بلاغ اقتحام ====== = بالأمس عدت منزلي والناس نيام، مرهقا وفرحا بعد استكمال زيارات الأرحام وأداء مناسك "عسب" العيد والسلام، وبمجرد الوصول منتصف الليل وسط الظلام، فجعت وأطفالي والمدام، بباب حمام الديوان الخارجي مكسورا وباب الشقة الداخلية مفتوحا!!. توجست كثيرا خيفة من أي تهجم أو احتدام، وكذلك أطفالي أصابتهم نوبة فزع يا حرام.. كتمنا أصواتنا جميعنا بما فيها رشح الزكام، وعجزت للحظة عن الإقدام خطوة واحدة إلى الأمام، قبل أن ألحظ نظرات زوجتي إلى "فارسها الهمام"!!. استحضرت بسالة المضام ورغبته في الانتقام، وتأبي صاحب الحق عن الاستسلام، واستجمعت لا مبالاة المطام وإيمانه بأمن وعدل من لا ينام، وتقدمت إلى داخل المنزل، ويا لهول ذلك المنظر العام!!. كانت الشقة يا سادة يا كرام، قد نزع عنها كل هندام، في حال شبه دمار تام، وعفش الغرف كان مبعثرا بلا نظام، والأوراق والأدوات والسامان منبوشة في كل مكان، فأدركت على الفور أن منزلي قد تعرض للإقتحام، من عناصر "جماعة نهب وإجرام" كما لو أني مسؤول هام!!. تبادر إلى ذهني سريعا ما يتردد منذ عشرة أيام، بمجموعات "الواتس اب" وعلى صفحات "الفيس بوك" وبعض وسائل الإعلام، المتجاوزة من دون حق مهنة الإعلام بالشيء إلى مهمة توجيه الاتهام وإصدار الأحكام، وشككت فورا في "جماعة الحوثي" و"مليشياته المسلحة"!!. هرعت حينها وجلا، تسبقني الظنون والأوهام، إلى مهبط ومسرى الأحلام، إلى غرفة النوم للتحقق من دولاب المدام، وأن ملابسها و"داخلياتها" تحديدا لا تزال بسلام، ثم سللت من الحزام مباشرة هاتفي بكل اهتمام، وبدأت أطلب رقم مكتب النائب العام!!. وبينما كنت أنتظر تحويل الاتصال، بحنق من يرفض الانهزام، وأرتب في رأسي الكلام وصيغة الإبلاغ بواقعة الاقتحام؛ سمعنا فجأة حركشة بين الأكوام، وقبل أن نجزم بأنها خيالات وأوهام، أطل بوجه متبجح لا يخجل من الإجرام، وخرج علينا بغتة من تحت الركام!. نعم.. خرج علينا منتشيا من أرجأنا اقتياده إلى اللحام.. خرج "كبش العيد" من بين الأكوام، ومر من جانبي بكل هدوء واحترام، يجر خلفه سلبة (حبل) اللجام، ومعه مغلقة باب الحمام، غير آبه ولا مكترث بتداعيات عملية الاقتحام ولا ما استدعاه من ظنون وأوهام كفيلة بتأجيج الصدام!!. * من وحي حكايات صفحة "رصد انتهاكات الحوثيين" المعممة - أقصد المدعمة - بصور مظاهر اقتحام بلا مقتحمين أو دليل مبين على هوية الفاعلين!!. : : فيسبوك