اعتبرالدكتور عبد الحكيم حزام المشرقي – رئيس اللجنة التحضيرية لاقليم الجند الفيدرالي وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية هي المخرج لكل القضايا في اليمن , واكد المشرقي الذي شارك في مسيرات مطالبة بتبنى نظام الدولة الفيدرالية على هامش ثورة فبراير 2011م وله مؤلف تحت عنوان اقليم الجند التاريخي ان خيار الدولة الفيدرالية هو مطلب ثورة فبراير 2011م |, محذرا من تبنى خيار الاقليمين وقال ان ذلك بوابة سهلة لانفصال قادم , وقال ان ما عدا ذلك ممكنا اي ثلاثة اقليم وحتى 22 اقليم او ولاية , وشن هجوما كاسحا على من يصفون بنود الوثيقة بالمفخخة بالمزايدين والخائفين من تفخيخ الوثيقة لمصالحهم التي تضر بالشعب والوطن , مطالبا الشعب اليمني بالوقوف وراء الرئيس هادي من اجل العبور الامن بالوطن حتى يوم الانتخابات الدستورية.. الى نص الحوار
حاوره / عبد القوي شعلان
بصفتكم رئيس اللجنة التحضيرية لاقليم الجند الفيدرالي وقدتم مسيرات على هامش ثورة فبراير2011م مطالبة بتبنى النظام الفيدرالي للدولة المتعدد الاقاليم .. كيف تنظرون لوثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية التي تم التوقيع عليها اخيرا كواحدة من اهم مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ؟
نحن راضون كل الرضا عن الوثيقة لعدة اسباب منها اننا نعتبر ان القضية الجنوبية هي المدخل الحقيقي لحل كافة القضايا في اليمن , فعندما خرج الشعب اليمني يوم 11 فبراير 2011م في كل محافظات اليمن رافضا لكل انواع الظلم والاستبداد , وعندما تسارع العالم لمساعدة اليمن كان الصوت القوي هو الصوت الصادر من ساحة الحرية بتعز الذي نادي ولا يزال بحل القضية الجنوبية و ايضا قضية صعدة باعتبار القضية الجنوبية هي قضية تعز لكون تعز مدينة جنوبية , والسياسيون في المحافظات الشرقية المتواجدون بالخارج استغلوا الصوت الصادر من تعز وروجوا لفكرة لقضية الجنوبية على اساس جمهورية اليمن الديموقراطية وعملوا على توصيلها الى المحافل الدولية وتبلور ذلك في مبادرة مجلس التعاون الخليجي وقراري مجلس الامن الدولي , وتعز لم يكن لديها رافعة اعلامية توصل رسالتها التى ترى ان القضية الجنوبية هي قضيتهابامتياز
سمعنا في الفترة الاخيرة اصوات تطالب بفصل الشمال عن الجنوب من ذلك ظهور ما يسمى بالحراك الشمالي في صنعاء .... كيف تعلق على ذلك ؟
هذه نكته , وهي لا تعبر الا عن اصحابها او تعبر عن المعطى الجعرافي الذي يعيشون فيه , وهؤلاء يريدون خلق حراك شمالي سياسي يهدف الى فصل الجمهورية العربية اليمنية السابقة عن الجمهورية اليمنية , كما هو الحال سعي الحراك الجنوبي لفصل جمهورية اليمن الديموقراطية عن الجمهورية اليمنية والعودة الى ماقبل العام 1990م , وهؤلاء جميعا صناع ازمات وهم الذين عبثوا بالبلاد قبل الوحدة وبعدها وهم الذين لم يستطيعوا الحفاظ على الوحدة وهم الذين يحاولون الان بالعودة باليمن والشعب اليمني الى ماقبل 1990م
كيف ترى مستقبل القضية الجنوبية بعد صدور الوثيقة الخاصة بحلول وضمانات القضية ؟
القضية الجنوبية هي قضية حقوقية بامتياز كاي قضية اخرى مثل القضية التهامية وقضية المناطق الوسطى والقضية الماربية والقضية الصنعانية والذمارية , اليمن كلها متخمة بالقضايا وهي ليست قضايا سياسية بمنطق انا باتوحد معك واذا لم يعجبني الوحدة بعد فترة سوف انفصل لان مصالحي معك لم تتحقق '.
تاريخيا .. ما هو اقليم الجند ؟ وهل يشكل هوية هامشية بحد ذاته ؟
هو اقليم تاريخي منذ ثلاثة الاف عام يضم ابناء تعزوعدن ولحج والضالع واب وابين والحديدة تحت مسمى اقليم الجند وفي ظل دولة يمنية واحدة و تعرف هويته بالهوية الجندية الواحدة مثل الهوية الحضرمية والهوية التهامية ..
بعض القوى الحزبية والتقليدية الرافضة للوثيقة ترى ان بنودها مفخخه وبوابة لتقسيم اليمن في المستقبل .. كيف ترد ؟
بالنسبة لوثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية باعتبارها بنود مفخخة هي فعلا مفخخة ولكنها مفخخة لمراكز قوى سواء في الشمال او الجنوب التي كانت تعبث باليمن قبل الوحدة واثناء الوحدة فهي تفخخ مصاحهم بالاساس, وهؤلاء لا يريدون للشعب اليمني ان يعيش بحرية وكرامة والوثيقة هي انجاز عظيم للشعب اليمني وهي جاءت نتيجة تراكمات وصراعات وعقود زمنية وكان اخرها ما بعد حرب صيف 94م وهي تلبي احتياجات الشعب ولاتلبي احتياجات مراكز القوي التي ترى ان مصالحها متضررة بالوثيقة ولهذا فان الشعب مغيب للاسف وليس لديه رافعه اعلامية توضح موقفه من الوثيقه التي يؤيدها تماما وتلبي تطلعاته ولكن مراكز القوى لديها نفوذ وادوات ومال ورافعة اعلامية تمكنها من ايصال رسالتها داخليا وخارجيا ومع ذلك
هل ترى ان الوثيقة ستحظى بترحيب دولي كبير ؟
المجتمع الدولي عرف اليمن من زاوية القضية الجنوبية واكتشف ان الذي يجري في اليمن هو ظلم كبير والان هو يدافع عن الشعب اليمني عبر الاممالمتحده من نواح اخلاقيه وانسانية بالتالي لن يكون هناك تراجع الى الخلف بخصوص الوثيقة مهما حاولت تلك القوى ان تثير زوبعات هنا وهناك
ماهو المطلوب من المجتمع الدولى الان ؟
المجتمع الدولي مطلوب منه الان ايجاد حل للشعب اليمني , والانفصال لن يكون حلا ابدا كما ان دولة المركز المقدس ليست حلا , والحل هو في في الفيدرالية وهي تعني تقسيم السلطة من المركز الراسي الى الافقي ويصبح الشعب في ظلها هو صاحب القرار وعندما يصبخ هو صاحب القرار يستطيع حينئذ استعادة كرامته وحريته وتحقيق التنمية والبناء
هل الفيدرالية استحقاق لمطالب التغيير ؟
نعم ... ثورة 11 فبراير هي ثورة فيدرالية بامتياز , لانها سعت لتغيير منظومة الحكم وليس الفرد بعينه , واذا لم نغير شكل الدولة فاننا لم نفعل شيء وستكون هي الدولة البسيطة السابقة , يعني نفس القانون والمركز ونفس المنظومة , وبالتالي الهدف من الثورة كان احداث تغيير في شكل النظام وليس في راس النظام فقط , وبالفيدرالية لن يكون هناك خوف من طلوع اي رئيس من اي جهه ومن اي فئة ومن اي حزب فالنظام والقانون هو الذي سيحكم وليس الفرد كما كان سابقا.
ايهما افضل من وجهة نظرك خيار الدولة باقليمين او ستة ؟
قبل العام 1990م كان هناك مركزين مقدسين يعبثان بالشعب اليمني واحد في صنعاء والاخر في عدن وعندما اندمجا هذين المركزين بشخصي علي سالم البيض وعلي صالح كان لاهداف شخصية وهو البحث عن مجد وتاريخ وزعامة وجاءت اللحظة التاريخية ووقعا على اتفاقية الوحدة وانشاؤا مركز مقدس بصنعاء يعبث باليمن كاملا وظهرت المكايدات بعد 90م , واختلفا الاثنين وكأن الوحده ملك خاص لهما وقامت الحرب في 94م وظلت تعاني اليمن من ويلات الحرب واستمر البيص وصالح يعبثان باليمن حتى اللحظة وحتى ان الاممالمتحده وصفت المشكلة بشخصي علي سالم وعلي صالح والعودة الى اقليمنين هو عودة المركزين السابقين عدنوحضرموت وبالتالي لعودة الى المركزين تحت اي مسمىفيدرالية او انفصال والشعب اليمني يرفض هذا والسؤال اذا كان الشعب اليمني يرفض دولة المركز الواحد صنعاء فكيف يقبل بدولة المركزين عدنوصنعاء وبالتالي اي خيار غير الاقليمين مقبول اقصد من 3 اقاليم وحتى 22
هل وجود اقليم مشترك يجمع محافظات شمالية وجنوبية هو ضمان للوحدة ؟
اقليم الجند تاريخيا يضمن ذلك لانه يضم محافظات عدنوتعز ولحج والضالع واب والحديدة وابين وتعز هي رمانة الميزان وتستطيع ان تنهظ بدون محافظات اخرى اذا لم يتم ضم تعز الى عدن ولحج وابين والضالع مثلا والوثيقة هي ضمان للوحدة اليمنية سواء باقاليم متداخله ام لا وفي الاخير نحن نعيش في ظل الجغرافية اليمنية والهوية اليمنية
هل الحديث عن الانفصال بعد 23 عاما واقعيا بعد كل هذه الحقبة الزمنية ؟
هناك من يقول ان الشعب اليمني كان شعبا واحدا قبل الوحدة وبحكومتين واليوم هو شعبين بحكومة واحدة , وانا اقول العكس الشعب اليمني بعد الوحده شعب واحد ولكن بدون حكومة اصلا , وبعد ثورة فبراير يتم الان صياغة هذه الحكومة لتلبية مطالب الشعب في التغيير والبناء وهي تعاني من مخاض عسير حتى تتحقق الاهداف كاملة , والانظمة السابقة في الشمال والجنوب كانتا تصنع الخوف في نفوس الشعب والشعوب الخائفة لاتصنع حضاره ولذلك ثورة فبراير كسرت حاجز الخوف وبالتالي امكانية حدوث التغيير والحضارة المنشودة اصبحت ممكنة .
البعض يمارس وصاية على جزء من الشعب اليمني وهناك من يرى ان الوحدة مكسب تنموي ومشروع كهرباء وقطعة ارض ؟
الوحدة حق للشعب وليست لعلي صالح والبيض وهو المستفيد من الوحده ولا احد وصيا عليه وهي من تحقق له الهوية الكبيرة في ظل الدولة الكبيرة الاقليمية التي يفاخر بها بين العالم ولا خوف من الفيدراليه لان 120 دولة في العالم تتبنى نظام الفيدرالي وهي دول ناجحة جدا وعمليا لن يحدث انفصال بعد كل هذا الذوبان والانصهار والانفصال الجديد هو دول في الجنوب ودول في الشمال
مطلوب منهم حب انفسهم وحب بلدهم فاليمن دولة عميقة ذات حضارة عظيمه تمتد لالاف السنين وبالتالي مطلوب منهم تجاوز ثقافة الاسقاطات الابتعاد عن منطق اليمن فاشله اليمن ضعيفة اليمن كدا وكدا .. هذه هزيمة نفسيه مرفوضة.. والعالم يهتم باليمن لبعدها الحضاري وموقعها الاستراتيجي الاقليمي والدولي واليمن ووحدتها ليست مشروع صغير كمشروع كهرباء وماء ونهب ارض بل هي مشروع حضاري عظيم والوحدة بين اليمن ليست بين اثيوبياواليمن بهويتين وجغرافيتين وثقافتين وحضارتين ولغتين وديانتين حتى اذا لم تتحقق الاهداف المشتركة التي قامت من اجلها الوحدة بين البلدين عادا لهويتهما واسميهما وحضارتيهما السابقة .. وبالدستور الجديد سيعمل على صياغة الوحدة من جديد وبناء الدولة الجديدة الحديثة
البعض نظر للوثيقة باعتبارها منحازة للجنوب على حساب الشمال .. كيف ترد ؟
هذا يروج له الذين خسروا مصالحهم وحجتهم ان 25 بالمئة من السكان وهم سكان الجنوب سيحصلون على نصف الثروة والحكومة والبرلمان والسلطة وانه سيحصل تصادم في الهوية الشمالية الجنوبية والصح انه لا توجد هناك هوية شمالية واخرى جنوبية وانما هوية يمنية ثم التنوع الجغرافي الذي يعني الهويات الهامشية كالهوية الصنعانية والحضرمية والتعزية والتهامية من حيث التراث والثقافة والادب والغن , والخوف ان الجنوبيين سياخذون نصف الحكومة لمدة 5 سنوات وهناك كان سلطة في صنعاء همشت الشعب اليمني كله وهي سلطة الفرد والاسرة ونحن نقول ياخذوا السلطة كلها اذا كانوا سيحكموا بالعدل وليس النصف وليس 5 سنوات ولكن 100 سنه , واذا لمسنا ان اخواننا في الجنوب نجحوا في ادارة البلاد خلال الخمس سنوات التي حددتها الوثيقة سنزكيهم لمائة سنة قادمة , الشعب اليمنى لا يهمه من يحكم الاهم العدالة والنظام والقانون
مع كل بارقة امل باختتام مؤتمر الحوار الوطني فوجئنا بحوادث هنا وهناك .. كيف تفسر ذلك ؟
هذه فقاعات ودائما لما يسقط نظام في اي مكان في العالم يلجاء الى خلق قوى مضادة للثورة والتغيير مثل ضرب الكهرباء والنفط والاقتصاد وبؤر صراعات طائفية ومذهبية بغية اشغال الناس في دوامة والقول بانه كان هو الافضل ,والشعب اليمني يستطيع ان يتغلب على كل الازمات والمطبات والمجتمع الدولي واقف مع الشعب اليمني حتى يتجاوز المرحلة والثورة مستمرة ولن يوقفها تفحير في الضالع او دماج او حضرموت او صنعاء
بعد مرور ثلاث سنوات على ثورة الشباب .. هل ترى ان اهداف التغيير تتحقق ؟
اهداف الثورة تمضي الى الامام رغم القوى المضادة وقرارات الرئيس فعلت مالم تفعله الميادين والساحات بل ربما كان الصراع امتد بنا الى سنوات دون حل والمشهد السوري ماثل امامنا وبصبر الرئيس وحكمته جنب اليمن الحرب وامتص الضربات وحافظ على الدولة والوحدة ولبى مطالب التغيير رغم انها كانت بطيئة ولكنها حكيمة وكل يوم تؤتي ثمارها ولم يحصل تدمير في البلد ولا القتل المفتوح , والقوى المضاده ستنتهي بالانتخابات القادمة
كيف تقيم اداء الرئيس هادي خلال السنتين الماضيتين ؟
الرئيس هادي انقذ الشعب اليمني من القوى المضاده للثورة بل انقذ حتى القوى التي ثار الشعب ضدها وجنبها المشنقة والسجن والمحاكمة والمنفى والمفروض يشكروا الرئيس ويقفوا الى جانبه بل ومنحهم امتيازات لا يحلموا بها وقالو لهم ابقوا في البلد ولم يتم التعرض لهم لا كحزب ولا رئيس ولا رموز نظام سابق
تقصد ان التسوية السياسية كانت الخير الافضل للثورة السلمية ؟
نعم .. فمثلا اخطات الثورة المصرية عندما حلت وحاكمت الحزب الحاكم لانها ادخلت الشعب في حالة فوضى وانتقام وانقسام وظهرت قوى سياسية بديلة , ولذلك نهظت تلك القوى المضادة للثورة للانتقام من ثورة فبراير وهناك حرب شوارع وتفكك مجتمعي والحال نفسه في العراق ولذلك بقاء المؤتمر الشعبي العام مع بقية الاحزاب هو لمصلحة اليمن والبقاء لمن يمتلك برنامج افضل يخدم الشعب اليمني والمفروض حزب المؤتمر يستغل هذه الفرصة لان المؤتمر لم يحكم والذي حكم هو سلطة غير المؤتمر الشعبي العام والمفروض يستفيدوا من تسامح الرئيس ومن تسامح الشعب اليمني الطيب
كلمة اخيرة ؟
ادعوا اعضاء مؤتمر الحوار بمختلف فئاتهم ومشاربهم ان يكونوا عند مستوى المسئولية ويوقعوا على وثيقة الحلول والضمانات باعتبارلاها مدخل الحل لكل القضايا الاخرى وان يسارعوا في كتابة الدستور والفيدرالية هي الحل الامثل للشعب اليمني وان يدعوا الشعب اليمني للتصويت بنعم لان هناك مؤشرات لقوى دينية بدات تعمل ضد الدستور القام بالقول لا للدستور والعلماء انصحهم الابتعاد عن السياسة والتزام جانب الدعوة والوعظ والارشاد و ومطلوب من الشعب اليمني دعم الرئيس هادي ودعم مبعوث الامم المتحد جمال بن عمر الذي يحمل رسالة محبة لشعب اليمني فلا نظلمه كثيرا