نجحت ليالي وملاهي إمارة دبي، بدولة الامارات العربية المتحدة، في أن تكون من ضمن ما بنت عليه هذه المدينة سمعتها في السنوات الأخيرة، لتصبح قبلة لمحبي السهر والسمر لأحد عشر شهراً في السنة، متخلية عن شهر واحد هو شهر "رمضان" المخصص للصوم ونبش كل عادات وتقاليد أجداد هذا البلد الإسلامي العابق بالحداثة. لكن ورغم شهر الصوم، تسمح إمارة دبي بتقديم المشروبات الكحولية في ملاهيها العاملة ضمن الفنادق، وإن كان بعد الساعة السادسة مساء، يرافق ذلك نوع هادئ من الموسيقى دون السماح لأي فرقة بتأدية الأغاني أو الرقص. ويرى عدد من أصحاب الملاهي والعاملين فيها، في هذا "القانون المؤقت" خلال رمضان، حسنات، ويعتبرون هذا الشهر، الفترة المناسبة لأخذ قسط من الراحة والتأمل وإعادة تجديد الديكور، وإن ارتأى البعض الآخر العمل لخدمة زبائن أوفياء يرغبون بقضاء ليلة هادئة تحيطهم أجواء رمضانية من زينة أو شيشة. CCNبالعربية استطلعت آراء عدد من أصحاب الملاهي حول ما يمثله شهر رمضان لهم بحكم القوانين المعمول بها في الإمارة. توماس مينا، من ملهى "نيو إيجا" يقول: "تميل الملاهي الليلية إلى وقف معظم نشاطاتها خلال شهر رمضان، فالغالبية تتجه نحو تشغيل الموسيقى الخفيفة وتقديم المشروبات الساخنة والباردة والابتعاد عن المشروبات الكحولية." وعند استفساره حول قيام بعض الملاهي، ونظرا لانخفاض دخلها في شهر رمضان، بإغلاق أبوابها طوال الشهر، يجيب مينا "لا يمكننا اعتبار إغلاق الملاهي الليلية خلال رمضان خسارة بالنسبة لنا، حيث أننا نعوض ذلك بعد رمضان. وأعتقد أنه يمكن اعتبار هذا الشهر عطلة بالنسبة لنا، وهو أمر نحتاجه كثيرا هذه الأيام." إلا أن هناك بعض الملاهي التي تفضل عدم إغلاق أبوابها أمام الزوار واستقبالهم لقضاء سهرة هادئة بعيدة عن الصخب والموسيقى العالية. ويقول أحد زبائن مطعم وملهى "تشو تشوز" في دبي سامر العبد "في العادة يختلف جو رمضان في دبي عن بقية العام، حيث أن الناس يميلون إلى الخروج إلى الخيم الرمضانية وتدخين الشيشة وتناول الحلويات." يبقى التذكير أن "رمضان" بدأ قبل أسبوع ليغير خارطة "ليال" دبي لبعض الوقت، مع الإشارة إلى أن الكثير من الدول الإسلامية التي تعدّ من الأكثر انفتاحا، في المنطقة مثل تونس على سبيل المثال، يحظر حظراً كاملاً تقديم المشروبات الكحولية خلال شهر رمضان، إن كان في فنادقه أو ملاهيه.
