طرح الرئيس السيسى فى خطابه الأخير.. موضوع فى غاية الاهمية.. يتعلق بضرورة انشاء قوة عربية موحدة.. لمكافحة الارهاب.. فى العالم العربى وهى فكرة جيدة.. وبالغة الاهمية خاصة فى ظل التحديات التى يواجهها العالم العربى الان.. والتى تعد الأخطر فى تاريخه!!
فقد بات العالم العربى الان بمثابة «لوحة التنشين» التى توجه لها سهام الأعداء.. بل أصبح ساحة خصبة لتجريب السلاح.. وبورصة جيدة لبيع الأسلحة..وتشغيل مصانعها.. التى باتت تعتمد على العالم العربي فى تصريف منتجاتها..خاصة الراكد منها.. حتى ان العالم العربى الآن.. بات المشترى الاول للسلاح فى العالم بصفقات بمليارات الدولارات.. حتى ان دويلة مثل قطر.. اشترت صفقة سلاح واحدة تعدت ال 11 مليار دولار.. مع ان عدد جيشها.. لايستوعب واحد على الألف من هذه الصفقة.. وبذلك فهى تشترى السلاح للتخزين.. وليس للاستعمال!! وللأسف تصرفت العديد من الدول العربية بغباء منقطع النظير.. حتى أنها «أوكلت» للذئب مهمة حراسة الغنم!!
فقد أوكلت مهمة حمايتها لأمريكا.. رغم أن أمريكا نفسها هى التى تخلق لهم الكلاب المسعورة.. وتطلق عليهم الذئاب الجائعة.. بل ان أمريكا هى واحدة من اخطر الذئاب.. التى تنظر بحقد وحسد وطمع للبترول العربى.. الذى تعتقد يقينا أن العالم العربى لايستحقه.. ومن ثم فلابد وأن يكون تحت أمرهم.. وتحت حمايتهم ايضا!!
كل ذلك أمر.. بات يستوجب يقظة العرب.. وإفاقتهم خاصة بعد أن ادركت قياداته ان المتغطى بالامريكان «عريان» كما يقول مثلنا المصرى.. ومن هنا تأتى اهمية دعوة السيسى لإنشاء قوة عربية موحدة لمكافحة الارهاب.. تكون لها قيادة واحدة.. مهمتها مواجهة اى عدوان تتعرض له اية دولة عربية.
قد يقول لى قائل.. وما حاجتنا لمثل هذه القوة.. ولدينا اتفاقية الدفاع العربى المشترك.. التى ينص عليها ميثاق انشاء جامعة الدول العربية.. فاقول لكم ان هذه الاتفاقية - الدفاع العربى المشترك - عندما وضعت.. لم تتضمن آلية لتنفيذها.. فهل هناك اتفاقية دفاع.. بدون قوات تنفذ ذلك.. ومن هنا أصبحت هذه الاتفاقية مجرد حبر على ورق.. لاتساوى أكثر من ثمن القلم والورق الذى كتبت بهما!!
ومن هنا تأتى أهمية دعوة السيسى لإنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة..تتكامل فيها عناصر القوة فى العالم العربى.. فنحن لدينا التعداد البشرى الهائل..وباقى الدول العربية..وخاصة الخليجية منها.. تعانى من ندرة وشح فى العنصر البشرى.. فى حين لديهم وفرة هائلة فى السلاح.. بمختلف أنواعه.. بل لديهم القدرة الهائلة على شراء المزيد منه!!
فاذا ما اتحدت ارادة العرب على قيام هذه القوة الموحدة.. تعاظمت عناصر القوى العربية.. وقويت.. خاصة بعد توافر العدد.. والعتاد.. أى البشر والسلاح.
ومن هنا تستطيع هذه القوة العربية حماية العالم العربى.. والحفاظ على ثرواته.. وحمايتها من اعين الطامعين فيه من ثعالب وذئاب العالم.. هذا هو الطريق الصحيح.. وليس الاعتماد على حراس أجانب.. مرتزقه.. هم أنفسهم اول الطامعين فى ثروات وخيرات العالم العربى. أتمنى أن تجد دعوة السيسى الصادقة المخلصة آذانا صاغية.. تسمع وتفهم وتعى مصالح أوطانها وشعبها.. قبل فوات الآوان.. وقبل أن تقول كل دولة عربية..لقد «أُكلت» يوم أكل الثور الأبيض!!