صدر عن دائرة الثقافة بالشارقة العدد الخامس من مجلة "الشارقة الثقافية"، وقد جاءت الافتتاحية تحت عنوان "رابطة للشعر الشعبي" مشيرة إلى المبادرات المهمة في مجال الثقافة والمعرفة والشعر التي عودنا عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على إطلاقها تباعاً ضمن مشروع الشارقة الثقافي والحضاري، وأوضحت أنه بعد مبادرته بإنشاء بيوت للشعر في الوطن العربي، دعماً لحركة الشعر العربي وتأصيلاً لمسيرة ديوان العرب، جاءت مبادرة إنشاء وتنظيم مجمع اللغة العربية في إمارة الشارقة والذي يهدف إلى النهوض باللغة العربية وتعزيزها مكانتها ودورها، فيما أعلن عن تأسيس رابطة للشعر الشعبي، تضم الشعراء المشاركين في مهرجان الشارقة للشعر الشعبي، وتهدف إلى تبني طباعة دواوين الشعر الشعبي للشعراء في الوطن العربي، وتنظيم الأمسيات والملتقيات الشعرية في الشارقة وأقطار الوطن العربي. فيما كتب مدير التحرير نواف يونس تحت عنوان " من الشارقة والقاهرة معاً" قائلاً: عدتُ هذه المرة ضيفا على القاهرة ومعرضها الدولي للكتاب، الذي تؤمه سنويا كوكبة من الأدباء والكتاب المصريين والعرب، إلى جانب أغلب دور النشر في الوطن الكبير، وكان أن شاركت في عدة ندوات ومقابلات تلفزيونية وصحافية حول المشروع الثقافي في الشارقة وأبعاده الفكرية والأدبية والفنية، كما تسنى لنا إطلاق مجلة "الشارقة الثقافية" من داخل قاعات وأروقة وأجنحة المعرض، إيمانا منا في دائرة الثقافة في الشارقة ورئيسها الشاعر عبدالله العويس، بدور مصر الثقافي الحاضن للثقافة والإبداع العربي. احتفى العدد الخامس بمسجد قرطبة تحفة الفن الإسلامي كما كتب المستشرق الإسباني خوسيه ميغيل الذي لفت إلى أن لوركا رفض الاحتفال بعيد غرناطة وأبدى إعجابه بماضينا الأندلسي، وسلط الضوء على معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي احتفى بإطلاق مجلة "الشارقة الثقافية" بقلم د.هويدا صالح، وتوقف العدد عند مدينة باريس التي أمها طلاب العلم من العالم الثالث وأصبحوا رؤساء ورواداً بقلم حسين قبيسي الذي تساءل "هل هي حقا عاصفة العلم والنور؟". تضمن العدد بانوراما شاملة حول فعاليات بيوت الشعر العربية من الشارقة إلى الأقصر والمفرق والقيروان وتطوان وصولاً إلى نواكشوط والخرطوم، والتي حفلت بالأمسيات واللقاءات والتجارب الشعرية، وجمعت بين الأصوات الجديدة والتجارب العميقة واحتفت بالمواهب الشابة، وناقشت قضايا العولمة والتنوع الثقافي، إضافة إلى قضايا الكتابة ووسائط التواصل الحديثة. زارت "الشارقة الثقافية" قرية بسكنتا اللبنانية محتفية بابنها الأديب ميخائيل نعيمة وجالت في منزله وتعرفت إلى الشخروب الذي أمضى فيه نعيمة أكثر من ثلاثة أرباع عمره، كما كتبت سليمى حمدان، وألقت الضوء على العمارة الإسلامية في الشارقة التي تجمع بين التاريخ والحداثة والبيئة والإنسان، بقلم عبدالسلام فاروق. وفي باب "أدب وأدباء" إضاءة على تجربة الشاعر هنري ميشو المعروف بغريب الأطوار في الشعر الفرنسي الحديث بقلم حسونة المصباحي، ووقفة مع مبدعين رحلوا قبل أن يبلغوا الخمسين كما كتب محمد أبو لوز، فيما كتب الروائي والناقد نبيل سليمان عن سنية صالح ودعد حداد اللتين تتصدران الريادة النسائية لقصيدة النثر، إضافة إلى مداخلة حول غالب هلسا نموذج للمثقف التنويري الناقد بقلم عواد علي، وقد كتبت اعتدال عثمان عن الأديبة رضوى عاشور التي رحلت دون احتفاء يليق بإبداعها الأدبي والفكري، فيما قدمت د.بهيجة إدلبي مداخلة تحت عنوان "حنا مينه وإيقاع البحر في خطابه الأدبي"، كما تضمن العدد حوارا مع الروائي ابراهيم عبد المجيد صاحب مسيرة حافلة بالعطاء والجوائز، وإضاءة على الشاعر توفيق صايغ وقصائد مجهولة بخط يده تعيده للمشهد الشعري. كذلك حفل العدد بالموضوعات الفنية والموسيقية والتشكيلية والمسرحية، حيث تضمن حورا مع الفنان المسرحي القدير عزيز خيون الذي أكد أن المسرح لسان حال الواقع السياسي والاجتماعي العربي، كما حاوره ظافر جلود، فيما كتب محمد العامري عن الفنان عادل داوود الذي ينجز لوحات مليئة بالقلق والأحلام المكسورة، وكتب أديب مخزوم عن الفنانة ميشلين عقل التي تبحث عن إشراقات الأمل في أجواء الطفولة . من جهة ثانية، تضمن العدد الخامس مجموعة من المقالات الثابتة، منها: "تودوروف استشعر لحظة زمنية حبلى بمتغيراتها" – طالب الرفاعي، "سليمان نجيب حياة ملؤها الإبداع والنقد" – د.محمد صابر عرب، "إعادة نظر في رباعيات الخيام"– محمد علي شمس الدين، "دانتي.. يجد اباه" – د.صلاح فضل. ويفرد العدد مساحة للقصائد والقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الشعراء والمبدعين العرب . يذكر أن العدد احتوى كالعادة على ملف خاص للشعر والأدب الشعبي متضمناً عدداً من القصائد النبطية ووقفة مع مهرجان الشارقة للشعر الشعبي الذي حفلت دورته الجديدة بالتميز والإبداع، إضافة إلى قراءة في قصيدة "ألف حب" مهداة إلى دولة الإمارات.