اللورد هولبيش يؤكد أن بريطانيا تحقق مع الإخوان لمصلحتها لا استجابة لمصالح دول أخرى، بعد تلميحات عن ضغوط سعودية للتحقيق في أنشطة الجماعة. نشرت العرب اللندنية الخميس تأكيدات اللورد تايلور هولبيش، وكيل وزير الداخلية البريطانية للشؤون البرلمانية، أن بريطانيا تقيّم الإخوان المسلمين حسب مسطرتها القانونية المحلية والنابعة من مصالحها وليس استجابة لضغوط أو مصالح دولة أخرى. وقال هولبيش إن الحكومة تحقّق في ملف الإخوان المسلمين في بريطانيا بناء على التغيرات التي تحدث في الشرق الأوسط والتي تنخرط فيها حركة الإخوان المسلمين. وأشار إلى أن هذا التحقيق سيركز على تأثير الإخوان المسلمين على الأمن الوطني والمصالح البريطانية وأيضا على استقرار وازدهار منطقة الشرق الأوسط. وقد شهد مجلس اللوردات، حسب الصحيفة, أعلى سلطة تشريعية في بريطانيا، أمس الأربعاء، نقاشا حادا حول التحقيق الذي تجريه الحكومة البريطانية حول أفكار وأنشطة جماعة الإخوان المسلمين فيها. وقالت مصادر إن الجدال احتدم في مجلس اللوردات البريطاني بسبب تلميحات البعض بأنّ هذا التحقيق، الذي يقوده سفير بريطانيا في الرياض، هو لمصلحة المملكة العربية السعودية. وكان بيان صادر عن المتحدث باسم رئاسة الوزراء في لندن كشف أن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أمر بإجراء مراجعة لفلسفة وأنشطة جماعة الإخوان المسلمين بشكل عام، مشيرا إلى أن "المراجعة ستشمل نشاط الجماعة داخل بريطانيا، وتأثيرها على الأمن القومي البريطاني والسياسة الخارجية بما يشمل العلاقات المهمة مع دول في الشرق الأوسط". وخلال الجلسة، تساءلت البارونة الديمقراطية الليبرالية فالكنر مارغرفين عن دور السعودية في التأثير على صدور القرار البريطاني بالتحقيقات، داعية الحكومة البريطانية إلى تطبيق قوانين مكافحة الإرهاب على من يخالفها من الإخوان وتقدمهم للقضاء في حال ثبوت ارتكاب جرائم إرهابية عليهم. من جانبه أكّد اللورد تشارلز تايلور أن الحكومة موحّدة "بشأن هذه المسألة المحددة"، مُضيفا أنّ التحقيق يُمثّل نوعا من "الفحص الداخلي للحكومة نفسها". ونفى اللورد تايلور هولبيش، في ردّه على تساؤل مارغرفين، بأن لا دور للسعودية في هذا القرار وأن بريطانيا صاغت القرار بناء على مصالحها وسيكون لفهمها وخبرتها في التعامل مع الإخوان المسلمين دور مهم في قرارها النهائي. وقال إن التحقيق يجري "على أساس المصلحة الوطنية" من أجل الحصول على "فهم كامل لمنظّمة الإخوان المسلمين". ودافع هولبيش عن اختيار السير جون هوبكنز لقيادة التحقيقات، مشيرا إلى أن السفير البريطاني لدى السعودية يعدّ من كبار الدبلوماسيين ويتمتع بخبرة كبيرة في العالم العربي لذا تم اختياره، وليس بسبب منصبه الوظيفي، كما أنه لن يعمل وحيدا بل مع خبراء مستقلين من مواقع مختلفة. وأضاف هولبيش أن التحقيقات ستتم بالاستعانة بخبراء وحكومات المنطقة وشركاء أوروبيين وأميركيين. وقالت لندن، التي تعمل في أراضيها منظمات عديدة لها صلة بالإخوان، إن المراجعة ستشمل بحث كل اتهامات الزعماء العرب أن الجماعة لها صلة بالعنف. ونفت الجماعة ذلك مرارا. تأتي خطوة بريطانيا في أعقاب تزايد الحملات عربيا ودوليا ضدّ ممارسات جماعة الإخوان المسلمين. ومؤخّرا قالت وسائل إعلام كندية إنّ عددا هاما من المواطنين الكنديين وقّعوا على عريضة قدّموها للبرلمان الكندي تطالب بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا. ومن المنتظر أن تقوم الحكومة الكندية بالردّ رسميا على هذه العريضة في عضون 40 يوما، وفق ما صرّح به النائب براد بات في مجلس العموم الكندي. وكانت السعودية أدرجت، في السابع من مارس الماضي، الإخوان المسلمين و8 تنظيمات أخرى، على قائمة الجماعات الإرهابية، وفي نهاية ديسمبر من العام الماضي، أعلنت الحكومة المصرية جماعة الإخوان جماعة إرهابية وجميع أنشطتها محظورة.