تحالف 94 يعود للواجهة من جديد.. بعد استئثاره بالشمال يقتحم الجنوب على الحضارمة أن يعلموا أنهم جزء من الجنوب الذي قدم التضحيات الكبيرة وثرواتهم ملك له لا يمكن حسم قضية شكل الدولة قبل حل القضية الجنوبية كونها مفتاح الحل القوى القبلية تحارب على مصالحها بأبناء الناس.. ونار الصراع لا يطالها خلاف الشارع الجنوبي مع المركز لا مع المواطنين الشماليين.. وفي عهد التشطير منح الجنوب الرئاسة ل"فتاح" ومكن شماليين من قيادة الدولة : : : : : : قال إن فشل الحوار سيقود البلد إلى الكارثة.. وحذّر القوى التقليدية والقبلية من مخاطر إعادة اصطفاف حرب صيف 94م.. معتبراً ما يجري من أحداث وقتل وفوضى سببه قفز تلك القوى لمناطق أخرى للتنفيس عن حالة الغليان في مركز الصراع. وأكد رئيس شورى اتحاد القوى الشعبية وعضو مؤتمر الحوار الوطني علي شائف في حوار أجرته معه "المنتصف" أن الفيدرالية مشروع يكسر قبضة المركزية ويوقف قوى المركز من السيطرة والعبث. موضحاً أن مؤتمر الحوار حقق للجنوب ما لم يقدمه المتطفلون المهيمنون على واجهة الشارع الجنوبي طيلة سنوات استنزاف طاقاته في الفراغ والتيه. وفي الحوار الكثير من القضايا الساخنة... فإلى التفاصيل: حاوره/ عبدالرحمن المحمدي سنبدأ من حيث اللحظة.. إلى أين وصل مؤتمر الحوار؟ هذا المؤتمر إذا لم يصل لما يريده الناس ويلبي تطلعات اليمنيين ويؤسس ل"يمن جديد" يقوم على العدالة والمساواة ويقوم بحل جميع القضايا التي جاء لأجلها، فالقادم سيكون التشظي، سيما وأن الوطن لم يعد محصوراً بقضايا الجنوب وصعدة ولكنه محاصر بقضايا في كل محافظات الجمهورية. والقوى التي كانت سبباً في خلق وصناعة هذه المشاكل هي نفسها مازالت حاضرة بقوة في مؤتمر الحوار وفي المشهد السياسي. وهي من دفعت بالبلد بعد 22 مايو 90 للحرب ب94م، وهي نفسها من تدفع بالأحداث اليوم؟ وثيقة العهد والاتفاق هي نفس ما وصلنا إليه في مؤتمر الحوار، لكن تغير الوقت فيما الوجوه والقوى هي نفسها، في ذلك العهد حدثت الحرب في 94م وتم اقتحام الجنوب وممارسة النهب والفيد، فيما اليوم يمر مؤتمر الحوار بلا حرب سوى هذه الأحداث المفتعلة التي تستهدف إفشال مؤتمر الحوار.. ولا تنسَ أن اليمن في الشمال في أمس الحاجة للدولة وللقانون مثلما هو الجنوب الذي عاش وسط الدولة. القضية التي تعيق إنهاء مؤتمر الحوار؟ القضية الجنوبية وهي المفتاح لحل المشكلة في الجنوب والشمال، أما قضية شكل الدولة فمرتبطة بالقضية الجنوبية التي يترتب عليها شكل الدولة. وثيقة بن عمر لاقت رفضاً من مختلف القوى كل حسب رؤاه, حتى الحراك الجنوبي رفض الوثيقة.. ما الأسباب من وجهة نظرك؟ لا أستطيع أن أسميها وثيقة بن عمر، هذه التسمية ناتجة عن فشلنا فنلجأ لتسميتها للانقلاب عليها. بن عمر هو مبعوث أممي معروف مهمته القائمة على التوافق بل هي رؤى القوى السياسية وبن عمر استخلصها. ورؤية تقسيم اليمن إلى إقليمين كما طرح الاشتراكي هي الأفضل، وله مبرراته أفضل من أقاليم (2) في الجنوب و(4) في الشمال.. كون هذا يعني تمزيق اليمن إلى دويلات، والجنوب قد تخلص من هذا الإرث فكيف نعيده للمربع السابق؟! وهنا لن يكون هناك أي استقرار على المدى البعيد إذا ما أصرت الأطراف على دولة اتحادية لأكثر من إقليمين في الشمال والجنوب. وإقليمين بين شمال وجنوب.. ألا يدخل في زاوية التمزق؟ لا.. لأننا هنا حُصرنا بإقليمين لهما مقومات الدولة وإضافة أقاليم أخرى في ظل شحة الموارد والإمكانات سيفضي إلى الفوضى والتشتت والتمزق. واعلم أن بقاء إقليم الجنوب موحداً يجنبه قيام الهويات المحلية كالسلطنات والمشيخات التي وحدها النظام في الجنوب بعد تضحيات جسيمة قدمها الشعب في هذا الشطر من الوطن بعد انتصار ثورة أكتوبر المجيدة. وتمزق الجنوب لن يسلم منه الشمال المهدد بالتمزق أيضاً، وعلى القوى أن تعمل على إيجاد نظام بصيغة موحدة للإقليمين تجنباً للتشظي الذي برز في الأفق، وخصوصاً وسط سيطرة القبيلة على الشمال في وقت ما تجاوز الجنوب هذا. لا تنسَ أن القبيلة تتصدر المشهد السياسي في الجنوب؟ صحيح يأتي هذا بعد أن عجزت القوى السياسية عن إيجاد مشروع يلبي مطالب وحقوق الناس وسيطرة القوى التقليدية على المشهد وتدخل المركز وفرضه بالقوة أسفر عن بروز مكونات أخرى.\ من هي هذه القوى القبلية؟ هذه القوى هي من كانت تمثل تحالف 94م الذي اقتحم الجنوب وخلف هذا الشرخ في وحدة 22مايو 1990م. هذه القوى تغلب مصالحها الشخصية على المصلحة الوطنية وتعيد تحالفها بنفس الآليات والاصطفاف.. ففي 1994م اقتحمت الجنوب بعد استئثارها في الشمال وتستنفر اليوم للسيطرة والبقاء في الحكم رغم سلوكها طرقاً متعددة. طرق متعددة.. كيف؟ بعضها سلكت للعودة إلى الواجهة طريق الثورة.. وبعضها جاءت من تحت جلباب النظام السابق، هذه القوى تتصارع في صنعاء فيما تتحارب في حضرموت وعدن والضالع وتعز وصعدة... إلخ. هذه القوى تخشى انهيار مصالحها.. تخشى على بلوكات النفط وعلى عائدات السمسرة وصفقات الباطن التي منحتها شرعية استنزاف ثروات الوطن لصالحهم الشخصي.\ هل حقق مؤتمر الحوار النجاح...؟ لو طبقت 60% من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني فهذا يعني أنه حقق للبلاد قفزات نحو التقدم لم تكن إلا بالأحلام. وإذا لم يتم التوافق على القضية الجنوبية؟ ما يجري في مؤتمر الحوار حول القضية الجنوبية هو تحصيل حاصل كون ما يجري فيه شيء وما يجري في ميادين المحافظات الجنوبية شيء آخر. إذن، ما جدوى الخروج باتفاق من مؤتمر الحوار للقضية الجنوبية؟ لو تم إنجاز الإقليمين في الشمال والجنوب.. ستخرج القوى الصامتة في الجنوب لتعيد الشارع لمساره الطبيعي. كون هذا الخيار سيمنح القوى الصامتة والعاقلة والوحدوية قوة مواجهة صوت فك الارتباط. وما يهمه الشارع الجنوبي هو أن عودة الشراكة الحقيقية القائمة على الندية. أما بقاء القوى السياسية والتقليدية في صنعاء تكريس اعتقادها بأن الجنوب يمثل محافظة مثل محافظة تعز دون وعي أن الجنوب كان دولة وطرفاً في المعادلة السياسية ويجب التعاطي معه من هذا المنطلق. لكن الحراك الجنوبي يطالب بفك الارتباط والعودة لما قبل الوحدة ويرفض الأقاليم؟ هذا الصوت جاء نتيجة المماطلة والتسويف فيما مضى وسيتسع إذا لم يخرج مؤتمر الحوار بحل مرضٍ ومقنع لهذه القضية. والشارع الجنوبي فاقد للثقة من كل الأطراف ويعاني من القوى التقليدية المتحالفة في 94م إلى اليوم وتسعى هذه القوى بكل الوسائل والأساليب لفرض مشروعها القائم على الضم والإلحاق للسيطرة على الجنوب بعد سيطرتها على الشمال ونهب ثرواته. هذه القوى دخلت وحدة 22 مايو 1990م وكانت رافضة لها ومبيتة لنوايا شيطانية انكشفت بحرب صيف 1994م. حيث ظلت تتهم الشارع الجنوبي المطالب بالحقوق ب"الانفصال" حتى جعلته يصل لمرحلة المجاهرة بالانفصال والرفض للوحدة بسبب هذا التعاطي المدمر الذي أوصل الجنوب إلى ما وصل إليه. أنت عضو قضية صعدة.. ماذا يجري بصعدة وكيف تتعاطون معها.. حوار في الموفمبيك وحرب على الأرض؟ كل الأطراف موجودة بالحوار وكل هؤلاء الفرقاء الذين يتقاتلون بصعدة هم موجودون بمؤتمر الحوار، وهناك مواجهات على الأرض وحوارات في طاولة مؤتمر الحوار. وجاء هذا بعد إدراك الجميع أن القضايا لا يمكن حلها بالحرب، بل بالحوار. هناك قوى هي من تؤجج وتلعب بصعدة مثلما تؤجج وتلعب بحضرموتوتعز والضالع وعدن، بالإضافة للاعب الإقليمي والدولي والذي وجد نفسه يلعب في الداخل، مع العلم أن فريق قضية صعدة خرج بقرارات كبيرة منها عدم تكرار الحروب ورفض التدخل الخارجي وأعطى الناس حقهم. ماذا عن التدخل الخارجي بالشأن اليمني؟ التدخل كبير.. جاء بعد أزمة 2011م بشكل أكبر ويتدخل الخارجي لحماية مصالحه بعد أن وجد توجه الأوضاع في اليمن إلى الحرب. تدخل ليحمي مصالحه طبعاً. وبعد هذا التدخل، تراجعت القوى المتصارعة في اليمن عن المضي في طريق الحرب لاعتبارات خاصة غير وطنية.. لأنها ستحترق بنارها وسيدفعون الثمن بخسارة مصالحهم، لهذا عادوا إلى طاولة الحوار. ولا تصدق الحكمة اليمانية التي ضاعت في حرب 1994م ولم تحضر في حرب المناطق الوسطى وفي حرب صعدة، حضرت في أزمة 2011م اختاروا الحوار حتى لا يكونوا وقود الحرب. هؤلاء يدركون ضرورة وقف الحرب بصنعاء سواءً بالحوار أو (بهجر) أثوار.. المهم تتوقف لنقل المعركة إلى الأطراف والوسط بشرط أن تكون تصفية الحساب فيما بينهم بمحافظات ومناطق بعيدة من مصالحهم مثلما حدث بالضالع مؤخراً.. واختيار الضالع ساحة حرب لهم لكونها لا تمثل تهديدا للمصالح، فهي منطقة جبلية بلا آبار نفط ولا غاز. كانت منطقة تماس سابقاً, بها (4) دبابات ومعسكر. واليوم بها (100) دبابة و5 ألوية عسكرية رغم أنها مدنية في الوسط ومساحتها صغيرة جداً. لكن لوحظ رفض الحراك الجنوبي لوثيقة بن عمر؟ رفض الشارع الجنوبي بسبب عدم وجود ضمانات, ولوجود حرب في الجنوب. بخصوص إشارتك للحرب، فالبلد كلها تعيش أجواء حرب غير معلنة في صنعاء وفي الجنوب واغتيالات في كل جغرافيا اليمن وأمام هذا يصر القائمون على مؤتمر الحوار على المواصلة.. ما جدوى الحديث عن نجاحات مؤتمر على الورق وفشل في الواقع؟ هناك محاولات من قبل مؤتمر الحوار الوطني لوضع معالجات وحلول لهذه القضايا المعقدة.. معالجات ليست بعقليات من صنع الأزمات وإنما معالجات ترضي الناس جميعاً. المتحاورون والمسيطرون على المشهد السياسي ومؤتمر الحوار هم جزء من المشاكل.. كيف تتوقع أن يكون أصحاب الحل؟ نعم، الذين كانوا وراء ويلات الجنوب والشمال هم من يشاركون في الحوار.. وفي العملية الانتقالية موجودون كأشخاص، وهؤلاء يملكون بلوكات نفط وعقوداً من الباطن ووكلاء لشركات نفطية أجنبية حاضرين في مؤتمر الحوار ونافذين في المشهد السياسي. ووحدها مخرجات الحوار الوطني من تهدد مصالح هؤلاء بكسر القبضة المركزية.. وهو ما يجعل أولئك يقفزون لساحات أخرى لخلط الأوراق بهدف إرباك العملية السياسية وإفشال مؤتمر الحوار. وهذه القوى تقف في وجه أي توجهات تتصادم ومصالحها. لذا ما يجري هو انعكاس للصراع القائم بصنعاء. من أين جاءت هذه القوى يا ترى؟ سبق وقلت إن بعضها جاءت تحت غطاء ثوري وبعضها جاءت من نظام صالح وفق التسوية والمبادرة الخليجية. هناك من يقول إن مؤتمر الحوار محطة لاسترداد الأنفاس بعدها سيتم القفز إلى مربع الحرب بعد الحوار.. ما صحة ذلك؟ اليوم هو غير 1994م والصراع مختلف.. والمقدرات العسكرية التي يمتلكها طرف لا يمكن أن تكفل له الانتصار على خصمه للقضاء عليه، لكنهم سيقفزون إلى مناطق بعيدة من مصالحهم لتصفية الحسابات العنيفة، مثلما حصل بالضالع من ضرب مخيم عزاء بتلك الوحشية ليأتي المسئولون ليعترفوا أنه خطأ.. رغم أن تحرك الدبابة لا يأتي إلا بأمر مباشر من وزير الدفاع أو قائد اللواء، لكن أن تطلق ثلاث طلقات على المخيم هذا يعد ضمن إبادة جماعية. إذاً، أين التوافق هنا.. واليمن تعيش حرباً غير مُعلنة؟ إذا صدقت النوايا للمتحاورين فإن المتوافقين قادرون على تجاوز المحنة وهندسة مستقبل البلد، وإذ لم تصدق فإننا نمضي للكارثة. وثيقة بن عمر.. ماذا منحت الجنوب؟ منحت 70% ونحن حققنا للقضية ما لم يحققه المتطفلون على الشارع الجنوبي. ويتوجب التسريع بإعادة المظالم ورد الحقوق والاعتراف بالندية والشراكة. هناك من يقول إن الوثيقة تكرس فتنة بين ما هو شمالي وبين ما هو جنوبي؟ خلاف الشارع الجنوبي مع المركز.. مع النظام، وليس مع المواطنين من المحافظات الشمالية الباحثين عن لقمة عيشهم.. ولا تنسوا أن الجنوب في حقبة التشطير منح الرئاسة ل"عبدالفتاح اسماعيل"، كما مكن شخصيات شمالية في قيادة الدولة والحزب والوظيفة العامة. الصراع داخل مؤتمر الحوار, إلى ماذا سيفضي؟ القوى التقليدية والقبلية المتخلفة هي من تسعى لإعاقة التغيير.. هذه القوى تتحارب مع بعضها بأبناء الناس ولم يُقتل منهم أحد وسيظلون يحاربون حتى آخر قطرة من دماء أبناء الناس. واتساع التدخل الخارجي.. إلى أين؟ يتدخل الخارجي لمصالحه وسينحاز للأقوى.. لمن يؤمِّن مصالحه. ولا يهمه مصلحة اليمنيين...وتخيل مثلاً إذا فرض أبناء حضرموت سيطرتهم وأمَّنوا المصالح الخارجية والشركات النفطية لمن سينحاز الخارجي؟ طبعاً سيقف خلف العصبة الحضرمية. الإقليم الشرقي.. ما رأيك بهذا المشروع؟ عليهم أن يعرفوا أنهم جزء من الجنوب وثروات حضرموت هي ثروات الجنوب.. وقدم الجنوب التضحيات الكبيرة، لذا يتوجب هنا توحيد الجنوب أرضاً وإنساناً، ويبدو أن قوى داخلية وخارجية تقف وراء دعم مشروع إقليم حضرموت لإضعاف الجنوب ولتفكيك اليمن. من هي هذه القوى؟ قوى داخلية لا تزال تمتلك القوة وتسعى لإرباك العملية الانتقالية وقوى خارجية لها أطماعها في اليمن وموقعه وثرواته.