قرر الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس تعليق الحوار بعد فشل حزب النهضة الحاكم والمعارضة في التوصل الى اتفاق بشأن تشكيل حكومة انتقالية جديدة إثر المفاوضات بين الجانبين مساء الاثنين 4 نوفمبر/تشرين الثاني. ونقلت مراسلتنا عن الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل حسين العباسي في ساعة متأخرة من مساء أمس، ان تعليق الحوار الى أجل غير مسمى، جاء بعد فشل التوافق حول الشخصية المرشحة لرئاسة الحكومة في مفاوضات تجاوزت الآجال المحددة بيومين. وقال العباسي إن "التوافق لم يحصل، ولا نرى فائدة من أن نواصل المفاوضات"، مشيرا إلى أن ايقاف الحوار سيكون إلى حين ايجاد الأرضية الصلبة لإنجاحه دون تحديد موعد لاستئنافه مجددا. وشدد على تمسك الرباعي الراعي بالعودة إلى طاولة الحوار الوطني في أقرب الآجال وتحمل المسؤولية في ترشيح بعض الأسماء لمنصب رئاسة الحكومة. وأشار إلى أنه سيجري العمل على محاولة تقريب وجهات النظر بعقد لقاءات مع رؤساء الأحزاب مجددا، ملوّحا في حال فشل الحوار بمصارحة الشعب التونسي بالأطراف التي تقف وراء إفشاله. يذكر أن المفاوضات بين 21 حزبا موقعا على خارطة طريق الحوار الوطني تعثرت مؤخرا، إذ تمسكت حركة النهضة وحلفاؤها بترشيح السياسي أحمد المستيري في مقابل ترشيح غالبية المعارضة السياسي محمد الناصر. الحزب الجمهوري أيد مقترح النهضة ترشيح المستيري لمنصب رئاسة الحكومة كشف رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية عن تأييد الحزب الجمهوري المعارض مقترح الحركة ترشيح السياسي أحمد المستري لمنصب رئيس الحكومة إلى جانب حليفها في الترويكا التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات. وقال الغنوشي في مؤتمر صحفي عقب تعليق مفاوضات الحوار الوطني الاثنين إن رئيس الهيئة السياسية العليا للحزب الجمهوري المعارض أحمد نجيب الشابي رحب بترشيح أحمد المستيري واعتبر الغنوشي أنه "لا مبرر لرفض المعارضة لأحمد المستيري لمجرد معارضة الترويكا" منتقدا التعلل بسن مرشحهم. وقال في هذا الصدد إن أحمد المستيري ليس مرشحا للسباق او المصارعة، وهو شخصية متماسكة لها دور تاريخي في خدمة الديمقراطية ولم نر لها بديلا". وقال الغنوشي: "نحن الذين نحكم ومن واجبنا ألا نسلم الأمانة إلا لأيادي أمينة.. نحن نحاول نقل السلطة عبر التوافق من أجل الوصول لإجراء انتخابات نزيهة". واتهم الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية القيادي المعارض حمة الهمامي رئاسة الجمهورية التونسية بالتحكم في الحوار الوطني بعد مقاطعته برفض حزبها المؤتمر من أجل الجمهورية التوقيع على خارطة الطريق. وقال الهمامي في مؤتمر صحفي عقب تعليق الحوار الوطني مساء الإثنين إن الترويكا رفضت مناقشة أسماء مطروحة ولكنه تم إبلاغنا برفض رئاسة الجمهورية ترشيح عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع السابق. وحمل الترويكا وعلى رأسها حركة النهضة الإسلامية مسؤولية فشل الحوار الوطني، بعد تمسكها بمرشحها أحمد المستيري لرئاسة الحكومة. وقال: "نحن نرى أن المستيري ليس رجل المرحلة التي تتطلب جهدا كبيرا لتجاوز الأزمة الصعبة التي تمر بها تونس". في المقابل ذكرت تقارير إعلامية أن عبد الكريم الزبيدي هو الذي رفض تولي رئاسة الحكومة واشترط تنحي رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي للقبول بهذا المنصب.
