ٌ .. فقد أحسنتُ عند حلوله أدب الضيافه وفتحتُ كل خزائني .. وحدائق الذكرى , وألوان الخرافه جففت ذاك النهر من ضحك الطفولة واجترعت الهزّةَ الأولى التي ضربت ضفافه الحزن أبصرني سعيدا.. جاء ينقذني من البرد المعشش في شراييني ويعطيني لحافه أهلا بضيفي جاءني .. وقد أطمأنّ بأن هذا الليل قد بلغ انتصافه من أين جئت سألته ؟ فأجاب من بلد الرّصافه !! وأجوب أرض العُرب قاطبةً وأشرب ما تبقى من طفولتها وتنكرني الصحافه والعاقلون البالغون الراشدون على المنابر يصعدون ويدّعون بأنّ بعض الحزن عنوان الحصافه سأبيت عندكَ .. بضع أعوامٍ .. لكي يتعوّد الأولاد أنّي لست أبعد عن .. حكاياهم مسافه فأنا .. يقول الحزن .. لي أولاد مثلكَ بعضهم في الشام .. يرفل في حرير الدم .. يقطف من بيوت الناس ضحكا لم يحن والله .. للآن قطافه والبعض قد هاجر بعد النكبة الأولى ترعرع في فلسطينَ استطال ذراعه في القدس وامتدّت له عنقٌ بغزّةَ كالزرافه إبني الذي في مصرَ قد خطفوه أهلوها لبضعة أشهرٍ فأعاد من يومين .. إخوته اختطافه الحزن يضحك .. كلما وفد الضيوف الى المضافه ويجيب .. حتى عن سؤال الطفل عن صوت النسيم .. عن الصهيل بكل ألوان الطرافه فصمتتُ .. حتى صار يروي لي .. بكل تمهلٍ وتبسمٍ .. عن محنة الصومال والعظم المرقّق .. والمرتّق ثم قال: أشيد بالعرب المقيمة في خليج النفط هذي باسم أحفادي من الصومال إذْ .. شهدوا بأعينهم جفافه وبليبيا .. والمغرب العربيّ .. أحوالي تميل وقد تميل .. لما أريد .. قبيلتي ضمنت من الناتو انعطافه لا شيء في السودانَ يقلقني بجيبٍ في الجنوب.. ولا أخافه وحبيبتي بيروت .. أضنتني .. أعانقها فتخذلني أضمّدها فتجرحني ما زلت آمل بالتفافه صنعاء يا ضيفي .. أتعرفها .. أجل .. أرأيت كيف عرفت اسمك؟ واسم أمّكَ .. واسم جاركَ والرواتب كلها عندي وعندي نشرة الطقس ومقدار التعرّق والرطوبة واللزوجة والكثافه أهلا بضيفي .. جئتني .. أشكوك كالراعي الذي يشكو خرافه أجلبت لي صورا ومنديلا .. ونفح ضفيرتين .. ونور عين .. وضحكت من سطر يُحركني يرُجّ دمي يؤرّقني اعتسافه فتقهقه الحزن المخيّم .. ملء أوردتي .. وكانت بين شدقيه ابنتي مثل اللفافه .. ويلوكها .. حتى يغيب رحيقها .. وتظلّ صِنوَ النور عنوان النظافه خذني إليك .. ودع رؤاها الحالمات على ميادين الخلافه دعها تنام على يدي واسكن دمي فمذاقك العلقم ما عدتّ أعافه