يوم طويل مر على السلطات الأمريكية في واشنطن العاصمة، السبت، بعد فشل عملية هجوم للقوات الخاصة الأمريكية لتحرير رهائن بينهم صحفي أمريكي يختطفهم القاعدة شرق اليمن وهدد التنظيم بإعدامهم في تسجيل بثه قبل أيام، إذا لم تنفذ أمريكا مطالبه، وبصورة متزايدة خيمت مشاعر الأسف وأجواء انتكاسة أمنية مريرة ذهب ضحيتها الصحفي الأمريكي ورفيقه المختطف من جنوب أفريقيا. تغطية الإعلام الأمريكي وتعليقات المحللين والمسئولين أعطت تصورا واضحا حيال الأثر المخيم.. مساء السبت، قال مسؤول أميركي في محاولة لتخفيف اثر الصدمة والانتكاسة، أن القوة الأميركية الخاصة التي حاولت إنقاذ الصحافي الأميركي الذي كان يحتجزه تنظيم القاعدة في اليمن تحركت وفقا لمؤشرات أن الرهينة الأميركي سيقتل في أي لحظة لكن تم رصد القوة أثناء اقترابها من مخبأ المسلحين.
وكان تنظيم القاعدة في اليمن أقدم قبل يومين فقط على إعدام مختطف يمني وعثر على جثته مرمية وسط مدينة القطن بمحافظة حضرموت، وأفادت وكالة خبر عن مصدر محلي أن عناصر من تنظيم القاعدة رموا بجثة رشيد الحبشي بعد إعدامه بطلقتين في الرأس و6 طلقات نارية في الصدر.
من جانب آخر نفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" وجود أي قوات يمنية مشاركة في العملية التي نفذتها وحدات من الجيش الأمريكية ليل السبت، وهدفت إلى تحرير الرهينة المختطف لدى تنظيم القاعدة الصحافي "روبرت سومرز".
وقالت اللجنة الأمنية العليا اليمنية، مساء السبت: إن قوات من مكافحة تمكنت في الساعات الأولى من فجر اليوم (السبت) وفي حملة أمنية بالتنسيق مع الأصدقاء الأمريكيين من تنفيذ علمية نوعية لتحرير الرهينتين المختطفين".
وكانت مصادر محلية قالت لوكالة "خبر" في وقت سابق السبت، إن وحدات من الجيش اليمني، نفذت بالمشاركة مع وحدات أمريكية عملية نوعية استمرت سبع ساعات في وادي "عبدان" بمديرية نصاب بشبوة (شرق اليمن).
ونشر تنظيم "القاعدة" تسجيل فيديو بثته مواقع على الانترنت يظهر فيه رهينة اميركي مهدداً بقتله.
وقال الرجل في الفيديو الذي يحمل تاريخ ديسمبر 2014 انه يدعى روبرت سامرز وعمره 33 عاماً، موضحاً انه يحمل الجنسية الأميركية.
وأضاف انه خطف قبل عام في صنعاء وطلب المساعدة، مؤكداً ان حياته في خطر.
وتفيد تقارير صحافية ان "سامرز صحافي خطف في العاصمة اليمنية في سبتمبر 2013".
وفي التسجيل، هدد نصر بن علي الانسي من تنظيم "القاعدة" بإعدام الرهينة في الايام الثلاثة التي تلي بث التسجيل ما لم تلب الولاياتالمتحدة مطالب التنظيم.
وأسفرت العملية التي قال مسئولون أن الرئيس أوباما أقرها بعد وزير الدفاع هاغل، عن مقتل الصحافي "سومرز" ورهينة آخر جنوب أفريقي، بالإضافة إلى مقتل نحو 11 شخصاً بينهم مدنيون.
وكان أوباما دان ما وصفها ب "القتل الهمجي" للرهينة الأمريكي في اليمن.
وجاء في تفاصيل نشرتها شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن العملية:
أصبحت وزارة الدفاع الأمريكية على علم الخميس، بأنه كان هناك معلومات استخبارية كافية حول موقع الرهائن خلال مهمة الإنقاذ. وفيما يلي تفاصيل تتعلق بالعملية.
- بحلول ظهر الجمعة تم تقديم تقرير للرئيس أوباما ووزير الدفاع تشاك هاغل، حول المهمة المزمع تنفيذها. - بدأت العملية الجمعة ليلا بحلول الساعة الخامسة مساء الجمعة بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة. - طائرتان من طراز V-22 Osprey هبطتا على بعد مسافة من المجمع المستهدف. - فريق مكون من نحو ثلاثين جنديا يضمان بشكل رئيسي عناصر من وحدة SEAL الفريق السادس، وفريق طبي عسكري. - بقي الطاقم المشارك بالمهمة 30 دقيقة على الأرض. - بقوا لهذه المدة الطويلة نسبيا من الزمن لأن الفريق الطبي العسكري كان يحاول جعل حالة الرهينتين مستقرة، حيث كانت جراحهما خطيرة. - فقد الفريق عنصر المفاجأة في الدقائق الأخيرة عند وصولهم إلى المجمع، بحسب ما أفاد مسؤولون. - عند وصول الطاقم إلى المجمع، بدأ إطلاق النيران والولاياتالمتحدة متأكدة الآن بأن أحد الإرهابيين ركض إلى داخل المجمع وأطلق النار على الرهائن، بحسب مسؤولين. - المسؤولون رفضوا التصريح عن كيفية تأكد الولاياتالمتحدة من هذه التفاصيل، ولكنهم قالوا بأن طائرات بدون طيار كانت تحلق فوقهم، والتي بإمكانها نقل صور من موقع الحدث. - المسؤولون يؤكدون عند هذه المنقطة، بأنهم لا يعتقدون بأنه كان هناك فشل في أمن العملية، ولكن ربما يكون هناك شيء قد حدث، ببساطة كان يكون هناك كلاب نبحت منبهة إلى وجود الفريق. - ليس واضحاً أين كان القناصة عندما بدأ إطلاق النار. - المسؤولون يقولون أيضاً بأنه تم الحصول على معلومات استخبارية مهمة خلال العملية الأولى الفاشلة لإنقاذ سومرز، حول المكان الذي تم نقله إليه. - البنتاغون علم الخميس بأن هناك معلومات كافية لتنفيذ عملية الإنقاذ. - لم تكن هناك قوات يمنية مشاركة مع الجنود الأمريكيين. - طائرات ال V-22 يعتقد بأنها انطلقت من السفينة الحربية البرمائية U.S.S. Makin Island.