كشف موقع إخباري إسرائيلي مطّلع، يوم امس الأحد، أن الغارة التي نفذتها المقاتلات الإسرائيلية صباح الجمعة الماضي، قرب مدينة تدمر في شمال سوريا استهدفت قاعدة جوية تستخدمها القوات الإيرانية والروسية. وأفاد موقع “ديبكا”، بأن المروحيات الهجومية الروسية تستخدم تلك القاعدة بانتظام، وأن هذا ما فسر قيام الخارجية الروسية باستدعاء السفير الإسرائيلي بعد الغارة. وذكر التقرير نقلاً عن مصادر عسكرية، أن القاعدة الجوية التي قصفت هي “تي 4″، وأن إسرائيل “ضربت عصافير كثيرة بحجر واحد”، مشيرًا إلى أن “تلك القاعدة تستخدم باستمرار من قبل إيران لنقل العتاد العسكري لقواتها وحزب الله في سوريا، كما يتم استخدامها من قبل المروحيات الهجومية والقوات الخاصة الروسية في سوريا”. وتابع التقرير الإسرائيلي، “ظنّت إيران وحزب الله أن وجود القوات الروسية في ذلك الموقع سيشكل درعًا فعالاً ضد أي هجوم إسرائيلي غير أن الغارة يوم الجمعة، أثبتت أنهما مخطئان”. وبعبارة اخرى يكشف الموقع الاسرائيلي حسب ترجمة “وطن” أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء هرتزل هاليفي اجتمعا مؤخرا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين وقدموا له خرائط لتحركات القوات العسكرية المختلفة في سوريا، وأظهروا له وجود عدة مئات من مقاتلي حزب الله في بلدة “حرمون”. وأكد نتنياهو لبوتين أن هذه القوات التابعة لحزب الله تحاول الاستيلاء على نحو 30 قرية كانت تحت سيطرة ميليشيات مختلفة من المتمردين السوريين بالقرب من جبل حرمون، ومن ثم السيطرة على المنطقة بأكملها في القنيطرة، وبعبارة أخرى يريد حزب الله من خلال قواته أن يهدد مركز حرمون الإسرائيلي في مرتفعات الجولان. ولفت ديبكا إلى أن نتنياهو وهاليفي أوضحا هذه الحقائق للرئيس بوتين على أمل أن يوقف هذا التحرك وعدم السماح لقوات إيران وحزب الله المنتشرة أمام الحدود الإسرائيلية بالتقدم في الجولان، لكن بوتين اختار أن يتجاهل ما قاله نتنياهو ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، ولم يأمر الضباط الروس في سوريا بوقف حركة قوات حزب الله. ونقل التقرير عن المصادر قولها، إن إسرائيل لا تخطط لأي هجوم ضد القوات الروسية في سوريا، لكنها أكدت أنه في حال “قيام الجيش الروسي بتقديم الحماية بشكل مباشر أو غير مباشر للقوات الإيرانية وحزب الله، فان إسرائيل لن تتردد بضربها.” وأشار الموقع، إلى أن الخارجية الروسية لم تقدم أي احتجاج رسمي على الغارة بعد استدعائها السفير الإسرائيلي، لكنه أضاف: ” أطلع نائب وزير الخارجية الروسي ميكائيل بوغدانوف السفيرَ الإسرائيلي في موسكو بشكل حازم، بأن روسيا لن تتساهل مع أي ضربات إسرائيلية أخرى ضد قواعد تتواجد فيها القوات الروسية في سوريا”.