من جهة ثأنية اعلن الجيش الامريكي السبت ان عنصرين من سلاح مشاة البحرية الامريكية (مارينز) قتلا في الفلوجة غرب بغداد حيث تنهي القوات الامريكية والعراقية عملية عسكرية واسعة. وقال متحدث عسكري ان "عنصرين من المارينز قتلا أمس الأول في الفلوجة خلال عمليات" ضد جيوب المقاومة. وهدأت نسبيا وتيرة العملية العسكرية الواسعة التي تشنها القوات الاميركية والعراقية على الفلوجة منذ الثامن من الشهر الجاري ولكن المدينة ما زالت تشهد بعض المواجهات المتفرقة. وقد انفجرت سيارة مفخخة صباح السبت لدى مرور حافلة اميركية مصفحة يستخدمها الجيش الامريكي على طريق مطار بغداد الدولي على ما افاد مصور وكالة فرانس برس.. وتم قطر الحافلة الصغيرة التي لم تدمر الى المطار. وهي من طراز "رينو رونر" تستخدم عادة لنقل الشخصيات الى العاصمة العراقية. وقد استخدمت مثل هذه الحافلة الصغيرة لنقل وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفلد عندما قام بزيارة سجن ابو غريب قرب بغداد هذه السنة وكذلك في نقل الرئيس المخلوع صدام حسين ومساعديه ليمثلوا امام القاضي. وفي سامراء اعلن ضابط في الشرطة ان مدنيا قتل وجرح اربعة اخرون في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور سيارة في المدينة (120 كلم شمال بغداد). وقال العقيد المساعد حسن صالح من شرطة محافظة صلاح الدين "انفجرت عبوة مفخخة صبح السبت في شارع سامراء الرئيسي واسفرت عن سقوط قتيل واربعة جرحى". وكان الاشخاص الخمسة يستقلون سيارة عندما انفجرت العبوة. واكد الطبيب محمود مراح في مستشفى بيجي (200 كلم شمال بغداد) انه استلم جثة رجل واربعة جرحى. من جهة ثانية ذكرت الشرطة انه عثر على جثة رجل اعمال عراقي يعمل مع القوات الامريكية السبت قرب طوز خورماتو على بعد 175 كلم شمال بغداد. وقال قائد شرطة صلاح الدين محمد علوان "لقد عثرنا على جثة ريحان رفعت البياتي (48 عاما) رجل الاعمال العراقي الذي يعمل مع القوات الاميركية". وفي 17 من الجاري عثرت الشرطة على جثة مهندس في طوز خورماتو ما يرفع الى اربعين عدد العراقيين الذين يعملون مع الامريكيين وقتلوا في الشهرين الماضيين في هذه المنطقة. في بعقوبة افاد قائد شرطة المدينة الواقعة شمال بغداد ان ثلاثة من حراس نائب محافظ ديالى الشخصيين قتلوا السبت في تبادل لاطلاق النار بين مسلحين والحرس الوطني العراقي عند حاجز تفتيش. وقال اللواء وليد العزاوي ان "مقاتلين قاموا بمهاجمة حاجز تفتيش للحرس الوطني في الخالص (20 كلم شمال بعقوبة). وخلال تبادل اطلاق النار الذي تبع الهجوم قتل ثلاثة من حراس نائب محافظ ديالى الشخصيين كانوا متواجدين في المكان". واضاف ان قوى الامن تمكنت من القاء القبض على ثلاثة مسلحين. وقال اللواء العزاوي بأن نائب محافظ ديالى رسام عباس من سكان الخالص ولم يكن موجودا في مكان الحادث. وفي الثامن من نوفمبر الجاري نجا محافظ ديالى عبدالله حسن الجبوري من محاولة اغتيال في بعقوبة كبرى مدن المحافظة الواقعة على مسافة 60 كلم شمال شرق بغداد. وجرح ثلاثة عناصر من الحرس الوطني السبت في بيجي (200 كلم شمال بغداد) في هجوم على دوريتهم المكلفة حماية منشآت النفط في هذه المدينة. وبعقوبة هي مسرح للعديد من الهجمات على القوات الاميركية والعراقية وعلى مسؤولين محليين. في الناصرية جنوب شرق بغداد اوقف الحرس الوطني الجمعة 19 شخصا وصادر خرائط واسلحة في منطقة الناصرية بحسب ما افاد مسؤول في الحرس لوكالة فرانس برس السبت. واكد الضابط في الحرس الوطني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه انه تم توقيف "15 شخصا في سوق الشيوخ 30 كلم جنوب الناصرية بعد توافر معلومات حول وجود ارهابيين في الموقع". وقال انه عثر في المكان على "كراريس وخرائط اشير فيها الى مواقع لمبان حكومية" في محافظة ذي قار كما عثر على اسلحة خفيفة في المكان نفسه. واضاف "تم توقيف اربعة اشخاص اخرين الجمعة على المدخل الجنوبي للناصرية بينهم واحد من الفلوجة (50 كلم غرب بغداد) يبدو انه كان يحاول الدخول الى المدينة". من جهة ثانية قتل جندي اميركي السبت في انفجار قنبلة زرعت الى جانب الطريق لدى مرور سيارة عسكرية شمال بغداد كما اعلن الجيش الامريكي. وقال الجيش في بيان ان جنديا من فرقة المشاة الاولى قتل عندما تعرضت دوريته لهجوم بعبوة ناسفة. ووقع الهجوم بالقرب من مدينة الضلوعية على بعد نحو ثلاثين كيلومترا جنب شرق سامراء (125 كيلومترا شمال بغداد). في بعقوبة افادت الشرطة العراقية السبت ان مجهولين اغتالوا ضابطا من الحرس الوطني العراقي وعضوا بارزا من الحزب الشيوعي في المنطقة الواقعة شمال بغداد. واوضح الملازم اول ليث حاتم من الحرس الوطني في الغالبية (20 كلم غرب بعقوبة) "ان مجهولين اطلقوا النار مساء الجمعة على الملازم اول عبد الله عمر العزاوي فيما كان يخرج من منزله فاردوه". كما اطلق مجهولون النار على عضو بارز من الحزب الشيوعي في محافظة ديالى هو منير جبار ابو يسار عندما كان يسير في الشارع في بهرز (5 كلم جنوب بعقوبة) فقتل على الفور كما اكد لفرانس برس ابنه يسار. وتشهد بعقوبة ومنطقتها هجمات كثيرة على القوات الاميركية والعراقية وكذلك على المسؤولين المحليين. في الموصل في شمال العراق عثر الجيش الاميركي الجمعة على 12 جثة جديدة على الاقل. ويشن الاميركيون هجوما على مقاتلين مناهضين للقوات الاجنبية في الموصل ما يرفع الى 40 عدد الجثث التي تم العثور عليها خلال هذا الاسبوع في المدينة. وقال المتحدث العسكري الامريكي اللفتنانت كولونيل بول هاستينغز "ان القوة المتعددة الجنسيات التي تقوم بعمليات في القسم الغربي من المدينة عثرت على اثنتي عشرة جثة لم يتم التعرف على اصحابها". واوضح ان هذه الجثث تضاف الى ثلاث جثث بينها جثة حارس كردي واخرى لعنصر من القوات المسلحة العراقية تم العثور عليها مساء الخميس بالقرب من احد المساجد. على صعيد آخر كانت مدينة اللطيفية جنوب بغداد الجمعة تحت سيطرة القوات الاميركية وعناصر من الحرس الوطني العراقي كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس. وقد ضاعفت القوات الاميركية وقوات الحرس الوطني العراقي الدوريات في المدينة حيث اختفى المقاتلون المناهضون للقوات الاميركية عن الانظار وتمركز قناصة من قوات النخبة الاميركية على السطوح فيما استؤنفت حركة السير على الطريق التي تربط بغداد بمدينة كربلاء المقدسة بوسط العراق. وعند بدء عملية "بلايماوث روك" جنوب بغداد الثلاثاء قال الجيش الاميركي ان الهدف من العملية تطويق المتمردين الذين يحاولون الفرار من المنطقة التي اصبحت معقلا للتمرد. واكد الجيش الخميس اعتقال 116 شخصا في هذه المنطقة منذ بدء العملية. وصرح متحدث باسم المارينز الكابتن ديفيد نيفيرز الجمعة لوكالة فرانس برس انه تم اعتقال اخرين من المشتبه بهم بانهم من المتمردين منذ ذلك الحين. وقال "حتى الان لم تسجل اي مقاومة اثناء الغارات التي شنت لكننا لاحظنا تزايدا للهجمات بالقنبلة اليدوية". واضاف "وذلك يعني ان العملية بدأت تعطي مفعولها. فنحن بصدد خنق المتمردين وهم لا يحبون ذلك لكننا سنواصل مطاردتهم". وفي المحمودية الى شمال اللطيفية اقام الجيش الاميركي والحرس الوطني الحواجز لكن الوضع هادىء في المدينة. ودعت القوات الامريكية الجمعة المقاتلين الاجانب في الرمادي للعودة الى بلادهم والا فانهم سيعرضون انفسهم "للموت او الاعتقال" حسبما افاد بيان للجيش الاميركي تم توزيعه في المدينة الواقعة على بعد مئة كلم الى غرب بغداد. وفي لندن اعلنت وزارة الخارجية البريطانية الجمعة ان العناصر الاربعة التابعين لشركة امن بريطانية الذين قتلوا الخميس في بغداد هم نيباليون وافراد سابقون في القوات البريطانية ضمن وحدة "غورخاس" الشهيرة. وكان تيم اوبريان المتحدث باسم شركة "غلوبال ريسك ستراتيجي" التي كان يعمل القتلى لديها اعلن لفرانس برس من دبي ان "اربعة من موظفينا قتلوا في بغداد الخميس" من دون ان يحدد جنسيتهم. وقتل النيباليون الاربعة في هجوم شنه مسلحون على "المنطقة الخضراء" في وسط بغداد. وتعتبر "المنطقة الخضراء" من المناطق المحصنة في وسط العاصمة العراقية ويقع فيها مقرا السفارتين الاميركية والبريطانية ومقر الحكومة العراقية. وبحسب بعض الاحصائيات فان عدد الاجانب الذين يعملون في القطاع الامني والذين يتعاقد معظمهم مع الجيش الاميركي او الحكومة العراقية يبلغ اكثر من 15 الف شخص. وتعتبر شركة "غلوبال ريسك ستراتيجي" التي يقع مقرها في لندن واحدة من كبريات شركات الامن الخاصة التي تعمل في العراق بأكثر من الف موظف. قال متحدث باسم الجيش الامريكي السبت إن القوات الامريكية عثرت على 17 جثة أخرى في مدينة الموصل شمالي العراق.. وأوضح المقدم بول هاستينجز أنه بهذا الكشف ارتفع عدد الجثث التي عثر عليها في هذه المدينة إلى اكثر من 50 جثة. واضاف أنه تم العثور على تلك الجثث في مواقع مختلفة غربي الموصل، الذي كان مسرحا لمعظم أعمال العنف التي شهدتها المدينة منذ التصعيد الاخير في اعمال العنف منتصف الشهر الحالي. وقال إنه "لم يتم التعرف على الجثث بعد، لكن يبدو أنها جزء من حملة العنف والترويع" ضد المدنيين والجنود العراقيين. وتأتي هذه التطورات في وقت قالت فيه مصادر في الشرطة العراقية السبت ان شخصين قتلا واصيب 15 على الاقل في تفجير قنبلة مزروعة في شارع الرشيد، وهو من أكثر شوارع وسط بغداد ازدحاما. واوضحت تلك المصادر ان القنبلة انفجرت في حدود التاسعة صباحا (السادسة صباحا بتوقيت جرينتش) قرب البنك المركزي العراقي في شارع الرشيد. من جانب آخر قال مسؤولون عراقيون إن مسلحين احتلوا مبان حكومية في بلدة الخالص شمال العاصمة العراقية قبل ان تخرجهم منها القوات الامريكية والعراقية. وقال المسؤولون في البلدة، التي تقع على بعد 60 كيلومترا شمال بغداد، إن مسلحين هاجموا مخفري شرطة واحتلوا مبنى البلدية فجر السبت. وقد دارت مواجهة مسلحة بينهم وبين القوات الامريكية والعراقية استمرت نحو ساعتين، مما تسبب في اصابة شرطي عراقي ومقتل عدد من المسلحين. وفي حادث منفصل شمال بغداد قتل جندي امريكي في تفجير دبابة كانت تسير في دورية في بلدة الضلوعية التي تبعد نحو 90 كيلومترا إلى الشمال من بغداد. وفي بلدة اللطيفية جنوبي بغداد قال مسؤولون عسكريون امريكيون إن القوات الامريكية والعراقية اعتقلت تسعة يشتبه بأنهم من المتمردين المسلحين في غارات نفذت ليلا.
