عبر العديد من مشائخ الأزهر عن استيائهم وسخطهم الشديد من الفتوى التي أطلقها الشيخ عبد المجيد الزنداني على موقع (إسلام أون لابن) مطلع الأسبوع الماضي بخصوص زواج الأصدقاء أو ما أسماه الزنداني ب (زواج فريند) والتي تنص على خلق صلة زوجية جديدة بين الأصدقاء بعقود شرعية معلنة على أن يلتقي الزوجان في حالة الرغبة الجنسية ثم يعودان إلى السكن مع أسرتيهما. فقد نقلت (الثقافية) في عددها الصادر يوم السابع عشر من يوليو عن مجلة ( الأهرام العربي) أن علماء الأزهر عارضوا زواج الأصدقاء وانقسموا حول صلاحية الزنداني للفتوى وانطباق شروط الاجتهاد والإفتاء عليه-مذكرين- بحسب ما أوردته مجلة الأهرام العربي- بأنه فشل في دراسته الجامعية بصيدلية الأزهر، واتهمه الدكتور عبدالصبور شاهين باستلهام فكرة زواج المتعة عند الشيعة قائلاً (إن الزنداني يدعو أولادنا إلى (الخواجة زواج..)). ومن جانبه أبطل الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق فتوى الزنداني معللاً ذلك بكونها تحصر الزواج في الشهوة التي يتساوي فيها الإنسان والحيوان، وأضاف مؤكداً بأن فقه الأقليات الذي يحتج به الزنداني يتوقف عند حدود المعاملات الإسلامية كالبنوك وأكل الذبائح،وممن عارض الفتوى أيضاً الدكتور عبدالمعطي بيومي عميد كلية أصول الدين بالأزهر والدكتورة سعاد صالح أستاذة الفقه المقارن بالأزهر، بينما أعتبرها الشيخ يوسف البدري شبيهة بزواج المسيار الذين سبق أن أباحة الشيخ القرضاوي. ولم يؤيد فتوى الزنداني سوى الشيخ علي أبو الحسن الرئيس السابق للجنة الفتاوى بالأزهر، وهو الذي سبق له أن أصدر فتوى بجواز مشاهدة الزوجين للأفلام الجنسية وتسجيل معاشرتهما الزوجية في أشرطة الفيديو. ومن جهة أخرى دافع الشيخ الزنداني بقوة عن فتواه (زواج فريند) وقال أنها جاءت لمعالجة مشكلة أبناء الجاليات العربية والإسلامية المقيمين في أوروبا وأمريكا، جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لصحيفة (الراية) القطرية في عددها يوم السبت 19/7/ ذكر خلالها أن فتواه تركز على حل مشكلة تأثير قيم وعادات المجتمعات الغربية على سلوكيات أبناء المسلمين هناك وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات المفتوحة بين الجنسين. وأضاف الزنداني أن فتواه تستند على الأركان الواجب توفرها في الزواج الشرعي، وقال أنه طلب منه خلال زيارة قام بها لأوروبا الإسهام في حل مشكلة أبناء الجاليات هناك والذين لا تستطيع أسرهم منعهم من إقامة علاقات صداقة. وعلى الرغم من دفاع الزنداني القوي عن فتواه (زواج فريند) إلا أن الأمر أثار ردود فعل غاضبة جداً من قبل العديد من علماء الإسلام في مصر والعالم العربي الذين رفضوا الفتوى واعتبروها نوعاً من إباحة الزنا أو تأطيره بقواعد وضعية، في حين اتخذت الفتوى على منتديات الانترنت سلوكاً هزلياً سافراً لأبعد الحدود.