صباح الاثنين رن جرس الهاتف - ترن ترن ترن. - ألو مين؟ وجاءنى صوته الحبيب إلى سمعى: - أيوه يا حاج. قلت: محمود؟ محمود عبدالظاهر أخيراً؟ قال ضاحكاً: هو بشحمه ولحمه. قلت: بشحمه ولحمه فقط؟ ضحك وقال: وصوته وشعره. قلت: إذن قلتَ فيما نحن فيه الآن؟ قال: وهل أستطيع السكوت؟ قلت: أنا استطعت السكوت حتى الآن! قال: أنت استثناء يا عمنا. قلت: هل هذا رأى طبى أو رأى أدبى؟ ضحك طويلاً وقال: كما أنت لم تغيرك الحوادث ولا مرور الزمان. قلت: هات ما عندك من الإبداع. قال: أصلحوا ذات البين: بسم الذى رفع السماء بلا عمد وأمدنا بمحمد خير المددْ منا الصلاة عليه يا أهل الورى فمحمد خير الأنام هو السند ومسلّماً ومبجلاً ومقدماً حمد الإله على الصلاة إلى الأبد من بعد ربى والحبيب فليس لى إلاكِ يا مصر الحبيبة من بلد أرض الحضارة والعلوم ومهدها أنت المنارة والجسارة والجلَد قال ادخلوها آمنين فكلنا فى حِضن أمنك لم نُروعْ أو نُصدْ لكن قلبى والعيون ومهجتى يبكون والدمع المدمَّم لا يُرد من حال أهلك مصرَنا يا لوعتى واحسرتاه على الكنانة لم تَعُد أرض المحبة والوفاق فكلنا شركاء فى قتل المحبة فى المُهُد والحل! أين الحل يا من عندكم خير العقول وعندكم خير الجُنُد؟ قال الإله من الكتاب لِتتَّقوا فلتصلحوا من ذات بينكم، وَعَد إذا تعاهدتم فذاك إلهُنا طلب الوفاء لدى العهود لمن يَعِد أم هل تريدون النُّكُوث كمثل من غزلت ونقضت فارجعوا للمستند ستزَلَّ أقدام لكم بعد الثبوت فتلْعَقُوا بعد الأوان من البَدَد ما عند ربكم كثيرٌ فانْهَلُوا أما الذى ترجون عندكمُ نَفَد يا خير أمة أخرجت للناس هل أنتم كذلك؟ لا وربى ذا بَعُد هل أنتمُ فيها ومعْ أهل الكتب أهلٌ، فكيف الأهل والكل ارتعد؟ هل بالفِراق وبالشِّحان وكلُّنا شيطانُنا ساقَ المسيرةَ والمُرُد كل يغنى عند ليلاه التى رسمَ الهوى والنفسُ فيها ما ستَجَد لا مصرُ ليلى لا ولستم قيسَها قد كان قيس يبتغى حباً ووُد مصر تبدو كالحسين وأنتمُ مثلُ ابن جَوْشَنَ فى يديه المُسْتَحَد سنقول لاءاتٍ لعل قلوبنا تستقبل اللَّاءاتِ كالماءِ البَرَد لا للتفرق، كلنا من طين مصر وكلنا فيها نئول إلى الُّلُحُد لا للتنابز والتطاول بيننا لا طبعَ تَثْلِيثٍ ولا خُلُق الحُمُد لا للصدور المُوغَرات فطهِّروا كل الصدور فلا اتفاقَ لمن عَنَد لا تنكروا حقاً لمصرى هنا فالحق إسم ضمن أسماء الصمد وتعلَّموا الإصلاح قبل تصالُحٍ فالقلب لا يرضى بقلب مُبْتَعِد وتعاونوا وتصالحوا وتراحموا من أجلكم حتماً ومن أجل البلد د. محمود عبدالظاهر * بوابة الوطن