مع احترامنا لكل الشرفاء ... نجزم بأن العِصابات التي تدير شأن حياتنا اليومية ليست دولة، وبقاؤها بهذا الشكل عارٌ على الحاضر، وخيبة لمستقبل الأجيال. حينما يكون للمواطن البسيط معاملة في أي دائرة حكومية مهما كانت تافهة، فإنه يذوق الأمرين بسبب: إنعام النظام، وتسيُّب الإدارة، وفساد القِيَم، وتَعْسِير اليسير، وتبعِيْد القريب، وتطويل بلا طائل.. الرشوة والمحسوبية والوساطة، وانعدام الكفاءات، هي سيدة الموقف أينما ذهبتَ وحيثما توجَّهتَ. وهذا الفساد الأصغر إنما ينشأ ويترعرع في ظل الفساد الأكبر. لذلك تضيق الحال بالكبير والصغير، ويحبط عندنا الغني قَبْل الفقير، ويبحث المثقفون والنُّخب عن أرض يهاجرون إليها، وأوطان آخري يعيشون فيها. ويبقى من بقي يبحث عن بصيص أمل تحت أي راية تُبْرِق له بالأمل، وتُرْعِدُ له بوعُودِ التَّغيير وإصلاح الحال. ومع ذلك .. لا يزال لدينا أمل في أن تصلح الأحوال، ونتمنى ألا تنتهي أزمة اليوم بما انتهت به أزمة الأمس، حيث توافق الفرقاء على قِسمة ضيزى، لم تُصلح وضع حكمٍ، ولم تُحدِث تغيراً في نظامٍ، ولم تُنقذ شعباً تفتك به المتاعب. لك الله يا أيها الشعب اليماني المعذّب، متى يمكنك أن تعيش كسائر الشعوب الكريمة، التي تجد للحياة معنى، وللبقاء في أوطانها قيمة؟! * صفحة محمد عزان فيسبوك