سلمت القوات الأميركية أمس مهام حفظ الأمن والاستقرار وحماية الشعب في منطقتي ''الأمين'' و''المشتل'' جنوب شرقي بغداد الى قوات الحرس الوطني والشرطة العراقية في بداية خطة واسعة لتسليم مناطق اخرى للسلطات العراقية. وأعربت فرقة الفرسان الأولى التابعة للجيش الاميركي في بيان عن سعادتها للحدث معتبرة انه ''يوم تاريخي وعظيم''. وقال آمر الفوج 305 التابع للحرس الوطني، المقدم سمير التميمي ان رجاله لهم الشرف في تحمل مسؤولية المنطقتين. وأضاف انه ''ليس هناك حاجة لوجود قوات أجنبية في هذه المناطق بعد ان تمكنا من اعتقال العديد من العناصر الارهابية بمن فيهم عناصر اجنبية بمساعدة الاهالي ورجال الشرطة''. وكشف عن ان قوات الحرس الوطني ستتسلم المهام الامنية في مناطق اخرى مثل النعيرية وزيونة في غضون شهرين في ضوء انسحاب القوات المتعددة الجنسيات من بغداد ومراكز المحافظات. من جهة أخرى، صرح ضابط بارز بالاستخبارات العسكرية الأميركية أمس ان الهجوم الاميركي الأخير على الفلوجة أضر بالمسلحين العراقيين لكنه لم يقض عليهم وتوقع أن يستمر العنف حتى لو أجرى العراق انتخابات ناجحة. وقال الميجر جيم وست من مشاة البحرية الامبركية لوكالة ''رويترز'' في مقابلة بالبريد الالكتروني من قاعدة اميركية خارج الفلوجة ''لا نستطيع أن نقول إننا كسرنا ظهورهم. سددنا لهم ضربة قوية جدا وعطلنا عملياتهم ولكن لن تكون الانتخابات انتصارا مفاجئا على التمرد...نعتقد أن المتمردين سيحاولون تقويض كل خطوة في العملية الانتخابية''. وتابع قائلا إن القوات الامبركية والعراقية تحاول إعطاء دفعة قوية بعد هجوم الفلوجة بجعل المسلحين وقادتهم في حالة هرب مستمر وحرمانهم من أي قاعدة جديدة. واضاف وست ''تراجعت عملياتهم من العمليات التقليدية الى الهجمات الصغيرة.لهذا لا يتوقع أن تحدث عمليات على نطاق كبير مثل عملية تحرير الفلوجة ما دام المسلحون لا يستطيعون إقامة مركز كبير للامدادات والعمليات. وبالتالي فإن عمليات المطاردة الحالية شديدة الأهمية. غير أنه صرح بان مقاتلين قد يرجعون مع سكان المدينة حين يعودون. وأردف ''كانوا يسعون بنشاط الى امتلاك قدرة تفجير كيميائية وهناك بعض المؤشرات على أنهم كانوا يحاولون صناعة عبوة ناسفة تستطيع نشر مواد كيميائية''. وفي تلك الأثناء،قتل مدنيان عراقيان أحدهما مقعد اثر سقوط قذائف صاروخية بالقرب من منزلهما في حي الاعظمية بشمال بغداد كانت تستهدف على ما يعتقد مبنى السفارة الايطالية المجاور. ولحقت أضرار بالمنزل وعدد من المنازل المجاورة وعدد من السيارات المدنية''. وانفجرت عبوة ناسفة صباح أمس في شارع السعدون وسط بغداد كانت تستهدف دورية للشرطة العراقية من دون ان تسفر عن وقوع ضحايا، لكنها ألحقت أضرارا بواجهات المحال التجارية.كما انفجرت عبوة ناسفة لدى مرور دورية مشتركة للحرس الوطني والقوات الاميركية في شارع القناة جنوبي بغداد الجنوبية من العاصمة العراقية بغداد ولم يصب أحد بجروح. وقتل مدني عراقي واصيب آخر بجروح طفيفة صباح أمس في انفجار سيارة مفخخة لدى مرور قافلة اميركية في شمال الموصل، ادى الانفجار الى تدمير سيارتين مدنيتين كانتا متوقفتين والحاق اضرار مادية بعدد من المباني. وقتل أحد جنود الحرس الوطني برصاص مسلحين في بعقوبة شمالي بغداد الليلة قبل الماضية. وعثرت الشرطة العراقية أمس على أربع جثث مقطوعة الرؤوس وملقاة في أحد الانهار القريبة من منطقة الحصوة ضاحية الاسكندرية في ''مثلث الموت'' جنوب بغداد وقال الطبيب في مستشفى الاسكندرية العام الدكتور علي الشمري إن تلك الجثث وصلت متفسخة إلى المستشفى ومنها اثنتان ممزقتان بسكين في مختلف أنحاء الجسم ويعتقد أنها قتلت قبل فترة طويلة. وفي مناطق التمرد في العراق وحد المتمردون سبل مواجهة الشرطة والحرس الوطني واعتمدوا التصفيات الجسدية والهجمات وبيانات التهديد سعيا لدفعهم الى التخلي عن مهامهم. وقد تم العثور على عشرات الجثث في تلك المناطق خلال الشهور الأخيرة.
