ليست المرة الأولى التي يقصف فيها التحالف السعودي من الجو صالة عزاء في اليمن: فقد قصفوا مناسبة عزاء كانت تقام في مقر نقابة الأطباء في الحديدة قبل نحو شهرين. وقصفوا بعد ذلك مناسبة عزاء في حي سوق الهنود بالحديدة. وقبل ذلك بشهور عدة، قصفوا خيمة عزاء في الجوف كانت تقام لعشرات القتلى الذين سقطوا في صفوف المقاومة المدعومة من السعودية وهم يقاتلون ضد الحوثيين.. حتى مناسبة عزاء لمؤيديه لا يفوِّتها التحالف دون قصف! التحالف السعودي قصف أيضاً مناسبات وقاعات أعراس عدة. في الحديدة، وفي تعز، وفي ذمار، الخ.. في المخا مثلا، قصف التحالف السعودي مناسبة عرس وقتل العروسة وأسرتها والكثير من صديقاتها وقريبات العريس وهن منهمكات في حفلة الحناء.
(2) ليست هذه أيضا المرة الأولى التي ينفي فيها التحالف السعودي علاقته بقصف جوي لم يرتكبه في اليمن أحدٌ سواه: فقد نفى علاقته بمجزرة المخا(1)، التي راح ضحيتها عشرات النساء والأطفال والرجال المدنيين من سكان كامب موظفي محطة كهرباء المخا في قصف لطيران التحالف، نفى التحالف علاقته بها.. نفى علاقته بها وثبت أنه لم يرتكبها أحد سواه. ثم نفى علاقته بمجزرة المخا(2)، التي راح ضحيتها عشرات الأبرياء من النساء في عرس بالمخا، العرس المذكور أعلى، وثبت أنه لم يرتكبها أحدٌ سواه. وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
(3) وليست هذه هي المرة الأولى التي يتراجع فيها التحالف السعودي من انكاره لعلاقته بمجزرة: فقد تراجع من قبل عن انكاره لارتكابه جزرة المخا(1)، ثم تراجع عن انكاره لارتكابه مجزرة المخا(2)، كما تراجع أمس من انكار مجزرة القاعة الكبرى الى التعبير عن أسفه والوعد بالتحقيق فيها، بحسب بيان للبعثة السعودية في مجلس الأمن. ثم تراجع اليوم الى الاقرار بشكل غير معلن بأن إحدى طائرات التحالف قامت بقصف صالة العزاء عن طريق الخطأ، وهذا بحسب خبر نشرته البي بي سي.
(4) كما أن هذه لن تكون المرة الأولى التي يتراجع فيها التحالف من انكار مجزرة ارتكبها في اليمن الى الإقرار بها، ويظل عيال العاصفة وأبواق التحالف ينكرون مسؤولية التحالف عنها ويلصقونها بالحوثي وصالح.. أو بداعش لما "ينزنقوا". فقد فعلوا هذا في كل المجازر السابقة!
(5) وعلى أية حال، فقد طالب آل الرويشان، أصحاب العزاء الذين أصبح عزاؤهم عزاء لكل اليمن كما أصبح حدادهم حداد كل اليمن، طالبوا بلجنة تحقيق دولية محايدة للتحقيق في هذه الجريمة.. وهذا ما طالبت به أيضا بريطانيا والأمم المتحدة اليوم. ولا أظن هناك أحدا يضيره التحقيق في هذه الجريمة سوى من اقترفها.