قال قائد القوات المصرية في حرب عاصفة الصحراء، المعروفة باسم حرب الخليج، اللواء محمد علي بلال، إن القوات المصرية لن تحارب خارج مصر إلا للأمن القومي المصري، في إشارة منه إلى حرب اليمن. جاء ذلك في لقاء مباشر على قناة القاهرة والناس أجرته معه المذيعة أماني الخياط.
وأضاف اللواء أن طبيعة أرض اليمن وطبيعة المواطن اليمني تجعل من التدخل البري الخارجي مستحيلا.
وردًا على سؤال "هل تدخّل السعودية في اليمن هو بمثابة الفخ الذي صنع لإيقاع آل سعود؟"، رد اللواء المصري: "في ثاني أيام عاصفة الحزم أعلن الجيش الأمريكي إنقاذه لطيارين سعوديين في خليج عدن"، متسائلا عن سبب وجود الجيش الأمريكي هناك، وهو ما يدلل بالنسبة له على أن أمريكا تربطها علاقة وثيقة بهذه العملية، وأضاف "أعتقد أنه فخ".
ومما يعزز فكرة أن المذيعة تهاجم السعودية بطريقة مبطنة أو حتى مباشرة في بعض الأوقات، قالت الخياط إن السعودية على الرغم من أنها على دراية بالفخ الذي نصب لها، لكن عناد آل سعود سيؤدي بالمنطقة للمجهول، حسب تعبيرها.
وقالت الخياط: "كلام الرئيس السيسي قليل تجاه هذه الحرب، ولم نفهم ما يحدث حتى الآن"، مضيفة أنها تريد أن تفهم من ضيفها موقف مصر من "الحرب السعودية"، وتسميتها هذه قد تنبئ عن عدم تأييد ضمني لعاصفة الحزم، معتبرة أن الحرب هي شأن سعودي.
ومن الواضح للعيان أن الإعلام المصري هو مرآة لمواقف النظام، وهو ما عبر عنه الإعلامي السعودي المقرب من دوائر الحكم، جمال خاشقجي، على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حيث قال إن الإعلام المصري ليس حرا وهو إعلام النظام.
وبالعودة إلى كلام اللواء، حيث قال إن موقف السيسي مما يحدث في مصر وحتى سوريا هو حل سياسي، مضيفا أنه "حتى ولو لم يعلنها السيسي صراحة أنه ضد الحرب على اليمن، فهو يقولها بطريقة بسيطة مطالبا بحل سياسي".
وتعليقا على كلام اللواء، قالت الخياط: "ليس من المعقول أن يزج السيسي بأبناء مصر لأجل شخص، منظومة الأخلاق التي يتبناها السيسي تمنعه من ذلك".
ويرى مراقبون أن موقف السيسي من الاشتراك في عاصفة الحزم ضبابي، حيث يشارك السعودية والدول الأخرى القتال ضد الحوثيين، ولكن إعلامه طالما يهاجم السعودية والحرب على الحوثيين، ويرى آخرون أنه "يلعب على الحبلين"، يريد رضا السعودية ورضا إيران في آن واحد.
واستبعد اللواء محمد علي بلال، في تصريحات لبرنامج من القاهرة على قناة "القاهرة والناس" المصرية، إمكانية حسم الأوضاع في اليمن إلا عبر الحل السلمي، حسب تعبيره قائلا: "إن الأيام ستثبت وستجبر السعودية ودول التحالف العربي على القبول بالحل السلمي لأنه هو السبيل الوحيد ولن تستطيع أي قوات خارجية دخول اليمن".
ورأى اللواء بلال أن التدخل البري في اليمن له حسابات معقدة، وقد تجعل أي تدخل خارجي بري شبه مستحيل نظرا لطبيعة أرض اليمن والمواطن اليمني وأسلوبه القتالي.
وبخصوص مشاركة البحرية المصرية في عملية عاصفة الحزم، قال: "إن البحرية لا تشكل مشاركة فعلية وإنما هي في البحر الأحمر لدواعي الأمن القومي المصري ومن الطبيعي أن توجد فيه نظرا لطول السواحل ووجود قواعد بحرية وعسكرية مصرية"
ونفى بلال وجود 45 ألف جندي من الجيش المصري في السعودية للمشاركة في حرب برية ضد اليمن، مشيرا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، سبق وأعلن أن القوات المسلحة لن تحارب خارج مصر إلا لحماية الأمن القومي المصري.
وشكك بلال في صحة ذلك الخبر بالقول: "إن القوات المسلحة لا ترسل أفرادا وإنما تشكيلات كما أن مصر عندما اشتركت في حرب الخليج شاركت بفرقتين ولواء قوامهما 34 ألف جندي".