أعلنت الحكومة اليمنية أن استعدادات مكثفة تجريها الجهات المعنية لمواجهة أي غزو محتمل لأسراب الجراد الأحمر للبلاد القادم من القرن الأفريقي والمملكة العربية السعودية. وقال مدير مركز مكافحة الجراد ل"المؤتمرنت" : إن فرقاً ميدانية استكشافية نشرت في المناطق الجنوبية الغربية اليمنية، التي تشمل سهل تهامة، ولحج ، وأبين، وخليج عدن والجزء الساحلي من شبوة. وأضاف عبده فارع الرميح إن مركز مراقبة ومكافحة الجراد قام برفع مذكرات رسمية إلى وزارة الدفاع اليمنية للتدخل في مكافحة الجراد الأحمر ، في حال تعرض البلاد لغزوها. مشيراً إلى أن مروحيات عسكرية ستشارك بعمليات رش المبيدات القاتلة للجراد. وبحسب فارع فإن المسئولين في القوات الجوية اليمنية أبدو استعدادهم للتدخل في حال تدفق أسراب الجراد إلى اليمن. وقال فارع: إن معلومات حصل عليها مركز مكافحة الجراد من السعودية، وارتيريا، والصومال تؤكد احتمالية وصول الجراد إلى اليمن، بنسبة 60%، إذا عبرت الساحل الغربي للبحر الأحمر. وتسلم مجلس الوزراء أمس تقريراً خاصاً من مركز مكافحة ومراقبة الجراد يتعلق بخطة طوارئ لمكافحة الجراد. ويؤكد خبراء زراعيون أن المناطق الجنوبية الغربية لليمن هي أكثر المناطق خطورة لغزو الجراد الأحمر القادم من السواحل الصومالية والإرتيرية، خاصة إذا كانت الرياح مواتية لمساعدة الجراد على الزحف باتجاه السواحل اليمنية.مشيرين إلى أن أسراباً من الجراد تمتد لآلاف الكيلو مترات في السواحل الأفريقية؛ حيث تقدر كمية السرب الواحد من أربعين إلى خمسين مليون جرادة في الكيلو المتر الواحد. غير أن الخبراء يبدون تفاؤلهم بقدرات السلطات السعودية على القضاء على أسراب الجراد التي غزت أمس مدينة تبوك السعودية. كما أبدى خبراء يمنيون تفاؤلهم من القضاء على الجراد خصوصاً في المناطق الجبلية في اليمن معيدين ذلك التفاؤل إلى تعمد ساكني تلك المناطق في أكل الجراد باعتبارها وجبات غذائية ،كما حدث في العام 1990م حيث ساهموا في القضاء على الجراد من خلال تتبع محطات سيره واصطياده ليلاً . وكانت جيوب تكاثر الجراد ظهرت لآخر مرة في اليمن العام 2002م في مناطق سهل تهامة، غير أن السلطات اليمنية تمكنت حينها من القضاء على تلك الجيوب. وكان هذا العام هو نفس العام الذي حذر فيه خبراء زراعيون عالميون بوجود ظروف مناخية وبيئية ملائمة لتكاثر الجراد في القرن الأفريقي، ونشوء أسراب هائلة قد تحدث كارثة اقتصادية في المنطقة. وتنفذ الجهات المعنية للحكومة اليمنية استراتيجية مطلع كل عام بالتنسيق مع اللجنة الوطنية العليا لإدارة الكوارث لمراقبة تواجد أية ظروف ملائمة لظهور وتكاثر الجراد. الجدير بالذكر أن مركز مراقبة ومكافحة الجراد اليمني وقع اتفاقية مع منظمة "الفاو" تقضي بمساندة اليمن بطائرتين رش في حال تدفق أسراب الجراد إلى اليمن.