تتزايد مخاوف المواطنين من تواصل انقطاعات الكهرباء خلال الصيف القادم بمحافظة عدن، خصوصاً ان الجهات المعنية في الحكومة ووزارة الكهرباء لم تتحرك لتسريع انجاز اتفاقية الكهرباء المستأجرة وإعادة تأهيل محطات التوليد المحلية، والتي توقفت تماماً كما حدث مع محطة كهرباء المنصورة المغلقة منذ 3 أشهر، في ظل تزامن الصيف الخانق مع انقطاعات متواصلة للتيار الكهربائي عن محافظة عدن، وهو ما دفع المواطنين وموظفي مؤسسة الكهرباء فرع عدن، إلى إطلاق تحذيرات للحكومة ووزارة الكهرباء من أن مدينة عدن مقبلة في الأشهر القادمة على كارثة في ظل مماطلة الحكومة بوضع حلول جذرية لمشكلة الانقطاعات المتواصلة للتيار الكهربائي. يعاني أبناء محافظة عدن من الانقطاع المتكرر للكهرباء والذي يصل إلى أكثر من خمس مرات يومياً ولساعات طويلة، الأمر الذي ولد استياءً عاماً وخاصة مع بداية الصيف الحار في المحافظة، حيث ان الموطن لا يستطيع تحمل هذه المعاناة والعيش بدون كهرباء إضافة إلى توقف العديد من الأعمال و تعطيل بعض الأجهزة الكهربائية، لكن أسوأ ما في الأمر ان الجهات الحكومية ليس لديها حل جذري للمشكلة، في ظل التدهور الشديد الذي طال محطات التوليد المحلية، وأدى إلى توقفها بالكامل - وعلى سبيل المثال - محطة المنصورة وهو ما دفع نقابة الكهرباء لإصدار بيان تحذيري طالبت فيه الحكومة بتنفيذ اتفاقية شراء الطاقة مع البدء ببناء محطات توليد جديدة، وكذا توفير قطع الغيار وعمل الصيانة اللازمة للمحطات القائمة والشبكة، مؤكدة اتخاذ خطوات تصعيدية إذا لم يتم التجاوب معهم. سميع يعين مديرين جديدين للمرة الثانية على التوالي يصدر وزير الكهرباء صالح سميع قراراً بإيقاف المهندس / خليل عبدالملك عن القيام بأداء مهامه مديراً عاماً لفرع المؤسسة العامة للكهرباء – فرع عدن وتعيين خلف له، وهو ما دفع محافظ عدن وحيد علي رشيد، إلى التهديد بتقديم استقالته إذا ما نفذ قرار وزير الكهرباء بإقالة مدير كهرباء عدن، واصدر المحافظ قراراً باستمرار المهندس / خليل عبدالملك في أداء مهامه مديراً عاماً لفرع المؤسسة العامة للكهرباء – فرع عدن وذلك بالرجوع إلى توجيهات رئيس الجمهورية – حسب قرار المحافظ. إعادة 130 ميجا أعادت الحكومة 130 ميجا لكهرباء عدن بعد أن تم إلغاؤها من قبل مجلس الوزراء دون مبررات، بدعوى أن الاتفاقية التي أبرمت محلياً مع شركة دوم لتوريد الطاقة كانت غير قانونية من مجلس الوزراء، حيث تم إلغاء عقد الاتفاقية في ضوء استكمال كافة الإجراءات القانونية. وأشارت مصادر إلى أنه في حالة نفذت التوجيهات العليا بإعادة 130 ميجا التي كانت تعمل في عدن منذ 4 ديسمبر العام الماضي سيستقر التيار الكهربائي بشكل نسبي في المحافظة.. ولفتت المصادر إلى أن مجلس الوزراء سبق وألغى الاتفاقية السابقة والتي تقدر ب(200 ميجا ) يتم فيها إعادة تأهيل محطتي المنصورة وخور مكسر من خلال تغيير المولدات في المحطتين من اجل استقبال فصل الصيف القادم، وهو ما دفع مدير كهرباء عدن المهندس/ خليل عبد الملك إلى التحذير من أن عدم استرجاع الطاقة المقدرة ب130 ميجا لعدن سيؤدي إلى انقطاعها خلال فصل الصيف بشكل كامل عن المحافظة. محطات تجاوزت عمرها الافتراضي 3 محطات توليد للطاقة الكهربائية تعمل في محافظة عدن منذ عقود، لكنها اليوم تعاني من مشاكل مختلفة فبعضها عفى عليها الزمن وجاوزت عمرها الافتراضي، نتيجة لانعدام الصيانة ورفض الوزارة شراء قطع غيار وهو ما أدى إلى خروج محطة المنصورة عن الخدمة وإغلاقها بعد توقفها عن العمل منذ أشهر قليلة، لأنها تفتقر إلى الصيانة اللازمة لمولداتها التي كانت تعمل بشكل مستمر منذ سنوات، حيث يؤكد القائمون عليها أن هذه المشاكل والانقطاعات المتكررة ناتجة عن عدم توفر قطع الغيار اللازمة للمولدات وعدم صيانة المحطات القديمة. الحسوة دون غيار يقول مدير محطة الحسوة الكهروحرارية المهندس/ أصغر حنيف: إن المحطة تتكون من خمسة مولدات بطاقة 25 ميجاوات لكل مولد، أي بطاقة إجمالية قدرها 125ميجاوات، لكن وضعها الحالي وفي الصيف الماضي كانت تنتج مابين 85-90 ميجاوات، وفي أواخر شهر فبراير الماضي تراجع إلى حوالي 68ميجاوات، وذلك حين حصل انطفاء ومشاكل للمنظومة في الجمهورية، بسبب عدم توافر قطع غيار المولد الصيني الذي ينتج 60ميجاوات، أيضاً عدم توافر مولد طوارئ في المحطة برغم مطالبتنا بذلك من الوزارة. وأضاف قائلاً: إن المحطة حالياً تعالج المشاكل التي في المولد الروسي الذي لحق به الأضرار، وتم الضغط على العمال في المحطة لمواصلة العمل حتى اليوم الثاني فجراً، وأكد أنه سيتم تشغيل المولد في اليوم الثاني أي بتاريخ(15/4) وسيتم رفع الجهد إلى 85 ميجاوات وعلى هذا ستكون المحطة قد عادت إلى القدرة التي كانت تنتجها في الصيف الماضي. تحذير من ثورة كهرباء العشرات من المواطنين تجمعوا مؤخراً أمام مبنى مؤسسة الكهرباء بمحافظة عدن رافعين الفوانيس تعبيراً عن الحال الذي وصلت إليه الكهرباء في المحافظة، وهو ما دفع إدارة مؤسسة الكهرباء بالمحافظة لمطالبة الحكومة بإعادة تأهيل وافتتاح محطات توليد الكهرباء التي تعاني من شلل تام وتكذيب تصريحات وزير الكهرباء من ان محطة توليد الكهرباء عادت إلى الخدمة. وسبق أن نفذ أعضاء السلطة المحلية وموظفو المؤسسة العامة للكهرباء وناشطون في منظمات المجتمع المدني بمحافظة عدن، وقفة احتجاجية أمام مبنى مؤسسة الكهرباء بالمحافظة، احتجاجاً على الانقطاعات المتواصلة للتيار الكهربائي وبشكل غير مسبوق، ورفع المحتجون لافتات كتب عليها: (على الوزراء والمسئولين.. إذا لم يستطيعوا توفير طاقة كهربائية لأبناء مدينة عدن عليهم تقديم استقالاتهم).. معبرين عن نفاد صبرهم، وناشدوا رئيس الجمهورية توجيه الجهات المختصة بتنفيذ توجيهاته السابقة بتوفير الكهرباء لمحافظة عدن. محطة جديدة ولكن! مؤخراً أقرت الحكومة إنشاء محطة كهرباء جديدة في عدن بتكلفة بلغت 200 مليون دولار بقدرة 150 ميجاوات في فترة زمنية لا تتجاوز 24 شهراً. وجاءت هذه الخطوة بعد يوم واحد من اتفاقية وُقعت بين اليمن والكويت تقضي بتمويل دولة الكويت مشروع إعادة تأهيل منظومة الكهرباء في عدن بتكلفة قدرها 35 مليون دولار،في وقت يؤكد القائمون على كهرباء عدن حاجة المحافظة لإنشاء محطة بقدرة 500 ميجاوات. * المصدر: صحيفة "المنتصف", الأسبوعية - العدد (42): 29 / 4 / 2013م