(خط المنتصف) يحتاج الأمر ياسيادة الرئيس إلى أن تجازف وتتحرر من سطوة الخوف التي تجعلك مرتبكاً طوال الوقت، وتخشى من التورط، التورط في إغضاب القوى التقليدية وهي تتهافت بشراسة على كل شيء تعثر عليه أمامها، تدريجياً تلاشت هيبة الدولة وعلى أطلالها صعدت مليشيا لا أحد يجرؤ اليوم على إزعاجها والاقتراب منها، نضطر أحياناً للكتابة بطرق تلميحية ولتغيير حساباتنا وقراءتنا لكثير من المواقف المحتملة إزاء ما يجري من فضاضة وابتذال . ما عاد لنا من رغبة في الانتظار وقت أطول، انتظار العثور على تفسيرات لكل تلك التساؤلات التي بقيت مفتوحة، ومعها بقيت الخيبة تتفاقم تجاه الرئيس هادي، وإصراره على البقاء رهينة للتهديدات التي يتنقل بينها ويمضي في إقناعنا بها، لم يعد أحد يفكر بالحلم، حلم الناس بوطن بديل تبدد منذ وقت مبكر. الفراغ الأمني وحالة الانفلات التي تعيشها البلاد حتى تهديدات القاعدة هي بحاجة إلى رئيس صلب يقف الناس خلفه، ولا تبرر مبالغتك في الاحتراس المفرط الذي بدأ الناس يتبادلون الحديث عنه، الرئيس يعتكف في دار الرئاسة ولا يفكر في مغادرته، تحركاته محدودة للغاية، تبدأ بشارع الستين وتنتهي بشارع السبعين الملتصق به، ما أن يزور منزله الذي يشعر فيه بالأمان أكثر حتى يعود على الفور للقصر الرئاسي الذي يقبع فيه ويستمتع بالجو الرئاسي، يجلبون إليه مؤسسات الدولة ورجالاتها ليمارس صفته الرئاسية، ما زال يجتمع بالحكومة والبرلمان والشورى داخل أسوار القصر الرئاسي، فهو لا يغادرها حتى في حالات الضرورة الملحة. المقابلات واللقاءات الدبلوماسية والخطابات النادرة والشحيحة ليست كافية لتصبح أنت الرئيس، الناس بحاجة إلى أن يشعروا ببأس الرئيس وعزيمته القيادية، هم بحاجة أيضاً إلى إدراك قوة ومهابة رئاسية، رئيس يظهر ليشرح للناس ما يدور ويبين صرامة الدولة ومواقفها الجاد، تعوضهم هزالة السلطة وتسد هشاشة وضعف الحكومة وممثليها، سيشعرون بالأمان أكثر حين يرون تحركات رئيسهم وتنقلاته العشوائية والمفاجئة، حضوره تحت قبة البرلمان مرة وتواجده في رئاسة الوزراء مرات أخرى سينعش حركة الدولة ويبعث الحياة في شريانها الخاملة، تنقله بين المؤسسات والمنشآت الوطنية والعسكرية سيحد من تفاقم إحساسهم بضعف الدولة وانحسار هيبتها. نحن الآن يا سيادة الرئيس نفكر بالنجاة فقط، أن ننجوا ببلد محسوب علينا وبتنا نقلق عليه. [email protected] * المنتصف