قال قيادي محلي للحراك في محافظة حضرموت إن مدنا جنوبية عدة شهدت عصيانا مدنيا شاملا استجابة لدعوات أطلقها المجلس الأعلى للحراك السلمي تعبيرا عن رفضهم للحوار ولم تحدث بها أي مصادمات مع الشرطة. وقبل يومين من انطلاق مؤتمر الحوار المقرر أن يبدأ يوم الاثنين بالعاصمة اليمنية صنعاء، لا يبدو الحراك الجنوبي راغبا في الجلوس على طاولة مفاوضات واحدة مع نظام الرئيس عبد ربه منصور هادي، حيث يسود جنوب اليمن إجماعا من قوى وفصائل الحراك على مقاطعة الحوار الوطني الذي دعت له الحكومة اليمنية، باستثناء فصيل محمد علي أحمد في الحراك والذي يتلقى دعم مباشر من نظام صنعاء.ومن الرئيس الإنتقالي عبدربه منصور هادي شخصيا. وأكدت قيادات رفيعة في الحراك الجنوبي في تصريحات صحفية إن "فصائل الحراك لن تقبل بالدخول في الحوار ما لم تتم الاستجابة لمطالبها المتمثلة باستعادة الدولة الجنوبية - حد قول تلك القيادات. ويستعد الجناح الذي الأكثر تشددا في الحراك ل"فك الإرتباط عن الشمال"، بزعامة نائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى علي سالم البيض، لتصعيد الإحتجاجات في الجنوب بالتزامن مع انطلاق مؤتمر الحوار، من خلال تسيير مظاهرات حاشدة في عدن كبرى مدن الجنوب، ومدن أخرى، رفضا لهذا الحوار الذي تقاطعه شريحة واسعة من الحراك الجنوبي. من جانبه أكد عضو الهيئة التنفيذية لمؤتمر شعب الجنوب عوض علي حيدر، أن "استعداد فصيله للتحاور مع صنعاء لا يعني أنهم سيشاركون في الحوار الوطني العام" يوم الاثنين. وقال حيدر ل"سكاي نيوز عربية": "نحن مع الحوار الوطني وهو ظاهرة حضارية إنسانية، لكن هناك شروطا يجب تحقيقها لننضم إلى هذا الحوار. نريد التفاوض الندي بين دولتين وتحت رعاية دولية وأن يتم ذلك خارج الوطن وخلال فترة زمنية محددة لعملية التفاوض". وأضاف : "إذا تم ذلك ستكون له نتائج إيجابية على مستوى الوطن كله". وبسؤاله عما إذا كان ذلك يعني عدم الاشتراك في الحوار في صنعاء يوم الاثنين قال حيدر: "حتى هذه اللحظة لم نجد أي رد على مطالبنا، ونحن لا نشارك في ما من شأنه تقسيم الحراك الجنوبي". ويشترط قادة الحراك الجنوبي أن يكون المجتمع الدولي والإقليمي ضامنا لتنفيذ ما ينتج عن هذا التفاوض. ونفى القيادي في الحراك وجود نسبة للجنوب في قوام مؤتمر الحوار كما أعلن النظام اليمني برئاسة هادي موضحا : "نحن كجنوبيين نسمع من الإعلام لكننا لم نشارك إلى هذه اللحظة سواء في اللجان الفنية أو في التقرير النهائي أو في أي شيء. هم يقولون أن نسبة التمثيل مناصفة بين الشمال والجنوب لكن نحن لهذه اللحظة لم نشارك". وأضاف: "عندما يقولون إن هناك مؤتمرا شعبيا عاما وممثلين عن الجنوب، نريد أن نعرف ما موقف هؤلاء الجنوبيين، هل هم من ينضووا تحت الحكومة؟ وهل ولاؤهم لأحزابهم أم للجنوب؟ إذ كان ولاؤهم للجنوب فهذا عظيم، أما إذا كان ولاءهم لأحزابهم فهو غير مقبول". وأعلن الحراك الجنوبي تصعيد حركة الإحتجاجات في عموم المحافظات الجنوبية من خلال الخروج في مظاهرات حاشدة لرفض الحوار وفرض حالة من العصيان المدني تشل الحركة نهائيا في مدن وبلدات الجنوب بدأت من اليوم. وظلت الغالبية العظمى من المحال والشركات مغلقة، حتى مكتب طيران الشركة اليمنية الحكومية، وأسدلت الستائر الحديدية التي تحمل أغلبها علم الجنوب والشعارات الداعية للانفصال، قبل يومين من الحوار الوطني الذي دعت إليه الحكومة لمناقشة قضايا عديدة على رأسها القضية الجنوبية. ولم تفتح سوى المحال المسموح لها بذلك مثل المطاعم والصيدليات وبعض المحال الأخرى. وفي مدينة عدن جابت مدرعات مصحوبة بأطقم عسكرية تقل جنود من الجيش لتمشيط الشوارع الرئيسية وقال سكان محليون بمدينة عدن أن الجنود حاولوا إنزال أعلام الجنوب من واجهة المنازل والجدران. وطبقا لشهود عيان من سكان المنصورة معقل الحراك الجنوبي، قام الأمن اليمني بإطلاق النار لتفريق أنصار الحراك دون وقوع أي إصابات.