طويلة. غير أن البلدين تبادلا لاحقاً الوفود سعياً لتخفيف حدة التوتر، ثم صدرت رسائل إيجابية من الجانبين. وفي نهاية الشهر المنصرم جرت مكالمة هاتفية بين رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان و رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي و تباحثا حول العلاقات الثنائية و الكفاح المشترك ضد الإرهاب.