مشكلتنا ليست في الجيش، بل في المؤسسة المدنية للسلطة. كانت دولة علي عبدالله صالح، لا ترى "القرى" كوحدة إدارية، جت دولة عبدربه فعطلت حتى المديريات. لا في سلطة من المركز، ولا في دولة بسلطة المجتمع. ولذا من الطبيعي، أن يتحول إعادة انتشار الجيش في مناطق المشكلات هذه، مصدراً للرزق عبر "تأجيج الصراع". تفسيراً لانفجار الحرب في "عزان"، واستيلاء القاعدة عليها وعلى ما توافر فيها من آليات للجيش في وقت قصير، هو أن انتشار الجيش، حوله إلى صاحب سلطة في منطقة قبلية أصلاً.. خلاف الجيش والقبائل في "ميفعة"، وهي المنطقة التي تكررت فيها ذات المعركة قبل 4 سنوات، وانتهت بصلح في "الحوطة".. نموذج لتعقيدات الإدارة المحلية. ** والله مشكلة.. يقود الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي. ويقود القاعدة، مواطنه "جلال بلعيدي". في خطاب الأول، حفظه الله وأعانه، تجاه الحرب على الإرهاب، فيها حزم وقوة، بلا رؤية. وبلا أي مراجعة للأخطاء ولا حتى مراجعة لها، بما فيها حشد كل من ينبه الدولة لكوارث ما تفعل كخصم لها، من كُتَّاب الرأي إلى مشائخ القبائل وأفرداها. وفي خطاب الثاني، مراجعات خطيرة، خطورتها هو في أنها تقول إنهم يقرؤون تجربتهم وحروبها، من "أبين"، إلى "الصومال" وحتى "أفغانستان". "لودر"، وفقاً لبلعيدي، علمت التنظيم، خطورة التنازع مع "القبيلة"، وأحالته لمصطلح "الاحتضان"، وهو شبيه لمصطلح "الاستعصاء" لدى الإخوان المسلمين. ممكن رؤية آثار، عجز خطاب الأول، وفاعلية خطاب الثاني، كالتالي: - أعاد الجيش نشر قواته. - ترك القاعدة، الأمر للقبائل، لتتفق مع الجيش حول الوضع الجديد. - نجح الجيش والقبائل في التوصل لاتفاقات، تواجد الجيش في مناطق التجمعات السكانية على طول الطريق العام، وجنبت القبائل مناطق الحروب، ولم يكلف الأمر "القاعدة" سوى الابتعاد عن مناطق التماس. - الجيش المدجج بالقوة المادية، مكشوف الظهر، لغياب مشروع سياسي إداري اجتماعي، لهذا نجح في الحرب وفشل في مهمة إدارة المناطق، لأن هذه ليست مهمته. - تبدأ الاحتكاكات، بين الجيش والقبائل.. تبدأ في ميفعة، وتتفجر في عزان. - ولو شكلت الآن لجان شعبية لن تكون صديقة للجيش، ولا يعني هذا أنها قاعدة، لكنها ستبقى وسيطاً يعمل وفقاً لما يتاح ويحقق مصالح. *** كيف يمكن إقناع الرئيس، أن الحرب مع القاعدة اليوم، مختلفة عن حركة الآليات.. العراق بكل قوته ودعم العالم له، يفقد السيطرة تماماً على مناطق فيها دولة لولا قتالها مع نظيرتها في الشام، أن دولة العرق والشام الإسلامية، تقود حرباً إقليمية. أبعد اليمن عن هذا الوادي يا صاحب الفخامة.. أبعدها كما تبعد مريضاً مرهقاً عن نار مضطرمة..