كشفت منظمة العفو الدولية، في مؤتمر صحفي جديد نشرته اليوم، أن القصف الجوي بقيادة المملكة العربية السعودية والهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة المؤيدة والمضادة للحوثيين في تعزوعدن، أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين - بينهم أطفال - ويمكن أن ترقى إلى مستوى جرائم حرب. وأشار التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية، الثلاثاء 18 أغسطس 2015، أنه لا مكان آمن للمدنيين في ظل تسليط الضربات الجوية والهجمات التي يشنها الحوثيون ومناوئوهم على الأماكن المكتظة بالسكان. وقالت كبيرة مستشاري الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية، دوناتيلا روفيرا: إن الحملة الجوية التي تقودها السعودية خلفت "سلسلة من الاثار الدموية لقتل مدنيين"، وهو ما يمكن أن يرقى إلى مستوى جرائم حرب. وأوضح تقرير لمنظمة العفو الدولية، أن المنظمة حققت في 8 ضربات جوية للتحالف في اليمن قتلت 141 مدنياً على الأقل وجرح 101 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال. وأشارت المنظمة، أن الأدلة كشفت عن نمط من الضربات ضد المناطق المأهولة بما في ذلك منازل المدنيين ومدرسة وسوق ومسجد، التي لم يتسن في معظمها رصد أهداف عسكرية قريبة. ولفتت كبيرة مستشاري الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية، دوناتيلا روفيرا، أن قوات التحالف فشلت فشلاً صارخاً في اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، التزاماً بموجب القانون الإنساني الدولي. مشيرة، أن الهجمات العشوائية التي تؤدي إلى الوفاة أو إصابات في صفوف المدنيين بمثابة جرائم حرب". وقال أحد السكان واصفاً أعقاب هجوم على مجمع سكني للعمال في محطة توليد الكهرباء في المخا في 24 يوليو: تناثرت "الجثث والرؤوس" في كل مكان. وقالت روفيرا: إن المدنيين في تعز وجدوا أنفسهم محاصرين في تبادل لإطلاق النار بين جماعة الحوثيين والجماعات المناهضة لهم على الأرض، في الوقت الذي تواجه هذه المدن التهديد المستمر من الضربات الجوية للتحالف. وأشار التقرير، أنه في 9 يوليو، قتلت قوات التحالف 10 من عائلة واحدة بينهم 4 أطفال كانوا قد لجأوا إلى مدرسة في شمال عدن بعد أن نزحوا من منازلهم بسبب القتال. وقال والد لثلاث شابات قتلن في الغارة على المدرسة: "جئنا إلى هنا هرباً من الحرب، لم يكن لدينا مكان آخر نذهب إليه". وفي 7 يوليو، قتلت غارة جوية غير قانونية أخرى، 11 مصلياً في مسجد الوهط شمال عدن. وقال شهود عيان لمنظمة العفو الدولية، إن غارة جوية في اليوم السابق استهدفت سوقاً للماشية في شمال عدن، وقدم الشهود روايات رهيبة لإراقة الدماء. ووصف شاهد عيان آخر المشهد بأنه "مذبحة". "اختلطت دماء البشر بدماء الحيوانات. مضيفاً: "كان منظراً مؤلماً للغاية". وفي 19 يوليو قتل مسلحو الحوثيين في واحدة من أكثر الهجمات دموية 45 شخصاً معظمهم من المدنيين في دار سعد، في عدن. وأشار التقرير أن الضربات الجوية قتلت 2000 مدنياً على الاقل منذ مارس 2015. *موقع منظمة العفو الدولية