كشفت وثيقة سرية سابقة أن زعيم حركة طالبان، الملا محمد عمر، أجرى اتصالاً هاتفياً مع الخارجية الأمريكية في أغسطس/ آب عام 1998 وبعد يوم واحد من إطلاق إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون، لصاروخ استهدف معسكرات لتنظيم القاعدة في أفغانستان. وحسب ملخص المحادثة الهاتفية التي كشف عنها "أرشيف الأمن القومي" بجامعة جورج واشنطن الجمعة تحت بند "حرية التعبير، قال الملا عمر إنه مفتوح للحوار مع الولاياتالمتحدة. غير أنه حذر من عدم جدوى القصف الأمريكي للمعسكرات الأفغانية، التي شدد على أنها تزيد من التعاضد الإسلامي في مواجهة الولايات لمتحدة. ودافع زعيم طالبان في معرض حديثه، وفقاً للوثيقة، عن زعيم تنظيم القاعدة، حيث نفى معرفته بأدلة دامغة تشير لتورط أسامه بن لادن في أنشطة إرهابية. ونصح الملا عمر محدثه، وهو المسؤول عن الشؤون الأفغانية ودول الجوار في الخارجية الأمريكية، مايكل ماليناوسكي، قائلاً إن على الكونغرس الأمريكي إجبار كلينتون على الاستقالة، حال رغبت الولاياتالمتحدة في إعادة بناء شعبيتها في العالم الإسلامي. علماً أن الرئيس الأمريكي السابق كان غارقاً إبان تلك الفترة في فضيحة أخلاقية إثر انكشاف علاقته مع المتدربة في البيت الأبيض آنذاك، مونيكا لوينيسكي. وتعرض كلينتون لانتقادات حادة على قراره لإطلاق صواريخ عابرة على منشآت القاعدة في أفغانستان والسودان في الحادي والعشرين من أغسطس/آب عام 1998. وأشار البعض إلى أن الخطوة هدفت لتشتيت الانتباه عن المشاكل السياسية التي كان الرئيس الأمريكي السابق يواجهها في تلك الفترة. وشدد ماليناوسكي في المحادثة على أن الشعب الأفغاني أو حركة طالبان ليسوا هم المعنيين بالقصف، غير أنه أشار إلى أن عملية إعادة البناء لن تبدأ في أفغانستان طالما مثّل بن لادن تهديداً انطلاقاً من أراضيها. وخلص المستند إلى أن المحادثة الهاتفية "علامة فارقه" إذا أخذ بعين الاعتبار شخصية الملا عمر الإنطوائية ومحاولاته السابقة تجنب أي اتصالات مع الأمريكيين. وفي تعليق على المحادثة، قالت الخارجية الأمريكية إنها "تعكس مدى الجدية التي نظرت بها طالبان للقصف الصاروخي، كما عكست مدى غضبنا على بن لادن." وإلى ذلك، أعلنت حركة طالبان الجمعة أن هجوماً صاروخياً استهدفت به مطار كابول الدولي يثبت أن لديها القدرة على استهداف أي مكان في افغانستان، وحذرت طالبان الأمريكيين من أن أفغانستان ستصبح "مقبرتهم." وعلى الرغم من أن الصواريخ الأربعة التي أطلقت لم تصب هدفها، قال الملا دادالله اخوند القائد العسكري لطالبان، وأحد أعضاء مجلسها الحاكم المؤلف من عشرة اعضاء، إن القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان اضطرت لأن تقبع في قواعدها، وفق وكالة رويترز.