كشف باحث سعودي شهير عن فحوى الرسالة التي أوصلها وزير الخارجية الكويتي " صباح الجابر الحمد الصباح " إلى إيران خلال زيارته الرسمية أمس الأربعاء إلى العاصمة الإيرانية " طهران " . وقال الباحث " محمد السلمي " وهو رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية "خرجت بعض التسريبات عن فحوى الرسالة الخليجية التي حملها وزير الخارجية الكويتي إلى ايران وفيها الكثير من الإشكاليات إن كانت دقيقة. وأضاف " السلمي " عن مسئول كويتي:لمسنا تفهما إيراني واستعدادا للتجاوب مع ما ورد في الرسالة وما تحمله من مضامين للحوار المشترك في وعدم التدخل بالشؤون الخليجية , واحترام سيادة دولنا،واحترام كافة بنود مجلس الأممالمتحدة، ستكون سببا في انفراج العلاقات المشتركة مابين دول الخليج والنظام الإيراني. وتابع " السلمي " في سلسلة تغريدات بحسابه على " تويتر " نقول يجب ألا تكرر أخطاء الماضي وتصديق مزاعم أن النظام الإيراني قد يتغير بين يوم وليلة وأنه سوف يتعاطى مع الدول وفقا لسياسات حسن الجوار. وأضاف في قراءة تحليلية للورقة " إيران بعثت برسائل إلى دول الخليج من طهران ومن منتدى دافوس وفحواها أننا جاهزون للتفاوض والتحاور مع دول الخليج العربي . وأشار قائلاً " السؤال لماذا الآن؟ تشر ايران بوجود أجواء سلبية تجاهها في واشنطن بعد تولي ترامب السلطة هناك وذلك مبني على تقارير اللوبي الإيرانيبواشنطن مضيفاً " هذه الأجواءمشابهة لحالةإيران بين عامي 2002 و2005وتصنيفها كدولةضمن محور الشر وبدءالحديث عن التصدي بجديةلطهران بعدالكشف عن برنامجها النووي. وقال " السلمي " إيران تدرك أن دولنا تستطيع التأثير بشكل ما على قراءة الادارة الامريكية للملف الإيراني وأي انفتاح سيقلل من حدة اللغة المعادية لطهرانبواشنطن. وأوضح " أن طهران تعتقد أن أي تقارب بين ترامب وبوتين سيجعلها خارج اللعبة في منطقة الشرق الأوسط وسوف يهمش دورها وقد يلتفت لنشاطها الارهابي بجدية , مضيفاً " لذا تتبع طهران استراتيجية"الانحناء للعاصفة" القادمة، وتحاول فتح قنوات حوار مع دول المنطقة ولكن هل سنُخدع مجددا مثل ماحدث أيام خاتمي. وعن دور إيران في اليمن قال " السلمي " ينبغي استقلال نقطة ضعف ايران هذه والمطالبة بتغييرات جذرية على الأرض لإثبات حسن النية وتبدأ من اليمن و سوريا والعراق قبل أي حوار. وتابع موضحاً " لا أطالب باغلاق قنوات الحوار ولكن يجب استثمار هذه الرغبة الإيرانية من خلال وضع شروط تثبت ايران من خلال تطبيقها الجدية وحسن النية أولا مؤكداً " لا يجب أن نغفل عن أن طهران ستراقب عن كثب تحركات إدارة ترامب وتختبر مدى جديتها في مواقفها المعلنة وستكون الأشهر الأولى مفصلية . وأضاف " أنه كلما شعرت طهران بتراخي أمريكي كلما انعكس ذلك سلبا على حوارها مع دول الخليج ومواقفها في المنطقة. وتابع قائلاً " أدرك جيدا أن مواقف دولنامن طهران غير منسجمةبل هناك تباين بين من يرى طهران تهديدا ومن يعتقد أنها منافس شرس ومن ينظر لها كدولة جارة لها. وأضاف " لاشك هناك نقاط التقاء بين دولناعندالحديث عن مواقفهامن ايران ويجب تعزيز ذلك وتقليص الفوارق للخروج بمواقف متقاربةولا نقول متطابقة الآن. واختتم قائلاً " إذا كنّا نعاني اقتصاديا بسبب انخفاض النفط ودعم الشرعية باليمنفإيران تعاني أضعاف ذلك ومنغمسة في مشكلات داخلية وخارجية لا حصر لها. وبدأ وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، أمس الأربعاء زيارته الرسمية إلى إيران ، والتي من شأنها أن تفتح بوابة الحوار الخليجي - الإيراني، بعد عقود من التوتر القائم بينهما. وتأتي زيارة الوزير "الصباح"، كمحاولة لرأب الصدع في المنطقة، والوصول إلى حلول للقضايا الخلافية بين الجانبين، ووضع حد للصراع الخليجي الإيراني المستمر منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979. كما تأتي الزيارة بعد تكليف القمة الخليجية الأخيرة في البحرين الشهر الماضي (ديسمبر/كانون أول) للكويت، بإجراء حوار مع إيران، ممثلةً لدول الخليج الستة، وهي: الكويت، السعودية، الإمارات، قطر، البحرين وسلطنة عمان.