حملت منظمات حقوقية الأممالمتحدة المسئولية الأخلاقية والإنسانية عما يعصف بالمعتقلين والمختطفين والأسرى في سجون ومعتقلات مليشيا الحوثي جراء تفشي فيروس كورونا ، داعية إياها لسرعة التحرك لإنقاذهم. وأفادت معلومات، أمس الثلاثاء، بوفاة موظفي بعض السجون في صنعاء نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا- وفقا لمنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين - وهو ما يؤكد معلومات سابقة بتعمد الحوثيين إدخال مصابين بالفيروس للسجون بما يمثل ذلك مصدر قلق على حياة المعتقلين. وفي السياق، كشفت مصادر محلية عن وفاة مدير سجن هبرة المقدم عبدالملك القارة بفيروس كورونا وسط معلومات عن تفشي الفيروس بين قيادات حوثية عسكرية ومدنية. وأكدت المصادر أن مدير سجن هبرة توفي متأثرا بفيروس كورونا، مضيفة أن عددا من المشرفين والقيادات الحوثية المخالطين له ظهرت عليهم أعراض الفيروس. وكانت رابطة أمهات المختطفين اليمنيين، كشفت في بيان، مساء أمس الأول، عن الاشتباه بإصابة المختطفين نور الدين مرزية ومحمد واصل بفيروس كورونا في السجن المركزي بصنعاء، ونقلهم للحجر الصحي في السجن. ونبه وكيل أول محافظة الحديدة وليد القديمي، في تصريح صحفي الثلاثاء ، إلى وجود حالات إصابة بالفيروس التاجي المستجد في معتقلات وسجون مليشيا الحوثي، خاصة سجني الأمن القومي والسياسي وكذا السجن المركزي. لافتا إلى وجود شخصيات قال انه يعرفها شخصيا أصيبت بالوباء، ولم يستبعد أن تلجأ المليشيا إلى التخلص منها. وتعالت مطالب المنظمات الحقوقية للمجتمع الدولي والأممالمتحدة ومبعوثها الأممي إلى سرعة التحرك والعمل على إطلاق المعتقلين من سجون الحوثي حتى لا يتفشى المرض وينتقل بين الجميع ويفتك بأرواحهم. وقالت المنظمة اليمنية للأسرى والمختطفين إن الوضع في سجون المليشيات الحوثية يتناقض مع أدنى أبجديات حقوق الانسان ويجعلها امام المساءلة القانونية المحلية والدولية , فجرائم الاختطاف والتعذيب والاخفاء القسري تعد جرائم ضد الإنسانية ويتحمل المدعو عبدالملك الحوثي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى والمختطفين. وحملت المنظمة اليمنية للأسرى والمختطفين وكذا رابطة أمهات المختطفين في بياناتها ، الأممالمتحدة ومبعوثها الأممي والمنظمات الدولية وفي مقدمتها المفوضية السامية لحقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر المسئولية الإنسانية تجاه قضية المعتقلين والمختطفين والأسرى التي طال أمدها دون إيجاد حل عادل لها وصولا إلى نفاذ فيروس كورونا إلى داخل السجون والمعتقلات الحوثية ما يهدد حياتهم ، مطالبة بسرعة زيارة السجون والضغط على المليشيات لإطلاقهم دون قيد او شرط.. ووفقاً لأحدث تقرير لتحالف منظمة رصد تجاوزت حالات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري 22 ألف حالة، وما زال أكثر من 3 آلاف و500 معتقل في سجون ميليشيا الحوثي، منهم أكثر من 90 حالة قتلوا تحت التعذيب، وهناك أكثر من 288 امرأة ما زلن يعذَّبن في سجون الميليشيا الإرهابية. وحولت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرتها إلى صالة عزاء مفتوحة حيث شهدت مؤخرا انفجاراً بأعداد الوفيات ، في وقت تواصل فيه المليشيات حربها الصامتة على السكان بإنكار وجود فيروس كورونا. وعجت مواقع التواصل الاجتماعي في أول أيام عيد الفطر بعشرات التعازي لوفيات في صنعاء بأعمار مختلفة وبعد أيام من تأكيد مصادر طبية بإن المستشفيات المخصصة للعزل لمصابي فيروس كورونا امتلأت بالكامل ولم تعد هناك طاقة استيعابية لاستقبال حالات جديدة. وترفض المليشيا الحوثية الإفصاح عن عدد حالات الإصابة الفعلية بفيروس كورونا اعتقادا بتأثير ذلك على تحشيداتها لمقاتلين في محارق جبهاتها في ظل مخاوف من تفشي الوباء على نطاق واسع حيث ينتظر العاصمة صنعاء مصير مشابه لما عاشته مدينة قم الإيرانية التي أنكر الإيرانيون وجود كورونا فيها لتتحول بعد ذلك إلى بؤرة نقلت الجائحة إلى كل المدن.
