فيما يخطط رئيس الوزراء الماليزي عبدالله أحمد بدوي لمناقشة التطورات الأخيرة في الحرب ضد الإرهاب الدولي خلال زيارته إلى الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا الأسبوع الجاري، يناقش خبراء (02) بلداً مخاطر الإرهاب الكيميائي. وقال سيد حامد البر، وزير الخارجية : إن عبدالله أعرب عن أمله في مناقشة وضع الدول الإسلامية في محاربة الأنشطة المتشددة. وأضاف سيد حامد : منذ 11 سبتمبر 1002م لم تقل حوادث الإرهاب، ولكنها ارتفعت. وتابع : أعتقد أن من الأفضل لرئيس الوزراء أن يبادل وجهات النظر حول كيفية التعامل مع القضايا الإسلامية وكيفية تجنب منظور التحيز والتهميش ضد المسلمين. ومن المقرر أن يجتمع عبدالله، الذي كان قد حل محل رئيس الوزراء المخضرم السابق محاضر محمد في أكتوبر الماضي، بالرئيس الأمريكي جورج بوش في البيت الأبيض في ال 91 من يوليو الجاري .. وبعد زيارته، التي تستمر ثلاثة أيام، من المقرر أن يجتمع عبدالله مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير في اليوم التالي. وحذر خبراء أمس من أن الصناعة الكيميائية، التي تشهد نمواً مطرداً في آسيا والعلاقات بين الجماعات الإرهابية المحلية وشبكة القاعدة، تثير مخاوف من وقوع هجمات إرهابية في المنطقة. وقال شينسوك شيميزو، مدير مكافحة الإرهاب الدولي في وزارة الخارجية اليابانية، في مؤتمر صحفي مقتضب في نهاية مؤتمر استمر خمسة أيام في كوالالمبور : إن مثل هذا الهجوم قد تكون له عواقب هائلة. وأضاف : إن المشاركين في المؤتمر، وعددهم (06) من خبراء الأسلحة ومسؤولي الأمن وصانعي السياسة من (21) بلداً، اتفقوا على ضرورة عدم تجاهل خطر الإرهاب الكيميائي. وشاركت في المؤتمر كل من اليابان والصين وكندا والولاياتالمتحدة وأعضاء من دول رابطة جنوب شرق آسيا. واتفقت الوفود على التعاون عن طريق تبادل المعلومات والخبرات للحيلولة دون وقوع إرهاب كيميائي، طبقاً لشيميزو، الذي أشار إلى خبرة اليابان مع غاز الأعصاب (السارين) في الهجوم الذي نفذته طائفة دينية على أحد أنفاق القطارات في طوكيو عام 5991م وأسفر عن مقتل (21) شخصاً وإصابة الآلاف بالمرض. وكان شيميزو قد قال أمام المؤتمر في وقت سابق : إن الهجمات الكيميائية لا تتطلب آليات متطورة لتنفيذها، ولا يمكن رصدها بسهولة بواسطة الإجراءات الأمنية التقليدية. وأوضح أنه حتى طالب في كلية يمكنه أن يحضر كمية صغيرة من السارين تكفي لشن هجوم إرهابي. وفي جلسة مغلقة عرض روهان غوناراتنا، الخبير في شؤون الإرهاب، رئيس المركز الدولي لأبحاث العنف السياسي والإرهاب، ومقره سنغافورة، الدليل الكيميائي البيولوجي للجماعة الإسلامية التي تعتبر ذراع تنظيم القاعدة في جنوب شرق آسيا وشنت العديد من الهجمات الدموية، ومن بينها تفجيرات بالي في أكتوبر 2002م التي راح ضحيتها (002) شخص وشخصين. وصرح غوناراتنا للصحفيين بأن الدليل الذي تم العثور عليه في الفلبين يصف صنع أسلحة كيميائية وبيولوجية بطريقة بدائية. وأوصى الحكومات بأن تكون أكثر تيقظاً للتهديد ووضع معايير لمكافحته. وقال : يجب أن يكون في المستشفيات أمصال، كما يجب تدريب قوات الأمن بطريقة أفضل وإنشاء وحدات متخصصة للرد على مثل هذه الهجمات. يشار إلى أن هذا المؤتمر الذي ترعاه اليابان، إضافة إلى مركز جنوب شرق آسيا لمكافحة الإرهاب الذي تدعمه الولاياتالمتحدة، هو ثاني مؤتمر في سلسلة المؤتمرات التي أعلن عنها جونيشيرو كويزومي، رئيس الوزراء الياباني، عام 2002م. وعقد أول مؤتمر في سبتمبر .. ويتوقع أن تعقد ندوات أخرى بهذا الخصوص في وقت لاحق (طبقاً لشيميزو).