أوصى خبير دولي بمنظمة الأغذية والزراعة ( الفاو) الحكومة اليمنية باستخدام الوسائل الجوية في عمليات مكافحة الجراد في المناطق الصحراوية الموبوءة في محافظات حضرموتوشبوه والمهره والتي شهدت مؤخراً توسعا كبيراً في المساحات الموبوئة بالجراد . وأكد الخبير على أن إستخدام الوسائل العادية في عملية المكافحة لن يجدي نفعاً خاصة بعد توسع المساحات الموبوءة، وتحول عددا من المناطق كثمود ورماه و العبر بحضرموت إلى بحيرات نتيجة للأمطار الغزيرة التي شهدتها تلك المناطق وهو ما شكل بيئة ملائمة لتكاثر الجراد. وحذر ضابط المعلومات والتنبؤات بالفاو / كيث كريسمان / من خطر الجراد في إحداث كارثة زراعية خطيرة في اليمن إذا لم تتخذ التدابير اللازمة لمكافحته والقضاء عليه خاصة في ظل الظروف البيئية الملائمة لتكاثره وانتشاره . وقال الخبير الدولي " إن نتائج المسح الميداني المناطق الموبوءة بالجراد التي أجراها بمشاركة الفرق المحلية خلال 25 - 31 من مايو المنصرم أظهرت تواجد الجراد الصحراوي في المناطق الصحراوية بمحافظات حضرموت ،شبوه، المهره وبأعداد مهولة يصعب حصرها". وأضاف بأن تكاثر الجراد في تلك المناطق يرجع معظمه الى تكاثر محلي, إضافة إلى أسراب غازية من السواحل الإفريقية بحسب الخرائط التوضيحية لرصد مسارات أسراب الجراد " . وبين خبير منظمة الأغذية الزراعية / الفاو / أن الجراد الذي إنتشر على مساحات متباعدة في المناطق الواقعة بين رماه وثمود والعبر في محافظة حضرموت تصل إلى ما بين ( 50 إلى 70 ) ألف هكتار الأمر الذي يشكل خطرا متوقعا يهدد المناطق المجاورة وربما يتسع نطاقه إلى المناطق الجبلية والزراعية في محافظات أخرى . وأضاف الخبير بالمنظمة أن غزارة الأمطار والسيول بتلك المناطق وفرت بيئية خصبة وملائمة ومشجعة لتكاثر الجراد وتوالده لفترة قد تصل إلى شهر أكتوبر القادم حتى وإن لم تشهد تلك المناطق خلال الفترة القادمة إي أمطار أو سيول جرائها . إلى ذلك توقع المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي اتساع المساحة الموبوءة بالجراد الصحراوي في مناطق ثمود, العبر, زمخ ومنوخ بحضرموت، وعارين, ووادي مرخة بشبوة, ومناطق سيحوت والمسيلة بالمهرة, إلى 200 ألف هكتار مطلع يوليو القادم مقارنة المساحة الموبوئة حالياً البالغة نحو 72 ألف هكتار. وبحسب المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي فإن مساحة المناطق التي يتواجد فيها الجراد حالياً بكثافة عالية تقدر ب 36 ألف كيلو متر مربع, وتتضمن تلك المساحة المنطقة الموبوءة والواقعة مابين رماه وثمود وحتى العبر بحضرموت والتي تقدر ب 31 ألف كيلومتر مربع . وأشار مدير المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي عبده فارع الرميح لوكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ إلى أن فرق المكافحة نفذت عمليات رش والمكافحة لمساحة 4 آلاف و200هكتار في بعض المناطق بمحافظات حضرموتوشبوه والمهره . وقال الرميح " أن الجراد توغل بكثافة في مناطق شاسعة من تلك المحافظات، الأمر الذي شكل صعوبة أمام فرق المكافحة بإستخدام الوسائل البرية ". وأوضحت بيانات المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي بأن أول تسجيل لظهور الجراد كان في 31 يناير الماضي بمنطقة ( الطرية ) بمحافظة أبين نتيجة تكاثر محلي, حيث ظهرت أعداد جراد صحراوي بسيط (حوريات) تجنحت نهاية مارس الماضي وانتهت بجفاف النباتات . وفي المهرة فقد ظهرت أسراب جراد صحراوي عبر السواحل الجنوبية قادمة من الصومال وإرتيريا هبطت في منتصف مارس الماضي على سواحل مديريات ( سيحوت, والمسيلة ) في المهرة, وتكاثر هذا السرب الذي وضع البيض أثناء وصوله ثم فقس ونجنح وإنتشر نهاية مايو المنصرم . أما في محافظة حضرموت فإن أسراب الجراد الصحراوي إنتشرت في منطقة ثمود الصحراوية منذ إبريل الماضي وحتى الآن, وتوسع إنتشاره في المنطقة الممتدة من ثمود وحتى منطقة العبر مرورا بمديرية زمخ ومنوخ بمديرية حضرموت . ووفقا لمؤشرات المركز فإن من المتوقع غزو أسراب من الجراد الصحراوي لمناطق مختلفة من حضرموت وربما الى مناطق ومحافظات مجاورة . وبالنسبة لمحافظة شبوه فقد سجل أول ظهور للجراد في مديرية بيحان بمناطق عارين ووادي مرخة بأعداد قليلة نتيجة تكاثر محلي بحسب المركز وقد إستغرق وقت تكاثرها منذ وضع البيض وحتى عملية التجنح قرابة شهرين إبريل ومايو المنصرم. هذا ويتوقع المركز إستمرار الجراد في التجنح والإنتشار حتى نهاية يونيو الجاري . سبانت