حققت السياسة الإسرائيلية إنجازاً مهماً بإجبارها عدداً من الدول العربية على التساوق معها، ليس فقط في ميدان التطبيع الاقتصادي، وإنما كذلك في الميدان السياسي وخصوصاً التعامل مع خطة الفصل. ولا ريب أنه كان للإدارة الأميركية الحالية بقيادة الرئيس جورج بوش أكبر الأثر في هذا التساوق، حيث شكل التعامل مع إسرائيل أحد الأبواب المهمة لنيل الرضى في البيت الأبيض. واستغل وزير الخارجية الإسرائيلية سيلفان شالوم الأجواء التي رافقت إفراج مصر عن عزام عزام، الذي أدانته القاهرة بالتجسس، ليتحدث عن أن ذلك يشكل السنونوة الأولى التي تبشر بتغيير كبير في مواقف الدول العربية. والواقع أن الصحافة الإسرائيلية سبقت وأعقبت تصريح شالوم بتقارير عن تحسن العلاقات الإسرائيلية مع عدد من الدول العربية. وفي هذا السياق، كشف عضو الكنيست الليكودي مجلي وهبة النقاب عن اتصالات تجري مع تونس لتطوير العلاقات الثنائية. وأوضح، وهو الذي سبق له أن عمل كمبعوث لرئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون، أن الأمر لا ينحصر فقط بتونس. وأوضح وهبة أن عضو برلمان تونسي مقرب جداً من الرئيس زين العابدين بن علي اتصل به مهنئا بالإفراج عن عزام عزام. وأشار إلى أن البرلماني التونسي كشف له أن مسؤولين إسرائيليين وتونسيين سيلتقون قريبا، وأن تحسن العلاقات المصرية الإسرائيلية سيقود إلى تدفئة العلاقات التونسية الإسرائيلية. ويتوقع المسؤولون الاسرائيليون لأن تحدث القفزة في العلاقات مع العالم العربي اثر الانتخابات الفلسطينية في كانون الأول المقبل. بل ان سيلفان شالوم قال . وأشارت إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تتحدث عن المغرب، تونس، عُمان كدول ستعيد ممثليها، وأن الأردن ومصر ستعيد سفيريها إلى إسرائيل. بل تذهب الخارجية الإسرائيلية في تفاؤلها حد القول أنها ستقيم علاقات دبلوماسية مع دول في الخليج اجرت معها في الأشهر الأخيرة اتصالات سرية. وخرجت صحيفتا و بأنباء تتحدث عن دعوة ليبيا لنائب رئيس الكنيست، موشيه كحلون من الليكود، إلى طرابلس للبحث في مصير الأملاك اليهودية في ليبيا. وقال كحلون، وهو من أصل ليبي، إن . وقال رجل الأعمال اليهودي الإيطالي من أصل ليبي رفائيل فلاح، لصحيفة ، . وأضاف أن المسؤولين في إسرائيل لم يتعاملوا بالجدية الكافية مع التحول المثير في سياسة العقيد القذافي، وانضمامه إلى الأسرة الدولية وتفكيكه لمشاريع الأسلحة غير التقليدية وتخليه عن الإرهاب. وعندما كنت أقول أن القذافي شخص موثوق جدا ومهم من أجل استقرار المنطقة، كانوا يضحكون مني ويقولون انني جننت، ولكن القذافي أثبت بالأفعال أنه يريد ليبيا مختلفة.