صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«كتاب في جريدة» يبحث عن منقذ
نشر في الجنوب ميديا يوم 23 - 04 - 2014


عدد المشاركين:0
شوقي عبدالأمير: «المشروع» أصدر نصف مليار نسخة ل 160 كتاباً خلال 16 عاماً
التاريخ:: 19 يونيو 2014
المصدر: علي العامري - دبي
أطلق المشرف العام على مشروع «كتاب في جريدة»، الشاعر شوقي عبدالأمير، نداءً ثقافياً إلى المدن العربية، لإنقاذ المشروع المعرفي، بعدما استمر 16 عاماً، لكن منذ عامين توقف مؤقتاً، باحثاً عن منقذ. وكان المشروع الذي انطلق برعاية منظمة «اليونسكو» التابعة للأمم المتحدة، حقق إنجازات كبيرة على صعيد تعميم الكتاب والوصول إلى البيوت العربية، انطلاقاً من مبدأ «الثقافة للجميع». وصدرت من «كتاب في جريدة» نصف مليار نسخة ل160 كتاباً خلال 16 عاماً متواصلة.
الحوار مع الآخر
أكد الشاعر شوقي عبدالأمير أن الترجمة جسر بين الثقافات، مضيفاً «لا ننكر أن العقود الثلاثة الأخيرة شهدت حركة ترجمة للأدب العربي إلى لغات أخرى»، مشيداً بدور الإمارات من خلال مشروع «كلمة» في أبوظبي، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، إضافة إلى مشروعات في بيروت ومصر والمغرب تسهم في نقل الأدب العربي إلى الآخر.
لكن صاحب المجموعة الشعرية «مقاطع مطوّقة»، نبّه إلى خلل في التواصل مع الآخر، وقال إن «الخلل يتمثل في طبيعة خطابنا، ويعد الخطاب الحقيقي مفتاحاً للتواصل، ولكي ننجح في ذلك لابد من تقديم نص رفيع المستوى، ولابد من مواكبة نقدية له، علاوة على أهمية التوزيع». وأضاف «هناك نصوص تعتبر مؤثرة في الوطن العربي، لكنها لا تعني الغربيين، فمثلاً (ثلاثية) نجيب محفوظ نص عظيم للقراء العرب، لكنه ليس كذلك في الغرب، إذ يصف الفرنسيون نجيب محفوظ بأنه (إميل زولا الصغير)، ولا يلتفتون إلى نتاجه». وأكد أن «تقييمنا لآدابنا ليس متطابقاً مع السُّلّم المعرفي والنقدي في العالم، وإذا لم نعِ ذلك فسنبقى نحوم في دوائر ضيقة، لذلك علينا أن نجرؤ على طرح السؤال النقدي حول النص الذي يخاطب الآخر».
المشرف العام للمشروع أكد في حوار ل«الإمارات اليوم» أن المشروع لايزال ينتظر مبادرة من مدينة عربية لدعمه، من أجل أن يواصل مهمته السامية في تعزيز المعرفة عربياً، وتعزيز المحتوى العربي على الإنترنت، خصوصاً أن المشروع يصدر شهرياً نسختين، ورقية وإلكترونية. وقال إن «المشروع بانتظار مبادرة من راعٍ جديد له، يتكفل بتوفير مقر ورواتب لخمسة موظفين فقط»، متسائلاً «هل هذا كثير على أمة تنشد المستقبل، وتحلم بغد أجمل؟».
عبد الأمير قال خلال زيارته الإمارت «نحن محكومون بالتواصل والاستمرار بهذا المشروع الثقافي والحضاري والجامع للعرب على امتداد الخارطة العربية، لما يمثله من أهمية في تعزيز المعرفة ونشرها»، مؤكداً أن «الثقافة جوهر الهوية العربية، والعنصر الأكثر فاعلية في مكوناتها».
وأضاف أن «المشروع لن يموت، طالما هناك منقذ ينتشله من الصمت المؤقت»، موضحاً أن «كتاب في جريدة» توقف مؤقتاً منذ عامين، نتيجة لتوقف الدعم من الجهة الراعية الأخيرة، إثر أزمة اقتصادية تمر بها. وأضاف شوقي عبدالأمير «أنا في الإمارات منذ شهر لبحث إطلاق المشروع مجدداً، وعلى استعداد تام للتنسيق للمرحلة الجديدة من المشروع الثقافي والحضاري الكبير الذي استحق من (اليونسكو) التي ترعاه جائزة أكبر مشروع ثقافي عربي مشترك، عام 2005».
في الحوار، تحدث حائز جائزة ماكس جاكوب الشعرية، عن الهوية العربية والثقافة، والنقد الأدبي، وظاهرة النجومية الحقيقية والزائفة. وأكد أهمية الحوار الثقافي مع الآخر، ومشروعات الترجمة العربية. كما تطرق عبدالأمير لصداقته مع الشاعر محمود درويش. وعن مشروعاته الإبداعية الجديدة، قال إنه خلال زياراته للقصباء في الشارقة، كتب قصائد سيصدرها في مجموعة شعرية جديدة بعنوان «قصائد القصباء».
التقيت الشاعر شوقي عبدالأمير في المرة الأولى في مقهى «كاريبو» في القصباء في الشارقة، برفقة الكاتب نواف يونس، إذ اعتدت صباح القصباء مع أصدقاء في المقهى، قبل الانطلاق إلى العمل في دبي. كانت المرة الأولى التي التقي بها الشاعر العراقي الذي يقيم في باريس منذ أربعة عقود. وهو مؤسس المشروع الثقافي العربي «كتاب في جريدة» في عام 2007، بالتعاون مع «اليونسكو» و21 صحيفة عربية.
في اللقاء الأول، تحدثنا في شؤون الحال العربية التي تزداد تشرذماً ظلامياً وطائفياً في مناطق عدة في خارطة الوطن العربي. وفي المرة الثانية التقيت عبدالأمير في مقهى «جيرارد» في القصباء، مع نواف يونس الذي يعمل مدير تحرير مجلة «دبي الثقافية»، وتحدثنا عن مشروع «كتاب في جريدة» والصمت الذي طاله منذ عامين. واقترحت إجراء حوار صحافي حول الشعر والمشروع. ومن القصباء إلى فندق «جي دبليو ماريوت» في دبي انتقلنا، وكان حديثنا تحت القبة الكبيرة للفندق، على أنغام لعازفة البيانو.
البداية
كان لدي دفتر بورق غير مسطر، ويحمل شعار هيئة دبي للثقافة والفنون، وكان هذا الدفتر مفتاح الحوار، حين سألني شوقي عبدالأمير عن الدفتر، وقال «الدفاتر والأقلام والورق الجميل عناصر ملهمة لي، إذ أصاب بنشوة بدائية حين أتلمس الورق»، مشيراً إلى شغفه بالأقلام والورق، وأن لديه مجموعة خاصة من الأقلام المعبأة بالحبر والذكريات، فلكل قلم حكاية. وأوضح أن لديه مجموعة من المقتنيات الكتابية، من بينها قلم الجائزة الأولى في مهرجان الشعر الذي نظمته كلية الآداب في بغداد عام 1970. وتذكر أبياتاً من قصيدته العمودية الفائزة، التي تتضمن 60 بيتاً، قال فيها:
«إني نسجتُ من الحروف صوارياً/ وأتيت بحرك ظامئاً يا دارُ
كلية الآداب ويحك حلوتي/ فقلوبنا في معصميك سوارُ
والعاشقون يضيق في ترميمهم/ بين الضفاف الحن والقيثارُ
فإذا استبد الحب، فالدنيا هوى/ وعلى الهوى تتهتك الأستارُ».
وأشار عبدالأمير إلى أن لديه ديواناً من القصائد العمودية، لكنه لم يسع إلى نشره، انطلاقاً من موقفه الحداثي والتجديدي.
ظمأ ووهم إلكتروني
حول الهوية العربية والظمأ إلى مشروعات ثقافية كبرى، وما تواجهه الثقافة من تهميش، على الرغم من كونها رافعة الهوية، قال الشاعر شوقي عبدالأمير «في حياتنا العربية، ثمة انزلاق دائم نحو السياسي والاقتصادي على حساب الثقافي الذي يمثل جوهر الهوية والعنصر الأكثر فاعلية في مكوناتها، فالهوية لغة ودين وأرض، وهي عناصر ثقافية، لكن الثقافة بحكم طبيعتها التأملية وعلاقتها بالفكر والإبداع يجري سحبها إلى الهامش»، موضحاً أن الفعل السياسي لايزال يقود الحياة العربية «وما يحدث الآن يعد مبالغة في عزل الثقافة عن دورها الأساسي في بناء الأمة ومواجهة التحديات»، مضيفاً أن «اللغة تتفكك، والتواصل الثقافي بين المنتج والمتفاعل يكاد ينقطع، والثقافة تتهدم جسورها، ويحدث ابتذال في نقل المعرفة، يتمثل في هيمنة المرئي والمسموع، عبر تسطيح واضح».
سألت صاحب «كتاب الرقائم السبع» عن تمايز الإنترنت عن التلفزيون والإذاعة، فقال إن «متصفح الإنترنت يمكنه التعامل بعمق مع الثقافة، خصوصاً أن الشبكة تتيح له الاختيار والتحكم، لكن الإنترنت أصبحت مطية سهلة، جعلت كثيرين يظنون أنهم شعراء أو روائيون بين ليلة وضحاها». وعلّق، ساخراً، «إذا كان العرب انتجوا 10 معلقات لشعراء عظماء، فإنهم اليوم يشهدون ولادة 100 ألف معلقة إلكترونية»، وهو بذلك يسخر من هؤلاء «الموهومين الإلكترونيين» الذين «يمتطون» الإنترنت، متوهمين بأنهم «فرسان الكلمة» من دون أن يكونوا موهوبين.
نصف مليار نسخة
سألت عبدالأمير عن الصمت الذي طال المشروع الثقافي والحضاري «كتاب في جريدة» منذ عامين. رد بقوله إن «المشروع جمع الخارطة العربية كلها، وهو الوحيد الذي تمكن من الوصول إلى الريف والبادية والمدينة»، موضحاً أن «كتاب في جريدة» مشروع جامع للعرب، وتمكن من نشر عدد من أمهات الكتب العربية القديمة والحديثة، في الشعر والقصة والرواية والفكر والتاريخ، مرفقاً به رسومات لفنانين من مختلف الدول العربية.
وقال مؤلف «حديث النهر» إن «المشروع تمكن من الوصول إلى كل العرب، إذ كان يوزع مجاناً مع 21 صحيفة، لمدة 16 عاماً، وبمعدل ثلاثة ملايين نسخة للإصدار الواحد».
واصلت سؤالي «لكن، ما الذي حدث، حتى صمت الكتاب؟»، فأجاب بمرارة «المشروع لم يمت، ولن يموت طالما هناك منقذ ينتشله من الصمت المؤقت»، مضيفاً أن «مشروع (كتاب في جريدة) توقف مؤقتاً منذ عامين، نتيجة لتوقف الدعم من الجهة الراعية الأخيرة، إثر أزمة اقتصادية ألمت بها، لكنني بقيت أحاول كسر الصمت، مدفوعاً برغبة ملايين القراء وعشرات الصحف العربية الكبرى الذين يطالبون باستمرار المشروع».
ومثلما أطلق المسرحي الراحل سعدالله ونّوس مقولته «إننا محكومون بالأمل»، أكد عبدالأمير «نحن محكمون بالتواصل، والاستمرار بانطلاقة جديدة. ولا يمكن القبول بتوقف المشروع الذي صدرت منه نصف مليار نسخة ل160 كتاباً خلال 16 عاماً متواصلة». وأفاد بأن الانطلاقة الجديدة ترافقها عملية تقييم لتطوير التجربة، مثمناً استضافة بيروت المشروع على مدى 16 عاماً.
نداء
وجه الشاعر شوقي عبدالأمير نداء إلى العرب، لحمل راية مشروع «كتاب في جريدة». وقال «أوجه نداءً ثقافياً لينتقل المشروع إلى مدينة عربية تحمله إلى آفاق جديدة»، مضيفاً «أنا في الإمارات منذ شهر لبحث إطلاقه مجدداً، وأنا على استعداد تام للتنسيق من أجل إطلاق المرحلة الجديدة من المشروع الثقافي والحضاري الكبير الذي استحق من (اليونسكو) التي ترعاه جائزة أكبر مشروع ثقافي عربي مشترك، عام 2005». وقال إن «المشروع لا يحتاج الكثير، لكنه يحتاج مدينة مبادرة لدعمه، ويتمثل الدعم في توفير مقر والتكفل برواتب الهيئة التنفيذية التي أترأسها، والتي تضم خمسة موظفين فقط»، متسائلاً «هل هذا كثير على العرب، من أجل مشروع ثقافي وحضاري فريد، ينقل المعرفة وقيم الجمال إلى كل بيت عربي، عبر ثلاثة ملايين نسخة ورقية توزع مع صحف كبرى، علاوة على قراءة الكتب عبر الموقع الإلكتروني للمشروع الذي يسهم في تعزيز المحتوى العربي على الإنترنت؟». وأكد أن رؤية «كتاب في جريدة»، بنسختيه الورقية والإلكترونية، تقوم على مبدأ «المعرفة للجميع»، إذ يتيح وصول الثقافة إلى البيوت، مبيناً أن «عبقرية الفكرة تتمثل في جعل الصحف المتداولة حاملة للكتب والفن التشكيلي، إذ يشترك مؤلف وفنان تشكيلي في كل إصدار، وبالتالي يسهم المشروع في تعميم المعرفة وتعزيز الثقافة البصرية في الوقت نفسه».
رعاية (اليونسكو)
قال شوقي عبدالأمير، الفائز بجائزة ماكس جاكوب العالمي للشعر، بعد نشر مختاراته الشعرية «مسلة أنائيل» باللغة الفرنسية عن دار «مركور دو فرانس» في باريس، إن «المشروع مفتوح على آفاق جديدة»، مشيراً إلى أن الراعي الجديد للمشروع سيجمع المعنيين بالمشروع من أدباء وأكاديميين ومختصين وممثلي الصحف المشاركة، في المؤتمر التأسيسي للانطلاقة الجديدة، تحت رعاية «اليونسكو»، للوصول إلى أفكار جديدة بالاستفادة من التجربة التي امتدت 16 عاماً.
وحول آفاق الترجمة لكتب المشروع، أوضح أن الفكرة ليست مستحيلة، لكنها منوطة بالاتفاق مع صحف أجنبية. لكنه أضاف حول اتفاقيات التوأمة «قمنا بتوأمة مع المشروع الإسباني الأول في اليونسكو (الكتاب الدوري)، الذي نشر للروائي نجيب محفوظ باللغة الإسبانية، بينما نشرنا للشاعر البيروفي سيزار باييخو باللغة العربية».
العلاقة مع أدباء
الشاعر عبدالأمير الحائز درجة الماجستير في الأدب المقارن من جامعة السوربون عام 1974، يعيش في باريس منذ 40 عاماً، عايش خلال هذه العقود الحركة الثقافية الفرنسية، أسهم فيها وتفاعل معها، ولديه علاقات صداقة مع كثير من أدبائها وفنانيها، وهو عضو اتحاد الكتاب الفرنسيين، وهو العربي الوحيد في هيئة تحرير مجلة الشعر الفرنسية «بويزي» (شعر).
قال عن علاقته بالثقافة الفرنسية «علاقتي باللغة الفرنسية عضوية، لكنني اكتشفت عظمة اللغة العربية عندما تعرفت إلى الفرنسية»، مضيفاً «العرب الذين يعيشون اللغة العربية لا يعرفون أبعادها، إذ يجب أن تخرج من اللغة لترى أطرافها». وأشار إلى أن اللغة العربية ذات طبيعة فعلية، بينما اللغة الفرنسية اسمية «من الفعل تستطيع اشتقاق ما شئت من الأسماء والصفات. وأكدت إحصاءات علم اللغة أن نسبة صيغة الفعل في لغتنا العربية تصل إلى 35% منها، وهذا لم يحدث في أي لغة أخرى». وأفاد بأن «الزمن والقدرة على الإيجاز من خصائص الفعل، وهذا أحد أسرار العبقرية اللغوية لدينا». وقال «اللغة العربية أمُّنا، بينما اللغة الفرنسية بنت الفرنسيين».
من «قصائد القصباء»
قصيدة كتبها شوقي عبدالأمير في قصباء الشارقة، ضمن مجموعة سينشرها بعنوان «قصائد القصباء».
هو
«إلى سارة»
هو يعرفُ
أنّ الأصعبَ أن يقول
لا أن يدمى.
لم يتدرب
على حكمةٍ أو سيف
واكتفى بالألم والجمال.
المرأة؛
أجل؛ عندما يستطيع
أن يُخاتلَ الموت.
الحب؛
هو الوحيدُ الذي جعل
من راحتهِ إناء مملوءً
بالماء.
المدنُ؛
حجراتُهُ التي ينامُ فيها
عندما يتعبُ من
السفر داخلَهُ.
الموسيقى؛
عندما يعترفُ جسدُهُ بهزيمتهِ
أمام روحه.
البحرُ؛
كرسيُّهُ للاعتراف
داخل كاتدرائية الكون.
اللوحةُ؛
عندما يريد أن يستحمَّ
بحالات وألوان ما قبل التكوين.
المعرفة؛
حبلٌ مشدودٌ بينهُ وبين العدم
يتدلى منه على الدوام
رياضتُهُ المفضّلة.
الشعر؛
تمرينٌ في الإبحار لاكتشاف
أرخبيل اللاعودة.
الأصدقاء؛
أنهارٌ مهددةٌ باستمرار
بالفيضان أو الجفاف.
الأبناء؛
دماؤهُ الاخرى
التي لا تجري في عروقه.
العراق؛
جرحهُ الذي ينزف
ذهباً.
الآخرون؛
الصفحاتُ التي يقرأ كلّ يوم
ثم ينسى.
الراحلون؛
منْ ثَلَمَهُ.. ومضى
هو
شوقي عبدالامير.
النقد الثقافي
قال شوقي عبدالأمير، عن حال النقد الأدبي العربي، وظاهرة المجاملة «في الأدب العربي عمالقة في الشعر والنثر، لكن هناك أقزام في النقد والفكر»، مشيراً إلى افتقار النقد إلى عملية التفكيك والبناء. وأفاد بأن «العقلية العربية لاتزال استلهامية وانبعاثية وشفاهية، غير قادرة على البناء الفكري الفلسفي»، مضيفاً «لا يوجد فيلسوف عربي، ولدينا مفكرون لم يرتقوا درج الفلسفة». وأردف «النقد الذي يملأ الصحف والكتب هو مجاملات محكومة بحسابات شخصية»، مشدداً على أن «العمل الثقافي العربي يحتاج إلى انتفاضة جمالية وفكرية من داخله، تقودنا إلى البحث والاستقصاء وليس الإقصاء، خصوصاً أن النقد في أساسه فكر، وليس توزيع أوسمة أو شتائم وتهم».
النجومية الأدبية
حول حقيقة أو زيف ما يسمى «النجومية الأدبية»، قال صاحب «يوميات شعر في المنفى» إن «النجومية الحقيقية تؤكد وجودها، عبر المنجز الجمالي والفكري، وهي موجودة في أدبنا، لكنها نادرة». وأضاف «تعاني الساحة ظاهرة نجوم غير حقيقيين، نجوميتهم مؤقتة، وبمثابة عيدان ثقاب سرعان ما تنطفئ، والتاريخ لن يرحمهم، لأن النجم مرتبط بسيرورة التاريخ، وليس بالعلاقات والنفوذ». وأكمل «عندما يوجد نقد حقيقي، يولد نجم حقيقي». وأردف «إذا كان هناك شاعر أو ناثر يكتب بقصد النجومية، فإنه لن يكون نجماً». وشبّه ولادة نجوم الأدب بولادة النجوم من انفجارات كونية، مضيفاً «المرصاد النقدي هو من يكتشف النجم الأدبي الحقيقي، وليست شاشة التلفزيون والمجاملات».
تجربة شعرية
شوقي عبدالأمير شاعر له تجربة طويلة في الكتابة والترجمة والفكر، وصدرت له 15 مجموعة شعرية، منها «أنا والعكس صحيح» في بيروت، العام الجاري، و«مشاهدات لامرئية» في بغداد العام الماضي. تنقل من بغداد إلى الجزائر وبيروت وباريس، ويتميز بسرعة التأقلم مع المدن الجديدة والثقافات المتعددة. يرى الغربة في النفس، وليست في الأمكنة، إذ يتأمل الجمال لدى الآخر، ويحاور الأمكنة بالقصائد، ويتجاوز الحواجز إلى أفق إنساني، في حياته وشعره ورؤيته للوجود. كما يرى أن «الموت معين الشعر، إذ لولا عشق الشاعر للحياة، لما كتب القصائد»، مشيراً إلى بيت لأبي الطيب المتنبي حول فلسفة الموت، قال فيه «إذا ما تأملت الزمانَ وصرفَه/ تيقّنت أن الموت ضربٌ من القتلِ».
عدد المشاركين:0
الامارات اليوم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.