توالت ردود الأفعال السياسية والشعبية المنددة بعملية الاختطاف التي نفذتها مليشيات قبلية تابعة للتجمع اليمني للإصلاح ومدعومة من قائد الفرقة الأولى مدرع (المنشق) علي محسن الأحمر ، وذلك باحتجاز العميد الركن/ مراد العوبلي قائد اللواء62 "حرس جمهوري" مع عدد من مرافقيه في كمين نصبته صباح الخميس بمنطقة جحانة (مديرية خولان _ محافظة صنعاء) أثناء توجهه للمديرية في زيارة خاصة . حيث استنكر مشائخ وأعيان وأبناء قبيلة خولان الجريمة التي تعرضه لها قائد اللواء 62 حرس جمهوري ، وحملوا اللواء (المنشق) علي محسن الأحمر وقيادات حزب الإصلاح وعلى رأسهم الشيخ إبراهيم أبو صلاح مسئولية حياة العوبلي ومرافقيه . واعتبر مشائخ وأعيان خولان جريمة اختطاف العوبلي محاولة من قبل الجهات المشار إليها لإشعال نار الفتنة ونقل المواجهات المسلحة من أرحب إلى خولان وسنحان. واستنكر الشيخ علي بن علي شعلان (شيخ قبائل بني سحان) جريمة اختطاف العميد الركن مراد العوبلي وقال: "نحن ندين ونستنكر كل عمليات الاختطاف وبالذات هذه العملية لأنها أصلاً بدون وجه حق، وإذا كان لدى هؤلاء أية مطالب من المطالب التي سمعناها فلا علاقة للعوبلي بها عليهم أن يتوجهوا بها إلى قيادة وزارة الدفاع أو إلى رئيس الجمهورية". من جانبه دان السياسي البارز الدكتور محمد عبد الملك المتوكل جريمة الاختطاف معتبراً إياها جريمة إرهابية لا تقل عن جرائم تنظيم القاعدة في أبين ، وقال المتوكل في تصريحات صحفية: "اختطاف قائد عسكري في مثل هذا الوقت الذي نستعد فيه للحوار الوطني خطأ كبير ومن شأنه نسف كل الجهود المبذولة لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني". وأضاف: "اختطاف العوبلي للأسف في هذا التوقيت هي عملية إثارة وشطب لكل أنواع التوافق وتجديد مرحلة جديدة من الصراع" ، وذهب المتوكل في سياق تصريحه إلى القول: "بأن من نفذوا عملية الاختطاف ومن يقف وراءهم ويساندهم حتى إعلاميا إنهم يتآمرون بصريح العبارة على أمن واستقرار اليمن ولا يريدون أن تمضي التسوية السياسية القائمة على المبادرة الخليجية إلى منتهاها وأن تخرج اليمن إلى برّ الأمان" . وطالب المتوكل رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي التعامل بكل حزم مع الخاطفين أياً كانت انتماءاتهم السياسية والقبلية ، مؤكداً أن ما قاموا به لا يختلف عما يقوم به تنظيم القاعدة في أبين .. وبالتالي "يضيف المتوكل" يجب على رئيس الجمهورية مواجهة هؤلاء بنفس الطريقة والآلية التي تم بها مواجهة القاعدة حتى لا تتكرر الأخطاء وتدخل البلاد برمتها في ما لا يحمد عقباه بعد أن استبشرنا خيراً بالتسوية. وشدد الدكتور محمد عبد الملك المتوكل في ختام تصريحه: "أن اختطاف قائد عسكري ليس بالعملية الهينة وأنه إذا لم يواجهوا من قبل القيادة السياسية بكل حزم فإنهم سينسفون كل ما توصلنا إليه من حلول للأزمة حتى الآن. من جهته أكد الشيخ محمد بن ناجي الشايف (عضو البرلمان اليمني) أن عملية اختطاف العميد الركن العوبلي ليست وليدة اللحظة بقدر ما هي أمر دبر بليل ومخطط ومدروس يستهدف إشعال الفتنة لعرقلة التحضيرات الهادفة لانعقاد مؤتمر الوطني. واعتبر الشايف (رئيس لجنة الحقوق والحريات في مجلس النواب) جريمة اختطاف العوبلي إعلان حرب من قبل الأطراف التي تقف خلف الخاطفين ، وقال: اختطاف جندي إعلان حرب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ما بالك قائد عسكري ، مطالباً رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة إصدار بيان إدانة واستنكار كأقل تقدير. واختتم الشايف تصريحه بالقول: أن هذه الجريمة دليل قاطع أن هؤلاء -المشترك وشركاؤه- لا يؤمنون بشيء اسمه المبادرة الخليجية. نجل قائد اللواء 62 "حرس جمهوري" الشيخ محمد العوبلي ، قال تعليقا على جريمة الاختطاف: أن والده رجل دوله وقائد في مؤسسة عسكريه وتتحمل الدولة المسئولة الأولى عن حياته كونه كان يؤدي واجبه الوطني في مهمة رسمية لزيارة المعسكر التاسع حرس جمهوري المرابط في خولان . واستغرب نجل قائد اللواء صمت القيادة العسكرية العليا على جريمة اختطاف والده وعدم اتخاذ موقف حتى اللحظة ، لافتا إلى أن هذا الصمت لن يقدم أو يؤخر مع جريمة اختطاف العميد مراد العوبلي ، والتي تعد شرعنة لاستهداف كل القيادات العسكرية والأمنية . وأشار نجل قائد اللواء 62 "حرس جمهوري" أن عناصر من ميليشيات الفرقة والإصلاح نصبت لوالده كمين غادر في منطقه جحانة مدعيين بأن لديهم مطالب وأنهم جنود في الحرس الجمهوري ، ليتضح بعدها أنهم من عناصر حزب الإصلاح والفرقة ويقودهم رئيس فرع الإصلاح ب"خولان" المدعو إبراهيم أبو صلاح الذي نقل العميد العوبلي إلى منزله ومعه 4 من مرافقيه قبل أن يقتادهم لجهة مجهولة .
