كشفت أمس فضائح إسرائيلية بشأن أقراص اللوغول المضادة للإشعاع الذري، في وقت يبدأ فيه اليوم "الأحد" الأسرى الفلسطينيون إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على ظروف احتجازهم التي تمثلت في قيام مديرية السجون بسحب كل إنجازاتهم التي حققوها على مدار سنوات الإضرابات والنضالات والشهداء. فقد كشف مسئولون إسرائيليون كبار فضيحة إسرائيلية جديدة تتعلق بعدم جدوى أقراص "اللوغول" التي تم توزيع بعضها على سكان مدينة النقب حماية لهم من أي إشعاع ذري قد يتسرب من مفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي. وبدأت الأحد من الأسبوع الماضي عملية توزيع أقراص "اللوغول" المستعملة لمنع تسرب المواد المسببة للسرطان إلى الجسم في حال تسرب إشعاعات نووية من المفاعلات النووية وتم في المرحلة الأولى، توزيع هذه الأقراص على سكان يروحام، ديمونة، كسيفة وسكان المنطقة المحاذية لمفاعل ديمونة. وكانت ردود فعل سكان ديمونة مشوبة بحال من الخوف والذعر والهلع، في الوقت الذي التزم فيه المسئولون في المدينة، وعلى رأسهم رئيس البلدية مئير كوهين، الصمت. وقامت الحكومة الإسرائيلية بحملة إعلامية غير عادية قبل شهرين لتنبيه سكان المناطق الجنوبية بعزم وزارة الصحة بالتعاون مع جيش الاحتلال توزيع أقراص اللوغول على السكان العرب واليهود في تلك المنطقة، وهذه الأقراص هي ذاتها التي يتم توزيعها في عدد من الدول الأوروبية المالكة لمفاعلات نووية، والتي تقوم بنشاطات يشتبه تسرب الإشعاع الذري من خلالها. وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن مستوطني مستوطنة "يروحام" اليهودية رفضوا تلقي الأقراص بعدما علموا أنها غير ذات جدوى من بعض المسئولين الإسرائيليين وإن وفدا منهم طالب قيادات الجيش الذين حضروا قبل أيام لتوزيع الأقراص أن يعودوا لرئيس الوزراء ارييل شارون وينقلوا له رفضهم لما أسموه بالخدعة، وطالبوه بالبحث عن حل ناجع فيما لو تم تسريب أي إشعاع ذري. وقال العضو في لجنة "من أجل شرق أوسط خال من الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية"، يهودا عاتي، إن اللوغول حل جزئي للغاية وهناك حالات عدة وأنواع مختلفة من الإشعاعات النووية، وأقراص اللوغول تحمي من البعض منها فقط إنها تحمي من اليود الراديواكتيفي، ولكن لا تعطي حلا لبقية المشكلات وإنه يوهم السكان في المنطقة بأنهم محميون، ولكنهم غير محميين. وفي جانب ثان أصدر نادي الأسير الفلسطيني بيانا قبل يوم واحد من بدء الإضراب المفتوح عن الطعام الذي سينفذه الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي اليوم، وجاء في البيان أنه لم يكن أمام الأسرى خيار سوى الدفاع عن إنسانيتهم وكرامتهم وحقوقهم المشروعة أمام حرب بشعة وانتهاكات خطيرة تمارس بحقهم داخل سجون الاحتلال إذ سيبدأ 7500 أسير فلسطيني إضرابهم المفتوح عن الطعام وعلى التوالي حاملين في جوعهم الإنساني رسالة الإنسان الفلسطيني إلى العالم. وقال النادي إن الأسرى يعيشون أوضاعا لا تطاق، إذ إن هناك هجوما متعمدا ومبرمجا لتحطيم إنسانيتهم وتدميرهم نفسيا من خلال سلسلة من الضغوطات والإجراءات الصارمة كسياسة التفتيش العاري وفرض الغرامات والإهمال الطبي للمرضى والجرحى ومنع أهل الأسرى من الزيارات. وقال الناطق الإعلامي باسم حركة "حماس" سامي أبوزهري إن المعتقلين يتعرضون لأسوأ الممارسات الاستفزازية من قبل إدارات السجون الصهيونية، ومن ذلك سياسة التفتيش العاري والحرمان المتكرر من زيارة الأهل أو الاتصال بهم وسياسة العزل الانفرادي والإهمال الطبي والاعتداء بالضرب وسوء التغذية واكتظاظ الغرف، وغير ذلك الكثير من ممارسات الإذلال اليومي والتي دفعت أبطالنا المعتقلين لإعلان الإضراب المفتوح عن الطعام خلال الأسبوع الجاري. ودعت حماس جميع المؤسسات المحلية والإقليمية المعنية وكل الشرفاء في العالم إلى بذل كل جهد ممكن لرفع الظلم عن المعتقلين. وأكدت أنها ستشارك بفاعلية في برنامج التضامن مع إضراب المعتقلين والذي قامت بإعداده جميع القوى الوطنية والإسلامية من خلال لجنة التنسيق العليا للدفاع عن الأسرى، وسيكون للحركة إلى جانب ذلك المزيد من الفعاليات الخاصة. وميدانيا، اجتاحت قوات الاحتلال مدينة طولكرم ومخيمها وسط إطلاق نار عشوائي تجاه منازل المواطنين، ما أدى إلى إصابة طفلين بأعيرة معدنية مغلفة بالمطاط. وأقامت تلك القوات نقطة مراقبة عسكرية على سطح عمارة سكنية مقابل مخيم طولكرم وسيرت دوريات عسكرية مدججة في شوارع المدينة، ونكلت بشابين، واعتقلت ثالث. وفي الخليل أصيب الفتى محمد أبوعيشة برضوض وكدمات في أنحاء جسمه، خلال تجدد اعتداءات وعربدة المستعمرين اليهود في حي تل الرميدة. وكانت تلك القوات اعتقلت 10 مواطنين فلسطينيين خلال عمليات دهم وتفتيش في الخليل وبلدة يطا. وفي قلقيلية اجتاحت قوات الاحتلال المدينة وسيرت دورياتها في شوارعها واعتقلت صهيب سليمان قرعان أثناء محاولته الوصول إلى القدس. قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 40 ألف فلسطيني خلال الانتفاضة القدسالمحتلة - وام بلغ عدد الفلسطينيين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ اندلاع انتفاضة الأقصى أكثر من أربعين ألف فلسطيني حسبما أفاد نادي الأسير. وأوضح المصدر ذاته أن 7500 أسير ما زالوا خلف القضبان موزعين على 27 سجنا ومركز اعتقال وتحقيق. وقال النادي في تقرير أصدره أمس إن من بين الأسرى والمعتقلين 470 طفلا و107 أسيرات في سجني الرملة وتلموند بينهن 21 أما وخمس قاصرات وطفلان رضيعان ولدا داخل السجن و 800 أسير مريض وجريح بحاجة إلى العلاج و700 أسير إداري بينهم 32 قاصرا. وأضاف التقرير أن 72 أسيرا محتجزون في زنازين العزل الانفرادي و17 أسيرا قضوا أكثر من عشرين عاما في الأسر أقدمهم سعيد العتبة الذي أمضى 28 عاما خلف القضبان وأن 43 أسيرا أبعدوا من الضفة الغربية إلى قطاع غزة و200 أسير هدمت قوات الاحتلال منازلهم.
