في حلقة جديدة من مسلسل الإثارة والغموض اللذين رافقا مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم قبل حوالي اسبوعين في شقتها الفاخرة بمدينة دبي، ذكرت تقارير صحفية ان المصري محسن السكري المتهم بقتلها تراجع عن اعترافاته السابقة، وذلك في وقت ناشد فيه عادل معتوق زوج المطربة الراحلة، الرئيس المصري حسني مبارك وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم التدخل لكشف حقيقة مقتل زوجته. وكان محسن السكري وهو ضابط شرطة مصري سابق، قد زعم في بداية التحقيقات التي أجريت معه قبل قرار حظر النشر من قبل النائب العام المصري، أنه قام بقتل سوزان تميم بتحريض من شخصية مصرية مرموقة الأمر الذي جعل الشبهات تحوم حول رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى نظرا لأن المتهم يعمل كمسئول أمن في فندق يمتلكه مصطفى. وذكرت صحيفة "الوطن" السعودية، أن السكري تراجع عن اعترافاته السابقة بارتكاب الجريمة، وأكد في التحقيقات التي تجريها معه النيابة المصرية أن دوره اقتصر على ترشيح وانتقاء قاتل مأجور لتنفيذ الجريمة. وقال السكري: "إنه التقى بالقاتل (كردي- عراقي) حيث اتفق معه على تنفيذ الجريمة مقابل نصف مليون درهم إماراتي وأكد حصوله على مليون دولار نظير أتعابه من أحد رجال الأعمال، مضيفا أنه اصطحب القاتل إلى البرج السكني الذي تقطن فيه القتيلة مستغلا سابق معرفة الأمن به حيث سبق له التوسط في شراء الشقة للقتيلة". وأضاف أن سوزان فتحت له باب الشقة فاندفع العراقي وارتكب الجريمة دون أن يصاحبه وقال إنه سارع في مغادرة البناية دون انتظار انتهاء القاتل من جريمته. وفوجئت النيابة المصرية الخميس بطلب من السكري لإضافة أقوال جديدة وباستدعائه أكد أن اعترافه السابق بقتل المطربة اللبنانية كان تحت ضغوط. كان مسئولون بشرطة دبي أعربوا عن مخاوفهم من تغيرات دراماتيكية في التحقيقات حول مقتل سوزان تميم قد تؤدي إلى تبديل سير القضية تماماً. ونقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مسئولي شرطة دبي قولهم: " إن مخاوفهم ناجمة عن تسريبات أمنية وردت من القاهرة زعمت أن المواطن المصري محسن السكري والمتهم بقتل سوزان قد عدل عن أقواله الأولى بأنه قام بالجريمة لصالح شخصية مرموقة، وأكد في اعترافات جديدة أنه قام بالقتل بدوافع شخصية محضة وأنه لم يستأجر ولم يكلف من أي شخص بتنفيذ الجريمة لقاء أجر مادي وأنه في المجمل قتلها بنفسه لحساب نفسه". وتخشى شرطة دبي من سيناريو إبعاد الشبهة عن رجل الأعمال المصري والقيادي بالحزب الحاكم هشام طلعت مصطفى واعتبرتها أولى خطوات حمايته وتبرئته أمام القانون والرأي العام. في هذه الأثناء، أصدر مكتب المنتج اللبناني عادل معتوق زوج المطربة الراحلة سوزان تميم امس بيانا انتقد فيه ما أسماه بالتعتيم على التحقيقات الجارية مع المتهم المصري محسن منير السكري. وقال البيان، إنه إزاء هذا التكتم الشديد لا بد من مناشدة الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي باسم الحقيقة ألا يسمح إطلاقا للأيادي الخفية بتغطية الجريمة من خلال إخفاء القاتل وطمس المعطيات الثابتة من خلال المسارعة إلى تسلم القاتل من السلطات المصرية مع كامل ملف التحقيقات حفاظا على سير العدالة واستكمال إجراءات التحقيق وصولا لتوقيف كل من يثبت ضلوعه بالجريمة مهما علا شأنه وإحالته إلى المحاكمة. ونقلت صحيفة "الوطن" الكويتية عن البيان مناشدته للرئيس المصري حسني مبارك التدخل للكشف عن المجرم الحقيقى والمتورطين معه فى ارتكاب مثل هذه الجريمة سيما بعد القبض عليه وإدلائه باعترافات نشرتها العديد من وسائل الإعلام في الوطن العربي. ووجه معتوق حديثه لمبارك قائلا: "هل ترضون أن يقال عن السلطات المصرية في دولتكم يا سيادة الرئيس أنها تخفي المجرم الحقيقي وتقمع الإعلان عن حقيقة الفاعل والمدبر والمتورطين في مثل هذه الجريمة النكراء ؟ سيما بعد القبض عليه وإدلائه باعترافات نشرتها العديد من وسائل الإعلام في الوطن العربي ؟! وكيف تطلبون عدم التستر عن أي مجرم، في حين يمنع النائب العام في مصر نشر الأخبار عن هذه الجريمة". ولماذا هذه الجريمة بالذات رغم أن الصحف تتناول يوميا آلاف الأخبار عن كل الجرائم الأخرى في مصر، أليست القيم والمباديء الإنسانية التي تنادون بها هي الأساس أم ستسمحون أن تتحول لا سمح الله لمجرد كونها شعارات للإستهلاك العام". وأضاف البيان: "القرار قراركم وإن أردتم إقران القول بالفعل فأعطوا أوامركم بتسليم القاتل فورا إلى قضاء دبي مع إعترافاته الأولية التي صدرت بصورة عفوية تحمل حقيقة محرضه قبل أي تدخل أو تحوير أو تطنيش وذلك كي ينصفكم التاريخ ونصرة للحرية والحق والعدالة ، فندعوا لكم بالعمر الطويل ولعهدكم بالدوام ولبلدكم بالتقدم والسلام والإزدهار". كما طالب البيان النائب العام التمييزي في لبنان القاضي سعيد ميرزا التدخل شخصيا بشكل ملح للحصول على أجوبة نهائية واضحة وصريحة فيما يخص مصير الجاني الموقوف في مصر وما آلت إليه التحقيقات وتزويده بنسخة عنها كي يتخذ القرارات المناسبة. وأقام معتوق لسوزان تميم مراسم عزاء يوم الأربعاء الماضي ببيروت حضرها عدد كبير من الفنانين اللبنانيين وتلقى العزاء فيها إلى جانبه الموسيقار الكبير إلياس الرحباني
