ارتفاع منسوب نهر السين اليوم الجمعة إلى مستوى 6 أمتار، أعاد إلى أذهان الباريسيين الكارثة الطبيعية التي عاشتها العاصمة الفرنسية في 1910. وتحضر في ظل هذا الوضع الكثير من السيناريوهات السوداء في حال حصول فيضانات أكبر، ومواصلة مياه النهر ارتفاعها. وكانت آخر مرة سجل فيها منسوب النهر ارتفاعا بهذا المستوى تعود إلى 1982. تواصُل ارتفاع منسوب مياه نهر السين في الساعات الأخيرة زاد من قلق الباريسيين والسلطات على حد سواء. وبلغ مستواه بعد ظهر اليوم ستة أمتار، وكان آخر مرة تجاوز فيها النهر هذا الارتفاع تعود إلى سنة 1982 حيث بلغ 6.18 مترا. - قتلى في الفيضانات التي ضربت فرنسا وألمانيا وكان النهر سجل ارتفاعا في 1955 بلغ 7.14 مترا، أما في سنة 1910 عرف منسوب مياهه مستوى قياسيا هو الأكبر في تاريخ باريس حيث بلغ ب8.62 مترا (ثلاثة أضعاف مستواه الطبيعي)، ما تسبب في كارثة طبيعية حقيقية، أصبح شبحها يطارد الباريسيين اليوم في ظل الظروف المناخية الحالية. وبدأ الحديث عن إمكانية حصول فيضانات في باريس في السنوات الأخيرة، وطرحت السلطات في مارس/آذار 2016 محاكاة افتراضية عبارة عن تكهنات لما يمكن أن يحصل في العاصمة الفرنسية في حال تعدى منسوب نهر السين 7.2 متر. محاكاة تحضيرا لكارثة طبيعية وشارك في هذا التمرين التحضيري 900 شخص من مصالح الإنقاذ و150 من الشرطة، و40 سيارة إسعاف و4 طائرات مروحية. وشملت العملية أيضا 87 مؤسسة وشركة تابعة للقطاع العام (من الصحة والأمن والنقل والطاقة...). ودامت العملية من 7 آذار/مارس ولغاية 18 من الشهر ذاته. وتلقت السلطات المسؤولة خلالها تدريبات على كيفية حماية السكان وممتلكاتهم، وكيفية ضمان استمرار المصالح الحيوية للمواطنين. وبحسب المحاكاة، فإن 435 ألف منزل معرض لأضرار في باريس وضواحيها، كما أن 830 ألف شخص معرضين للخطر في حال حصول فيضانات بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر السين. Elle continue de monter à 5cm/heure à 4,92m ici sous le pont d'Austerlitz a 10h #CrueSeine pic.twitter.com/3UpOG2KbK2 — François Gourand (@FGourand) 2 يونيو، 2016 ويمكن أن تغمر المياه في حال حصول هذه الكارثة الطبيعية 282 هكتار، ومن المحتمل أن تتضرر مئة ألف مؤسسة، ويفقد في ظل هذه الظروف 750 ألف منصب شغل، إضافة إلى تضرر المؤسسات العمومية. كما تصاب حركة المواصلات بشبه شلل لقرب الكثير من المحطات والطرقات وخطوط السكة الحديدية من نهر السين. وعلى سبيل المثال، فإن مدينة ألفورفيل (بضاحية باريس الجنوبية) ستكون شبه مغمورة بالمياه، وكل الجسور التي تربط الضاحية الغربية بالعاصمة الفرنسية مغلقة، فيما برج إيفل ومتحف اللوفر ستحاصرهما المياه وتحيل الوصول إليهما. أسباب الوضع والإجراءات الوقائية وقال الصحافي حسان التليلي المختص في البيئة في تصريح لفراس24 إن "فيضان نهر السين ليس أمرا عاديا، لأن له تأثير كبير على جميع مستويات الحياة". وأشار التليلي إلى أن الأمطار الغزيرة التي جاءت في غير وقتها إضافة لارتفاع منسوب الوديان التي تصب في نهر السين أدت إلى هذا الوضع، معتبرا أن الطقس الذي تعرفه المنطقة يدخل في سياق ما أسماه ب"الظواهر المناخية القصوى". La gare des Invalides RER C est inondée. #CrueSeine pic.twitter.com/71KsHdxTXs — Tony Ordano (@TonyToon74) 3 يونيو، 2016 ولفت التليلي إلى أنه رغم الاحتياطات التي وضعتها فرنسا لأجل التصدي لأي فيضانات ممكنة، إلا أن خبرة الباريسيين في المجال تبقى محدودة. وتحدث التليلي عن الإجراءات الوقائية التي تعتمد لمحاربة مثل هذه الكوارث معتمدة على آليات تكنولوجية بإمكانها الحد من مثل هذه الظواهر، وكان للروس تجربة سابقة بهذا الشأن بإرسالهم صواريخ لتفتيت السحب المحملة بالبرد. Photos prises à 6m05 à 20h30. Le pic est attendu cette nuit. #CrueSeine #CrueParis pic.twitter.com/9n0n0xHtO2 — Tony Ordano (@TonyToon74) 3 يونيو، 2016