أدت الأمطار الغزيرة والفيضانات التي شهدتها اليمن الأسبوع الماضي إلى جرف وغمر عدد من الوديان والأراضي الزراعية في مختلف محافظات الجمهورية وهو ما نتج عنه نقص في المعروض من الخضار في السوق المحلية معززة بارتفاع الطلب الذي دفع الأسعار نحو ارتفاع قياسي حيث تعدت أسعار الطماطم حاجز 6 آلاف ريال لعبوة 20 كيلو جراما في الأسواق المركزية بالعاصمة صنعاء. ويتوقع تجار الخضار تواصل ارتفاع الأسعار في مختلف أسواق الجمهورية نتيجة استمرار هطول الأمطار التي تمنع المزارعين من جني المحاصيل. وبدأت أسعار الخضار بالارتفاع في اسواق اليمن منذ نحو ثلاثة أسابيع تقريبا لتصل ذروتها بداية الشهر الجاري وبصورة لم تعهدها أسواق الخضار المحلية من قبل حسب ما يؤكده تجار الخضار. ويقول محمد الحبيشي: من المعروف أن إنتاج المحاصيل الزراعية في اليمن يتراجع في فصل الشتاء نتيجة توقف الإنتاج في معظم محافظات الجمهورية وخاصة في محافظات الحديدة وذمار وعمران لتبقى محافظتا صنعاء ومأرب المزود الرئيسي للعاصمة صنعاء بالطماطم. ويضيف: إن الأمطار الغزيرة التي من الله بها على اليمن هذه الأيام أتلفت الكثير من المحاصيل الزراعية الناضجة وكانت في طريقها للقطف والتسويق،متوقعاً تواصل ارتفاع أسعار الخضار بكافة أنواعها بسبب الأمطار الغزيرة . وتباع السلة الطماطم عبوة -20 كيلو جراما في سوق ذهبان المركزي ما بين 5500-6000 ريال فيما كانت سابقا ما بين 1000-1500 ريال كما تباع السلة البطاطا ما بين 3500-4500 ريال في ما كانت سابقا تباع مابين 1500-2000 ريال.. أما البصل والكوسة والباميا والفاصوليا فتباع الآن ب2500-3000 ريال مقارنة ب1300 ريال في السابق كما وصل سعر كيس الخيار إلى 600 ريال. ويؤكد صالح القادري – بائع خضار في سوق الحصبة المركزي أن انتهاء الموسم الصيفي لإنتاج الطماطم والذي كانت تقوده ثلاث محافظات رئيسية هي الحديدة وذمار وعمران السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الطماطم . في المقابل ي يؤكد عدد من المستوردين أن هناك شحنات من الطماطم المستورد من سوريا الشقيقة ستصل إلى السوق اليمنية خلال الفترة القليلة القادمة.ويقول محمد السميري: إن استيراد الطماطم هذه الأيام يعتبر ضرورة لإعادة الاستقرار إلى السوق المحلية كون الأسعار الحالية للطماطم مبالغا فيها. وتؤكد وزارة الزراعة والري أن الأمطار والفيضانات ألحقت أضرارا كبيرة في الأراضي والمحاصيل الزراعية مما أدى إلى تراجع الإنتاج لبعض الأنواع. وتشير البيانات إلى أن إنتاج اليمن من الخضار بلغ حوالي مليون طن في 2007م فيما بلغت الكميات المستوردة أكثر من 40 ألف طن بقيمة 3 مليارات و 634 مليون ريال. ويقول خبراء الاقتصاد الزراعي أن تراجع الإنتاج الزراعي في فصل الشتاء وتعدد الوسطاء وعدم وجود إستراتيجية حكومية فاعلة للتسويق كلها عوامل ساهمت في ارتفاع أسعار الخضار في السوق المحلية، مشيرين إلى أن الاستثمار في مجال التخزين والتبريد الحل لمشكلة الاختلال السعري للمنتجات الزراعية. *المصدر-الثورة
