قالت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' الإسرائيلية أمس إن المنظمة العالمية ليهود ليبيا تعتزم مطالبة العقيد معمر القذافي بالحصول على تعويضات مالية من المبلغ المالي الذي ستحصل عليه بلاده من إيطاليا تعويضاً عن الحقبة الاستعمارية التي قضتها ليبيا في قبضة المستعمر الإيطالي. وكشفت الصحيفة أن رئيس المنظمة ميير كاهاكون أرسل مؤخراً خطاباً لرئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني قال فيه: نعتقد أن ايطاليا تدين ليهود ليبيا بتعويضات عن المعاناة. وادعى ميير أيضا في خطابه: لقد عانى يهود ليبيا بنفس الدرجة من تداعيات وعواقب الحقبة الاستعمارية التي مرت بها ليبيا، كما عانوا من عدم احترام آدميتهم وإنسانيتهم عند نقلهم لمعسكرات السخرة ومعسكرات الاعتقال خلال الحرب العالمية الثانية. وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن ميير قام أيضا بإرسال خطاب آخر للقذافي، يطلب فيه تحويل جزء من التعويض الذي ستحصل عليه الحكومة الليبية من نظيرتها الايطالية إلى اليهود الليبيين الذين يعيشون الآن في إسرائيل. وينظر اليهود أيضا إلى حديث القذافي عن تعويضات محتملة باعتباره اختبارا لنوايا الدول العربية الأخرى التي عاش فيها يهود لقرون قبل أن يرحلوا بدءا من قيام إسرائيل عام 1948. وكان عدد اليهود في ليبيا نحو 40 ألفا. ومعظم الذين رحلوا عن ليبيا يعيشون الآن في إسرائيل. والتقى وفد محدود من اليهود الذين يعيشون في روما مع مسؤولين ليبيين في طرابلس العام الماضي في إطار الحوار الذي بدأ بين الطرفين. وقال موشيه كحلون، عضو الكنيست الذي رحلت أسرته عن ليبيا والذي التقى في الآونة الأخيرة مع ممثلين لليبيا في لندن: في اعتقادي ستكون هناك تطورات ايجابية في العام المقبل فيما يخص ليبيا. وتابع قائلا إن التعويضات ستبدأ باليهود الليبيين في ايطاليا ومن المتوقع أن يتطور الأمر في اتجاه إسرائيل. وامتنع المسؤولون الليبيون عن التعليق على قضية التعويضات وتأمل الجماعات اليهودية أنه إذا ما حصلت على تعويضات من ليبيا فقد تتحرك بالفكرة في باقي دول العالم العربي الذي غادره 850 ألف يهودي استقر كثير منهم في إسرائيل. وكانت ليبيا نفت رسميا أن تكون وجهت دعوة للنائب الإسرائيلي كحلون لزيارة طرابلس، لكنها قالت إنها ترحب باليهود. ووصف متحدث ليبي الدعوة بأنها محض خيال وأنها دعوة غريبة. وقال المسؤول الليبي إن بلاده لا تسمح بدخول إسرائيليين أو أي شخص بجواز سفر يحمل تأشيرة إسرائيلية. وقد أعلنت الإذاعة الإسرائيلية في وقت سابق أن كحلون تلقى دعوة رسمية لزيارة ليبيا، ليصبح أول مسؤول إسرائيلي يزور طرابلس بشكل علني، على حد قولها. وقال كحلون، وهو يهودي من أصل ليبي، إنه سيلتقي العقيد القذافي خلال الزيارة التي لم يعلن موعدها. وفي آذار/مارس الماضي أكد سيف الإسلام القذافي نجل العقيد معمر القذافي أن طرابلس مستعدة لتعويض اليهود الذين رحلوا عن ليبيا ليهاجروا إلى إسرائيل أو بلدان أخرى. وأعلن حينها للصحافيين أن طرابلس لا تسعى الآن لإقامة علاقات مع إسرائيل، لافتاً إلى أنه يمكن في المستقبل فتح ملف تعويضات ما صودر من أموال وممتلكات اليهود الليبيين، على حد تعبيره.
