يصعب على الجماعات الشمولية الايديولوجية ان تتصالح وفكرة الأوطان (الأقطار). ويستحيل على الجماعات التي تتدثر بالدين ولها حركيتها السياسية، أن تتساكن والأوطان. وطن الطائفي جماعته لذلك تتخذ صراعاته ضد الآخرين ملمحا وجوديا يهون معه أي شيء بما في ذلك تقويض الكيان الوطني. *** في مراحل الهوان الوطني توفر الطائفة ملاذا لأولئك الذين لا يجدون ذواتهم مستغرقة في الذاتية الوطينة. انغماسهم في الطائفية يسكن التوتر الناجم عن حالة "التذرر" التي تؤرقهم. الطائفي _ على الجملة_ ضحية وضعية وطنية هشة. من زاوية هو عدو مبين وقاتل محتمل لكل "آخر جواني"، آخر يمني أعني. آخر مذهبي أو عقائدي يشكل وجوده تهديدا مباشرا للسلام الداخلي الذي توفره التعميمات واليقينيات الطائفية. من زاوية أخرى، هو مريض يستحق التعاطف، وخليق بان يحظى بفرصة علاج. فرصة علاج لا توفرها الجماعات المماثلة على الضفة الأخرى من "الوطن" بل مشروع سياسي وطني عابر لخطوط الطول والعرض الطائفية والمناطقية. *** الشاهد أن التجمع اليمني للإصلاح لن يفلح قط في هزم "الحوثيين" لأن هؤلاء _ بمعزل عن التفضيلات والأحكام القيمية وخطاب الإدانات والتبريرات_ هم الطرف الثاني من التؤامين السياميين اللذين يستعصي الفصل بينهما. المغزى، أن على الاصلاح التوقف فورا عن التصدي كجماعة للحوثيين، وترك أمر التعامل مع "أنصار الله" للدولة. لكن أية دولة؟ ليست دولة التقاسم والتقسيم الاحتيالي بالتأكيد، دولة الرئيس هادي والمستشار علي محسن الأحمر والتجمع اليمني للإصلاح. بل دولة اليمنيين التي تديرها سلطة شرعية وهيئات ممثلة للشعب، وليس حفنة لصوص وقراصنة ينهشون في الدولة ويدوسون على القانون ثم يطالبون الآخرين باحترام دولتهم _ دولة القراصنة واللصوص_ والامتثال للقانون الممثل به ليل نهار.