هي أول محمية تُعلَن في اليمن من قِبَل اليونسكو قبل إعلان مجلس الوزراء اليمني، ويعود الفضل في ذلك للعزيز السفير عبد الملك المعلمي. ولا فخر، اعتبر نفسي ممن أسهموا في ذلك بإقامة أول معرض فوتوغرافي خاص بالمحمية، بعد أن دونت فوتوغرافيا معظم خصائص المحمية من النباتات والبيئة بشكل عام، من خلال رحلاتي المتكررة للمحمية، وقبل أن أعرف أنها سترشح كمحمية بعقود، هكذا عملت محبة وشغفاً ببيئتي التي ولدتُ وترعرعتُ بين أحضانها. في الصورة الأولى، تبدو غابة «وجيس» الكبيرة، والصورة الثانية أحد شلالات الغابة العذب، ويتكون من ينابيع عدة دائمة الجريان، ومن الصعب تصوير الشلالات؛ كونها في عمق الغابة وتقع في منحدرات خطرة وعددهن خمسة، وهذا الشلال حاولت التقاط هذه الصورة من فوق صخرة صغيرة وعلى حافة هاوية كبيرة، رغم أن لدي عدسة سوبر وايد انجل التي أخذت بها هذه الصورة، ولا أنسى تلك المحاولة والصخرة المليئة بالطحالب. والمكان كله مدهش أشجار «البن» كثيفة هناك وتثمر وتتساقط ثمارها وتتراكم سنوات دون أن يستثمرها أحد نظراً لصعوبة الوصول إليها. وأشجار «الذرح» السامقة بالجذوع الكبيرة يبلغ قطر المعمرة منها عدة أمتار، وهناك شجر «العنقب» وهو نوع لا يوجد إلا في عتمة، حينما يزهر تفوح من زهوره رائحة عطرية فريدة وزكية جداً، وثماره تشبه ثمار الجوز من حيث الصلابة، إلا أنها ملساء ونواتها عسل بحبوب صغيرة ويأكلها الصغير والكبير.. الصورة الثالثة غابة «الزيتون» البري بجانب أشجار «الطلح» لاينتج؛ لأنه غير ملقح. الصورة الرابعة إحدى الروابي الزراعية في المحمية، وتظهر في عمق الصورة فلاحات يقمن بجز العشب «الحشيش» وأثناء العمل يرددن مهاجل غاية في الجمال كل أربع إلى خمس نساء يشكلن فريقاً، وكل فريق يردد نفس المهجل بكلمات تختلف عن الفريق الآخر. سمعت بالأمس أن هناك مشروع قرار لشطب اسم المحمية لأسباب عدة: أولها، أن أطراف الغابة تعرضت للتحطيب، وأن الحقول الزراعية تحولت إلى مزارع قات، وأن الحيوانان النادرة يتم صيدها وقتلها تعمداً. حزنت كثيراً.. وأعتقد جازماً أن من يتحمل المسؤولية الأكبر هم من يديرون المحمية كونهم تساهلوا أمام كل المخالفات، بل وسمحوا بزراعة القات مع ما يتبعه من تشوهات مقرفة كالطرابيل البلاستيكية الضخمة التي حولت المشهد من الاخضرار إلى القحالة والتشوه البصري المقزز..!! لا ألوم من ينوي اتخاذ قرار الشطب. بل ألوم القائمين على المحمية.. وأطالب، ومعي كل أبناء المحمية، بمعاقبة كل متسبب بهذا الفعل المشين والمشوه وأولهم إدارة المحمية. الصور متقاربة الأزمنة ما بين الثمانينات ونهاية التسعينات من القرن الماضي Negative * صفحة المصور اليمني الكبير، عبدالرحمن الغابري، على فيسبوك