قالت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، الخميس 21 مايو/أيار، إن تدمير مدينة تدمر الأثرية، التي سيطر عليها عناصر "الدولة الإسلامية"، سيكون خسارة كبيرة للبشرية. وأكدت إيرينا بوكوفا أن تدمر هي موقع استثنائي من التراث العالمي في الصحراء، وأن تدمير المدينة التاريخية ليس فقط جريمة حرب ولكن أيضا خسارة كبيرة للبشرية، حسب تصريحاتها.
وكررت المديرة العامة لليونسكو دعوتها لمجلس الأمن للإشراف على عملية حماية لهذه المدينة، وقالت "نحن بحاجة إلى مجلس الأمن، وجميع القادة السياسيين والزعماء الدينيين لمنع هذا التدمير".
وأشارت بوكوفا إلى أن الموقع الأثري بالصحراء السورية مهد للحضارة الإنسانية، ينتمي للبشرية جمعاء، مضيفة أن جميع الثقافات تؤثر في بعضها البعض، وكل الثقافات تثري بعضها البعض.
وسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية"، الخميس، على مدينة تدمر الأثرية بالكامل، مما أثار مخاوف العديد من تكرار نفس السيناريو العراقي بتدمير المدينة التاريخية على يد عناصر "داعش".
وتقع مدينة تدمر الأثرية على بعد 210 كم شمال شرقي العاصمة السورية دمشق.
وفي ذات السياق دعت المديرة العامة لليونسكو إلى إنهاء الأعمال العدائية في تدمر، عقب ورود تقارير من عدة مصادر تفيد بأن جماعات مسلحة سيطرت على موقع التراث العالمي.
وصرحت إيرينا بوكوفا، "أشعر بقلق عميق إزاء الوضع في موقع تدمر"، مضيفة أن القتال يشكل خطرا على أحد أهم المواقع في الشرق الأوسط وعلى سكانها المدنيين.
يذكر أن المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، أطلقت في ال 14 من مايو/أيار حملة "متحدون مع التراث" في المتحف الوطني بلبنان، علما بأن نفس الحملة أطلقت ببغداد في شهر مارس/آذار الماضي، وهي حملة عالمية لحماية التراث والتنوع الثقافي أينما هدداهما العنف والتعصب.
مدير الآثار والمتاحف السوري يدعو المجتمع الدولي لإنقاذ تدمر
على صعيد آخر، دعا مأمون عبدالكريم، مدير عام الآثار والمتاحف، المجتمع الدولي إلى التحرك من أجل الدفاع عن مدينة تدمر باعتبارها مدينة تراث إنساني عالمي.
وأشار عبد الكريم إلى أن "هجوم عناصر داعش على تدمر جاء للانتقام من الحضارة والمجتمع السوري"، مبينا أن "مدينة تدمر مدينة سورية عالمية باعتبارها مدرجة على لائحة التراث العالمي". وقال "كنا نأمل ألا يتقاعس المجتمع الدولي في الدفاع عن تدمر لكن لم نلمس أي تحرك فعلي منه". وأكد عبدالكريم أنه "تم إنقاذ المئات من التماثيل قبل فترة ضمن سلسلة من الاجراءات اتخذتها وزارة الثقافة بالتعاون مع المديرية وهي حاليا في مكان آمن"، معربا عن قلقه على مصير الأوابد والمعابد في المدينة.
موغيريني: تدمير الآثار على يد "داعش" يرقى إلى جرائم حرب
من جانبها أعلنت المفوضة الأوروبية العليا للسياسة الخارجية والأمن فيديريكا موغيريني أن أعمال القتل وتدمير الميراث الثقافي على يد مسلحي "داعش" ترقى إلى جرائم حرب.
جاء ذلك في بيان صادر عن موغيريني بعد سيطرة التنظيم المتطرف على مدينة تدمر التاريخية.
وأشار البيان إلى أن "مدينة تدمر تمثل رمزا للميراث الثقافي الغني لسوريا ومفترقا للحضارات. وأعمال قتل جماعية وتدمير آثار ثقافية ومعمارية في سوريا والعراق ترقى إلى جرائم حرب وفقا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي اتخذ كافة الخطوات المطلوبة وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2199 لمنع تجارة الآثار الثقافية بشكل غير مشروع.
وأكدت أن هذه التجارة غير الشرعية تساعد على تمويل "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية.
وأكدت موغيريني أن الاتحاد الأوروبي يدعم جهود الأممالمتحدة الرامية إلى إيجاد حل سياسي يضع حدا للأزمة السورية المستمر منذ 4 سنوات، وكذلك محاولات التصدي لتوسع "داعش".