تستعد قبائل محافظة حضرموت (جنوب شرق اليمن) لتنفيذ ما اسموها بالهبة الشعبية التي قالوا ان الهدف منها هو اخراج الجيش والامن وتسليم ادارة شئون حضرموت لأبنائها وحدد يوم الجمعة الموافق 20 ديسمبر موعدا لانطلاقتها . ودعا حلف قبائل حضرموت الى هذه الهبة الشعبية بعد مقتل شيخ مشائخ الحموم سعد بن حبريش العليي، برصاص جنود بالتزامن مع اعلان وزارة الدفاع عبر موقعها الالكتروني مقتل احد قيادات عناصر تنظيم القاعدة الارهابي، الامر الذي اثار سخط وغضب قبائل حضرموت . وتأتي هذه التحركات في ظل صمت السلطات المحلية والامنية والعسكرية التي عجزت منذ اعلان حلف قبائل حضرموت عن افشال هذه الهبة الشعبية . وبحسب ما يؤكد قريب بن حبريش، الذي قال لوكالة "خبر" للأنباء: لا يوجد هناك وساطات.. ومحافظ حضرموت ونائب وزير الداخلية وغيرهم اتوا لتقديم واجب العزاء ونحن ملتزمون بتطبيق مخرجات وادي نحب الذي وقعت عليه كل قبائل ومشايخ حضرموت ولن نقبل بالتفريط بأي بند منه ونحن نشكر هذا الالتحام الوطني الذي عمَّ كل محافظة حضرموت . واضاف الشيخ سالمين العليي، احد مشايخ قبلية الحموم: يجب على السلطة ان تقدر هذا وترحل جيشها وسلطاته دون اراقة الدماء وتعطي ابناء محافظة حضرموت الحق في إدارة شؤونهم . وذكر مصدر قبلي، فضل عدم ذكر اسمه لوكالة "خبر" للأنباء، ان الهبة ستقوم على اركان وركائز وفق خطة مدروسة تم وضعها من قبل مشايخ القبائل.. مشيراً الى ان الهبة تهدف أولاً الى اسقاط الارياف ثم السيطرة على الشركات النفطية والهجوم على المعسكرات والمواقع الامنية وبالتالي السيطرة على المحافظة . في حين قال مقدم قبيلة ال بامعس -احدى قبائل حضرموت- الشيخ احمد بامعس عضو لجنة التنسيق في الهبة الشعبية في تصريح خاص لوكالة "خبر" للأنباء: لا يوجد هناك اتفاق مع الدولة وكل ما تقوم به لا يثبت رغبتها في تطبيق مخرجات وادي نحب، ونحن على اتم الاستعداد للهبة الشعبية العارمة التي سوف تعم كل مديريات محافظة حضرموت وقد تم وضع الصيغة النهائية لتطبيق هذا العمل الجماهيري. وبحسب مصادر محلية، قوبلت دعوات قبائل حضرموت بتعاطف شعبي كبير . وقال الاعلامي في محافظة حضرموت "محمد الحضرمي" لوكالة "خبر" للأنباء: إن التعاطف الشعبي العارم في الجنوب اكسب الهبة الشعبية قوة، ولكن تلك الهبة لم تخلُ من مخاوف ان تكون مقدمة لانفصال حضرموت . واضاف: لكن تلك المخاوف بددها القيادي الجنوبي فادي باعوم، الذي قال في تصريحات "ان هناك من يستخدم معرفات وهمية بأسماء قبائل حضرمية مهمتهم بث الفرقة بين أبناء الجنوب . واشار الحضرمي، وهو رئيس الدائرة الاعلامية للحركة الشبابية والطلابية في الحراك الجنوبي، الى ان هناك تخوفاً في صنعاء من مخرجات لقاء وادي نحب وبنوده والذي امهل السلطة عشرة ايام لتنفيذ مخرجاته.. مضيفاً ان لقاء القبائل بحضرموت اربك حسابات السلطات, وايضاً انضمام بعض المحافظات الجنوبية وتشكيل حلف قبلي كل في محافظته, زاد مخاوف السلطات اليمنية التي يتزعمها الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي"، حسب قوله. وقال محمد الحضرمي في حديث لوكالة خبر عبر الهاتف: "أعتقد ان هذا يعتبر تحولا جذريا في التعامل مع سلطة صنعاء, وما يجري على الارض من تكاتف تشارك فيه مختلف الشرائح السياسية والمدنية والثورية ومنظمات المجتمع المدني في حضرموت ينذر برحيل هذه المنظومة من ارضنا". فيما اكد رئيس مجلس الحراك السلمي بمحافظة حضرموت عبد العزيز باحشوان، في تصريح لوكالة "خبر" للأنباء، مشاركة الحراك بقوة في هذه الهبة وتنفيذ مخرجات وادي نحب وابناء القبائل الحضرمية.. مشيرا الى ان رجال القبائل يعتبرون قيادات في الحراك ومشاركين بقوة في ميادين النضال السلمي. وقال: نحن على تواصل مستمر ودائم مع هؤلاء الشرفاء وقد تم عقد لقاءات شملت مختلف الشرائح والمكونات السياسية والثورية ومنظمات المجتمع المدني وتم في هذه اللقاءات وضع تصورات للهبة الشعبية وكيفية تطبيقها على الارض وكانت هناك نتائج ممتازة سيكون لها الاثر الايجابي على الارض قريباً واعتقد ان مخرجات وادي نحب تأتي نتيجة لمعاناة طويلة تحملها ابناء حضرموت من قتل وتهميش وتشريد وهي حالة سائدة على مختلف المحافظات الجنوبية". وأكد باحشوان ان مخرجات وادي نحب ما هي الا محاكاة للواقع الاليم الذي نعيشه ويجب على سلطات صنعاء سحب جيشها فورا من ارض الجنوب قبل فوات الاوان. ويتوقع مراقبون ان تشهد المحافظات الجنوبية "الجمعة" ما أسموها بالهبة الشعبية التي يقول جنوبيون انها ستحول في مجريات العمل السياسي خصوصا في ظل الاصرار الشعبي في الجنوب على حق تقرير المصير لدولة اليمن الديمقراطية السابقة.