بيروت- قتل من يشتبه أنهم مسلحون معارضون مؤيدا معروفا للرئيس السوري بشار الاسد في لبنان يوم الأربعاء في أحدث علامة على امتداد الحرب في سوريا الى جارتها. وقالت مصادر أمنية لبنانية إن مسلحين قتلوا بوابل من الرصاص محمد ضرار جمو المعلق الذي عمل لحساب وسائل إعلام حكومية سورية وكثيرا ما ظهر في قنوات تلفزيونية عربية للدفاع عن الاسد بمنزله في بلدة الصرفند بجنوب لبنان. وهذا أول اغتيال لشخصية مؤيدة للأسد في لبنان منذ بدء الصراع في سوريا قبل اكثر من عامين ويأتي بعد سلسلة هجمات في الاسابيع القليلة الماضية على جماعة حزب الله اللبنانية التي تساند الاسد في ساحة المعركة بسوريا. ويسعى لبنان الذي استمرت حربه الاهلية 15 عاما وانتهت عام 1990 الى البقاء على هامش الصراع في سوريا. وأصبحت تفجيرات السيارات الملغومة والاشتباكات بين جماعات مؤيدة لطرفي الصراع السوري شائعة. وألقت وسائل إعلام سورية حكومية باللوم على "مجموعات إرهابية مسلحة" في اغتيال جمو الذي قتل نحو الثانية صباحا (2300 بتوقيت جرينتش). وقالت مصادر أمنية لبنانية إن أنصار المعارضة السورية المسلحة هم المشتبه بهم الرئيسيون في قتله بمنطقة شيعية بجنوب لبنان حيث الإجراءات الأمنية مشددة عادة. وكان معارضون سوريون سنة قد هددوا بنقل الحرب الى الجانب الآخر من الحدود بعد تدخل مقاتلين من حزب الله اللبناني في سوريا دعما للأسد. وبعد عامين من المكاسب في الحرب الأهلية السورية بدأت قوات الأسد تحرز تقدما بينما تزايدت الخلافات بين المقاتلين الإسلاميين والجيش السوري الحر المعارض الاكثر ليبرالية. وقالت زوجة جمو التي كانت معه اثناء الهجوم لكنها لم تصب بأذى لتلفزيون المنار التابع لحزب الله إن مسؤولين من حزب البعث الحاكم في سوريا اتصلوا بزوجها امس الثلاثاء وطلبوا منه توخي الحذر. وجاءت هذه المكالمة في نفس اليوم الذي قتل فيه مسؤول أمني من حزب الله وأصيب اثنان حين تعرضت قافلة متجهة من سوريا الى لبنان لانفجار قنبلة وإطلاق رصاص. ويبلغ جمو من العمر 48 عاما وهو سوري كردي عاش في بلدة الصرفند اللبنانية لعشرين عاما وكان يظهر بصورة متكررة في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة التابعة لحزب الله. ويظهر الهجوم الذي نفذ في البلدة الشيعية أن الجماعات المعارضة للأسد تستطيع ضرب أهداف بعيدا عن المناطق السنية التي يتمتعون بدعم كبير فيها.