تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع مشروع القرار الأميركي البريطاني الخاص بمستقبل العراق بعد تعديلات في اللحظة الأخيرة طلبتها فرنسا وألمانيا وسيمنح القرار شرعية دولية للحكومة العراقية المؤقتة والتي من المقرر أن تتولى السلطة في 30 من يونيو/ حزيران الجاري، كما سيعطي القرار الحق للقوات متعددة الجنسيات التي تقودها الولاياتالمتحدة باتخاذ كافة الإجراءات الضرورية للحفاظ على السلام. وقال الرئيس الأميركي جورج بوش إن مثل هذا التصويت يظهر للعالم أن أعضاء مجلس الأمن مهتمون بالعمل معا لضمان أن ينعم العراق بالحرية والسلام والديمقراطية. من جهته اعتبر رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي أن اعتماد مشروع القرار الجديد سيضع حدا لفترة طويلة من الصعوبات الدولية بشأن الملف العراقي. وفي السياق نفسه أعلن الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي(الناتو) ياب هوب شيفر أنه سيكون من الصعب غض الطرف إذا طلبت الحكومة العراقية في الأسابيع أو الأشهر المقبلة تدخل الحلف في بلادها. تهديد كردي وكان الزعيمان الكرديان مسعود برزاني وجلال طلباني هددا في وقت سابق بالانسحاب من الحكومة العراقية إذا لم ترد إشارة إلى قانون إدارة الدولة المؤقت في قرار مجلس الأمن عن مستقبل العراق. وقال برزاني وطلباني في رسالة إلى الرئيس الأميركي جورج بوش, إنه لن يبقى أمام حكومة كردستان العراق سوى الامتناع عن المشاركة في الحكومة المركزية وحظر وجود ممثليها في كردستان ومقاطعة الانتخابات إذا ألغي ذلك القانون. بالمقابل بعث مكتب المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني رسالة إلى الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي، اعتبر فيها المحاولات الجارية لإدراج اسم قانون "إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية" ضمن القرار الجديد لمجلس الأمن بشأن العراق, أمرا مخالفا للقوانين ويرفضه معظم أبناء الشعب العراقي. وقد نظّم آلاف من مؤيدي السيستاني مسيرة في بغداد للتعبير عن دعمهم له ولمواقفه التي حذر فيها مما سماه محاولة إضفاء الشرعية على قانون الدولة المؤقت من خلال قرار دولي يصدر عن الأممالمتحدة, إذ قال إن هذا القانون صادر عن هيئة غير منتخبة من الشعب. الإفراج عن رهائن ميدانيا أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن ثلاثة رهائن إيطاليين وآخر بولنديا كانوا محتجزين في العراق أفرج عنهم اليوم. ونقل تلفزيون إيطالي محلي أن الرهائن المفرج عنهم نقلوا إلى مطار بغداد، وهم بصحة جيدة. وقد أكد قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز الإفراج عن الرهائن الأربعة، موضحا أنه تم احتجاز بعض الخاطفين دون أن يشير إلى أي معلومات عن جنسيات هؤلاء الخاطفين أو عما إذا كان الإفراج عنهم تم خلال تبادل إطلاق النار. وفي تطور مماثل ذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن مسلحين أفرجوا عن تركيين يعملان بشركة في العراق خطفا الأحد الماضي قرب الفلوجة وكذلك عن سائقهما التركماني. وفي الفلوجة أيضا قالت مصادر طبية إن 11 عراقيا بينهم نساء وأطفال قتلوا في اشتباكات بين قوات الاحتلال الأميركي والمقاومين العراقيين قرب هذه المدينة. وفي تطورات ميدانية سابقة قتل عشرة مدنيين عراقيين وأصيب 37 آخرون على الأقل في انفجار سيارة مفخخة أمام قائمقامية مدينة الموصل. وتزامن ذلك مع انفجار سيارة مفخخة ثانية أمام قاعدة عسكرية في مطار بعقوبة أودى بحياة أربعة عراقيين وجندي أميركي. كما قتل جنديان بولنديان وثلاثة سلوفاكيين وجنديا واحدا من لاتفيا خلال عملية إتلاف ذخيرة وأسلحة في مخزن بالصويرة جنوب العاصمة العراقية.