نجاة قيادي في المقاومة الوطنية من محاولة اغتيال بتعز    دولة الأونلاين    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    احتجاجات في لحج تندد بتدهور الخدمات وانهيار العملة    جمعية التاريخ والتراث بكلية التربية تقيم رحلة علمية إلى مدينة شبام التاريخية    تعاميم الأحلام    مقتل مواطن وإصابة آخر دهسا بطقم حوثي جنوب الحديدة    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    يافع تودع أحد أبطالها الصناديد شهيدا في كسر هجوم حوثي    لليمنيّين.. عودوا لصوابكم ودعوا الجنوبيين وشأنهم    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    هزة ارضية تضرب ريمة واخرى في خليج عدن    الهند تقرر إغلاق مجالها الجوي أمام باكستان    13 دولة تنضم إلى روسيا والصين في مشروع بناء المحطة العلمية القمرية الدولية    هل سيقدم ابناء تهامة كباش فداء..؟    نصف الراتب المتعثر يفاقم معاناة معلمي وأكاديميي اليمن    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    درب الخلاص    (السامعي) .. دعوات متكررة للحوار الوطني    مباحثات سعودية روسية بشان اليمن والسفارة تعلن اصابة بحارة روس بغارة امريكية وتكشف وضعهم الصحي    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جنون الأسعار يحيل «تفاح الفقراء» إلى ذهب أحمر
الطماطم تدخل في إطار ما خف وزنه وغلا ثمنه
نشر في الجمهورية يوم 31 - 01 - 2007

تجار بسطات : نبيع بحسب ما نشتري .. والأسعار يوم في الأرض وآخر في السماء
الصناعة والتجارة : سعر الطماطم خاضع للعرض والطلب.. والسوق وحده من يحدد السعر
الزراعة : الأمطار الغزيرة والجفاف وتقاعس المزارعين وتحولهم إلى زراعة القات من أسباب تفاقم المشكلة
جمارك حرض : أسعار الطماطم لا تزال مرتفعة رغم وقف التصدير .. ولا مبرر لأي عمليات تهريب- استطلاع/ مها الشرجبي - تصوير/ عادل العريقي ..( 2700 2800 2600 3000 3500) هذه ارقام بالتأكيد ليست اختيارات مقترحة لإجابة واحدة فقط صحيحة في البرنامج الشهير من سيربح المليون .. لكنها جميعاً إجابات على تعددها صحيحة لسؤال فحواه هو كم سعر الطماطم اليوم؟
إنها إجابة تعكس حالة التقلب الشديدة والمتذبذبة التي يعيشها سوق الطماطم منذ ما يزيد عن شهر لأسباب متعددة.. ولكن رب ضارة نافعة.. فقد تحولت حبة الطاطم الى رسول وصل وسلام بين الجيران بعضهم ببعض.. فإذا طرق بابك طارق من الجيران لم تسمع صوته ولم تر وجهه منذ فترة فاعلم انه جاء يطلب منك حبة من الطماطم أو حبتين فالأسعار نار وتكاد أن تحرق عبارة «الطماطم تفاح الفقراء».
وهذا الإستطلاع السريع الذي أجرته الجمهورية يوضح أهم الأسباب التي أدت إلى هذا الارتفاع غير المسبوق في أسعار الطماطم بجانب قضايا التسويق والتصدير للخضروات ومن بينها الطماطم بصفة خاصة.
توقعات بزيادة حجم الانتاج
مشروع الخطة الخمسية الثالثة للقطاع الزراعي يتوقع ارتفاع حجم انتاج بلادنا من الخضروات خلال السنوات الخمس القادمة آلى «176» ألف طن إلا أن أسعارها ارتفعت مع بداية العام الحالي 2007م وعلى رأسها الطماطم وكانت كميات قليلة من أصناف الخضروات تصل عبر مزارعين ومتعهدين بتسويق الخضروات إلى الأسواق المركزية للخضروات ومحلات بيع الخضروات بالتجزئة .. ووصل سعر السلة زنة «1820» كيلو جرام إلى 30003500 ريال وبلغ سعر الكيلو 250 ريالاً.. وبحسب الإحصائية الرسمية الصادرة عن الإدارة العامة للإحصاء الزراعي بلغت كمية انتاج الخضروات في العام 2005م 882 ألفاً و53 طناً وزادت الصادرات الزراعية من الخضار والفواكه من 12000 طن عام 2001م إلى 154000 طن عام 2005م بينما لا يزال العام 2006م بدون احصائيات ويساهم انتاج الطماطم في بلادنا بتحقيق الأمن الغذائي بنسبة 100% وتستمر العملية الانتاجية للمحصول على مدار العام وتعد محافظات الحديدة أبين صعدة مأرب لحج تعز صنعاء إب عمران والبيضاء من أهم مناطق انتاج الطماطم ويتداول منها حوالي 12 نوعاً.
تسعيرة غير ثابتة
تلحظ بمجرد توغلك قليلاً في سوق الجملة بتعز وجود بعض لوحات الأسعار معلقة على قليل من المحلات بينما بعضها الآخر لا تفعل ذلك.. وعندما تسأل أحدهم كم سعر كيلو الطماطم اليوم يقول لك مائتين ريال واذا انتقلت إلى زميله الذي بجواره وسألته نفس السؤال سيقول لم مائة وخمسين ريالاً.
الأخ ماجد الورافي صاحب بسطة كما أنه لا يعلق أي لوحة سعرية عى محله.. وقد سألناه كم سعر الكيلو اليوم فقال مائتين ريال فقلنا له ولما الخمسين الزيادة وأصحابك يبيعون من مائة وخمسين فقال الذين اشتروا بضاعتهم أمس يضطرون للبيع بهذا السعر والذين اشتروا اليوم يلتزمون بتسعيرة اليوم التي وضعها التموين.. وعندما سألناه:
هل يأتي التموين كل يوم ليضع لكم التسعيرات؟
أجاب لا ..هو لا يأتي لكنه لا يضع تسعيرات واليوم فقط نزل المندوب هو وابنه ووضع بعض اللوحات لبعض الاخوة فقط ونحن لم يضع لنا أي لوحة.. وأردف: أصلاً التسعيرة ليست ثابتة اليوم سعر وغداً سعر آخر.
وأوضح.. اليوم خميس وغداً جمعة فسيرتفع السعر أكثر عن بقية الاسبوع لأن الموردين لا يأتون في هذين اليومين أما خلال هذا الشهر فقط وصل سعر السلة الطماطم إلى 3500 ريال ولم يزد سعر الكيلو عن المائتين ريال وأحياناً نضطر للبيع بخسارة اذا نزل سعر السوق فجأة.
عن طريق الوكلاء
وحين سألنا الأخ ماجد وكيف تحصلون على بضاعتكم؟ أجاب:
نحن لا نشتري من الموردين مباشرة هم يأتون إلى هنا ويبيعون لوكلاء والوكلاء بدورهم يبيعون لنا وبالتأكيد سيرتفع السعر ليحصل الوكيل على نسبة من الربح.. وهنا في السوق يوجد تقريباً ستة وكلاء.. وكل من لديه رأسمال يستطيع أن يصبح وكيلاً.. وسألنا الأخ الورافي عن أعلى سعر وصلت له سلة الطماطم فقال:
في بداية رمضان من كل عام أو في المناسبات والأعياد ترتفع الأسعار مباشرة ولكن هذا الشهر سجل سعر الطماطم أعلى نسبة له لأن الطماطم تهرب إلى السعودية.. يأتي الموردون إلى هنا ببضاعتهم والموردون بدلاً من أن يبيعوها لنا يوردونها للخارج وأصحاب المزارع لم يزرعوا كثيراً هذه السنة لأنهم في السنة الماضية باعوا بخسارة.
نبيع على حسب ما نشتري
أشرف محمد/ أحد أصحاب البسطات الذين لاحظنا وجود لوحة معلقة على بسطته فيها التسعيرة الخاصة بكل أنواع الخضروات سألناه هل هذه اللوحة معلقة عندك دائمآً؟ فقال:
لا .. مسئول التموين نزل اليوم وأخذ مني ومن بعض زملائي الذين وضع لهم نفس اللوحة مائة ريال وعلقها لنا؟!
وأين هي اللوحات لا أرى غيرك هنا يعلقها .. أجاب:
قاموا بتقطيعها فلايوجد سعر محدد للبيع ونحن نعلقها لكننا نبيع على حسب ما نشتري.
يوم في السماء ويوم في الأرض
فؤاد الشرعبي صاحب بسطة مجاورة لأشرف سألناه .. ألا توجد لوحة خاصة بالتسعيرات تعلقها فقال:
اللوحة موجودة أخذها أحد الزبائن وسيعيدها.
وأضاف : مسئول التموين ينزل دائماً إلى السوق ويعلق اللوحات الخاصة بالأسعار واليوم نزل وعلق هذه اللوحة وأنا أمشي معه في السوق واساعده بعمل ذلك.. وهو يعتمد علي في لإبلاغه بأي حركة جديدة في السوق كارتفاع سعر سلعة ما فيقوم بالنزول مباشرة.. وبخصوص ما اذا كان التبليغ بأحد الزملاء يأتي من باب التنافس والنكاية مثلاً قال:
لا لا هذه أمانة والأخ مسئول التموين واثق مني.
وعن تغير وتقلب الأسعار يقول:
اأسعار متقلبة وغير ثابتة وفي ساعة واحدة تختلف الأرقام ويوم في السماء ويوم في الأرض وأنا لا أضمن للزبون ثبات الأسعار ومسئول التموين لن يمر كل يوم ليراقب ويسعر هذا غير معقول الا اذا جاءنا بطقمين عسكر يرابطون هنا بجانبنا.. وقبل هذا وذاك يجب أن ترتب أوضاعنا ويعملوا لنا مظلات أو محلات مناسبة للبيع ويبلطون السوق ونحن سنلتزم بالتسعيرة.. الكهرباء لشهر واحد فقط طلعت 3700 ريال رغم أنه لايوجد معي إلا أربع لمبات من النوع الذي لا يستهلك الكهرباء.
100 ريال سعودي للكرتون
وعن سبب ارتفاع سعر الطماطم قال:
أعلى سعر للكيلو الطماطم وصل مائتين ريال وهذه السنة هي أكثر سنة ارتفعت فيها أسعار الطماطم عن كل سنة.
وبخصوص السبب في هذا الارتفاع قال:
بسبب التهريب إلى المملكة العربية السعودية .. أصحاب الحافلات ينقلونها إلى السعودية وأضاف: أدخلي لتريهم بنفسك انهم هناك في الداخل وهناك وكلاء معروفون بالاسم يفعلون ذلك لأن ذلك مربح بالنسبة لهم فهم يبيعون الكرتون الواحد بمائة سعودي والبضاعة الجيدة وغير المكربنة هي التي تذهب للسعودية فقط ومثلاً الخضروات التهامية لا يسمح بدخولها للسعودية.
زيادة في الطلب
- أحمد عزالدين مورد طماطم من لحج تحدث في هذا الإطار قائلاً:
أمس كان سعر الطماطم مابين ألفين وألفين وستمائة ريال اليوم ثلاثة آلاف إلى ألفين وثمانمائة ريال.. وعن سبب الارتفاع في الأسعار قال:
جاء التجار والمصدرون وأخذوا الطماطم إلى صنعاء ومنها سيذهبون بها إلى السعودية وهذه الأيام لا يوجد إلا مورد واحد للطماطم فقط والانتاج المحلي قليل وأقل انتاج في السنة يكون في هذه الأيام.
وهؤلاء المصدرون يدفعون للمزارعين أكثر منا نحن الذين نبيع في السوق المحلية وأحياناً نبيع بخسارة وأحياناً أخرى بزيادة.
وأنا أعمل بهذه المهنة منذ 7 سنوات وهذه الأيام وصل سعر الطماطم الذروة أما لماذا أصبح التصدير للسعودية في هذه الأيام سبباً في هذه الأزمة فقال:
يزيد الطلب للخضروات اليمنية في هذه الأيام أكثر لأن واردات السعودية من لبنان ومصر ضئيلة.
وفيما إذا كان هناك تسعيرة محددة من قبل التموين قال:
التموين لايتدخل بعملنا نحن علينا ضرائب ثابتة ندفعها بانتظام هناك عندما نشتري من المزارعين في سوق الطماطم.
المطر من أسباب المشكلة
- الحاج أمين عبده علي كان لديه إجابة إلى حد ما منطقية وربما هي أساسية وشافية عن سر ارتفاع الطماطم في مثل هذا الوقت بالذات خصوصاً ان العامل هو أيضاً مستجد وطارئ وهو هطول الأمطار الغزيرة التي منّ الله تعالى بها على مناطق كثيرة من الجمهورية في مثل هذا الوقت من العام والتي استمرت لعدة أيام.. أثرت بطريقة سلبية على شجرة الطماطم وأفقدتها زهورها التي كانت ستتحول إلى ثمرة الطماطم لأن شجرة الطماطم تختلف عن غيرها من الخضروات مثل البصل والبطاط كون ثمارها محمية تحت التربة ولا تتأثر بالعوامل الخارجية كالأمطار والرياح.. بالاضافة للعوامل الأخرى مثل تصدير الطماطم إلى السعودية فهو يقول ان هناك تبادلاً تجارياً بين بلادنا ودول الخليج فمن حق التجار أن ينقلوا بضائعهم إلى هناك والمتضرر هو المواطن.
طماطم مجنونة
وعن أطول فترة يمكن أن يثبت فيها سعر الطماطم قال الحاج أمين:
عملنا هذا مغامرة ونحن نشتري حسب السوق وهو يوم في الطالع ويوم في النازل.. قبل ثلاث أيام أشترينا السلة في الليل بألفين ريال وفي الصباح نزل السعر إلى أقل وبالذات الطماطم سعرها لا يثبت أبداً ولا يمكن أن نحدد له زمن معين قد يثبت فيه.
فأحياناً يتراوح سعر السلة مابين 230024002006 2700 2800 ريال لذلك نحن نسميها الطماطم المجنونة لأن سعرها متقلب وفي طلوع ونزول سريع ودائم..
وفيما إذا كان التموين يتدخل في عمل الحاج أمين .. قال:
لا يتدخل نهائياً.. ولا يتدخل بالملاك أصحاب المزارع الاصليين فهم يبيعون بضاعتهم بما يناسبهم ونحن نشتري ونبيع بما يناسبنا والدولة لا تدعم المزارع ولو كانت تفعل ذلك فمن حقها حينها أن تضغط عليه بتسعيرة معينة أما أي تسعيرة قد توضع للخضروات فسيصبح تسعير عشوائي وخاطئ.. بعض المزارعين يتعرضون لخسارة بالملايين ولا يجدون من يساعدهم وقد يتركون مثل هذه الزراعة اذا لم يجدوا فائدة منها.. وقد يرهن المزارع سيارته لشراء الماء والسميات لنباتاته.
الفرج على الأبواب
- وعن كيفية تعامله مع الطماطم المكربنة يقول الحاج أمين:
يستخدم الكربون في المناطق الحارة مثل تهامة لأن الطماطم هناك لا تنضج بسهولة ومن حقهم أن يفعلوا ذلك عكس الحال هنا في تعز الجو بارد وطماطم الحوبان لا تكربن ونحن نشتري الطماطم المكربنة اذا لم يكن هناك بديل آخر.. والشعب يأكل منها دائماً ولا يحدث شيء.
- وفيما إذا كان يتوقع أن سعر الطماطم سينزل على ماهو عليه الآن قال:
نعم بعد حوالي شهر أو أقل ستصل طماطم تهامة وسيمتلئ السوق.
وأضاف:
أهم من الطماطم ودعم مزارعيها دعم السلع الغذائية الأساسية مثل الدقيق والسكر والأرز أما الطماطم فأمرها بسيط!!
خاضع للعرض والطلب
- وكان لنا لقاء مع الأخ سلطان الاصبحي مدير مكتب الصناعة والتجارة بتعز للتعرف على دور المكتب في هذا الجانب ولتوضيح بعض الملابسات حول التسعيرة والأسعار وتقلباتها حيث سألنا الأخ سلطان بداية عن الجهة التي تحدد سعر الطماطم فأجاب:
سعر الطماطم خاضع للعرض والطلب والسوق وحده هو من يحدد السعر أما نحن فلا نضع أي تسعيرات ودورنا في هذا الجانب رقابي فقط وذلك برصد الأسعار اليومية ورفع التقارير الى وزارة التجارة ومتابعة التجار في إشهار أسعارهم وهذا لاينطبق على الخضروات فقط ولكن حتى على السلع الاخرى بما فيها الدقيق لأنها مواد غير مدعومة وكل ما نقوم به هو مطالبة التجار بالفواتير ففي حال ارتفاع أسعار الدقيق عالمياً مثلآً نقوم بمراقبة الزيادة المحلية في الأسعار حتى لا تحدث مغالاة ونراقب على هذا الأساس وهناك أسعار سائدة في السوق ومعروفة وفي حال مخالفة أحد التجار لتلك الأسعار يضبط ويحال للنيابة.. والأسعار المحلية ليست كالأسعار العالمية لها سعر ثابت وهناك أربع سلع فقط تسعيرتها ثابتة هي الإسمنت والمياه المعدنية والغاز والبترول وهذا أيضاً ما تفرضه علينا القوانين ونحن بصدد تغيير بعض التشريعات في هذا الجانب.
ليس من اختصاصنا
- وبخصوص مالاحظناه في سوق الجملة بتعز من لوحات أسعار في بعض المحلات قال أصحابها ان مسئول التموين نزل ووضعها لهم أوضح مدير عام الصناعة والتجارة بالقول:
ليس من حق مسئول التموين تحديد الأسعار ولا يمكن أن يفعل ذلك والتجار يجب عليهم اشهار أسعارهم وأضاف: هذه معلومة أنا أسمعها منكم الآن وسأتخذ اجراء ضد من يفعل ذلك ولكنني أعتقد أنهم فقط كانوا يساعدون في وضع لوحات لإشهار الأسعار فالتجار وحدهم من يحدد السعر.
وقف التصدير
وفيما يتعلق بالتصدير إلى الخارج الذي أحدث أزمة داخلية وكيفية التعامل مع هذه الإشكالية قال الأخ سلطان:
صدر قرار في شهر رمضان من رئاسة الوزراء بوقف التصدير مؤقتاً لأن الأسعار ارتفعت كثيراً ولكن نحن كيف سنشجع المزارعين على الزراعة والتصدير والتسويق ان نحن منعناهم من التصدير وهذه الأيام أنا لا أعتقد أن هناك تصديراً إلى الخارج وهذه معلومة رسمية.
أسباب عديدة
كما التقينا الأخ/ سند علي عبدان مدير التسويق الزراعي بتعز والذي أعطانا صورة توضيحية عن أسباب ارتفاع الأسعار المفاجئ للخضار وخصوصاً الطماطم حيث قال:
أدى ارتفاع أسعار بعض محاصيل الخضروات بشكل غير مسبوق في النصف الثاني من العام 2006م في محافظة تعز بل ومختلف محافظات الجمهورية إلى تساؤل الكثير من المستهلكين وكذا مسئولي الجهات المعنية عن الاسباب التي أدت إلى ذلك.. ونحن في محافظة تعز كجهة معنية قمنا بالنزول الميداني إلى بعض مناطق الانتاج التي تنتج محاصيل الطماطم والبطاطس والبصل والكوسة ومتابعة مناطق أخرى من خلال الاتصال ببعض المختصين بقسم الارشاد الزراعي والمرشدين الزراعيين والمزارعين وبعد تلك المتابعة اتضح ان هناك أسباب متعددة لارتفاع أسعار تلك المحاصيل على مستوى المحافظة والتي كان من بينها النقص الحاد في الكميات النازلة إلى الأسواق من مناطق الانتاج تلك نظراً لتعرض تلك المحاصيل لظروف مختلفة والتي من أهمها:
سقوط أمطار غزيرة مصحوبة بكتل ثلجية كبيرة الحجم مخروطية الشكل أدت إلى اتلاف كامل لما مساحته 40 هكتار من محاصيل الطماطم وهي في أوج نموها وذلك في 1392006م والتي هطلت على وادي المشجب ووادي الضبيعة عزلة السواء مديرية المعافر.
سقوط أمطار غزيرة مصحوبة بكتل ثلجية مشابهة لتلك المذكورة أعلاه وذلك في 15102006م واتلفت نفس المحاصيل المذكورة بالاضافة إلى البسباس والتي هطلت على وادي بني خولان مديرية جبل حبشي وأتلفت ما مساحته 20 هكتار تقريباً.
تعرض الآبار في عزلتي الحيمة العليا والسفلى مديرية التعزية للبجفاف أدى إلى عزوف مزارعي والطماطم غيرها عن الزراعة بسبب عدم توفر مياه الري اللازمة مما أدى إلى خروج ما مساحته حوالي 50 هكتار عن الانتاج.
عزوف مزارعي دمنة خدير ووادي ورزان عن زراعة محصول الطماطم الذين كانوا يغطون معظم احتياج محافظتي تعز وعدن من ذلك المحصول خلال الفترة من يوليو وحتى أكتوبر من كل عام بل وتوجه الكثير من مزارعي ذلك المحصول في وادي ورزان إلى زراعة محصول القات ذو العائد الاقتصادي المضمون من وجهة نظرهم.
تقاعس بعض مزارعي محاصيل الخضروات وخصوصاً محصول الطماطم عن زراعته وذلك بسبب تعرضهم في المواسم السابقة للخسارة نتيجة وفرة المحصول في مثل هذه الفترة في الأعوام السابقة ونزول أسعاره إلى مستوى لا يغطي حتى تكاليف جنيه حسب قول هؤلاء المزارعين.
إجمالي الصادرات الخارجية
من جانبه أوضح الأخ المهندس محمد يحيى الشهاري مدير مكتب الزراعة بحجة أن إجمالي صادرات بلادنا من الخضروات بلغت (14957508) طناً خلال العام المنصرم 2006م وبمبلغ (7.711.0107.463) ريالاً سبعة مليار وسبعمائة وأحد عشر مليون ومائة وسبعة ألف وأربعمائة وثلاثة وستون ريالاً.. وبلغ صادر الطماطم خلال النصف الأول من شهر يناير 2007م (1436.3) ألف وأربعمائة وستة وثلاثين طناً وتوقف التصدير في 15 يناير بشكل تلقائي وبدون أي تدخل حكومي ورغم توقف التصدير إلا أن الأسعار ظلت مرتفعة ربما لأن المحصول ضرب من الداخل بسبب الأمطار ولتراجع الانتاج المحلي وقلته في فصل الشتاء..
أما الحكومة فلم تصدر قراراً بوقف التصدير إلا في شهر رمضان فقط ثم عاد التصدير من جديد بعز شهر رمضان ومثل هذا القرار لا يصدر إلا عند حدوث ضرر عام فتتخذ الجهات المسئولة في الحكومة قراراً بهذا الشأن ولكن الاساس هو تشجيع المزارعين وعدم حرمانهم من فرصة التصدير.
لا مبرر للتهريب
ومن جمارك حرض كان لنا لقاء مع مديرها الأخ سالم بن بريك لمعرفة ما اذا كان هناك أي شبهة تهريب للخضروات حيث أوضح قائلاً:
نحن هنا في الجمارك نعطي تصريحآً بالتصدير للمصدرين بعد آن نقوم بفحص البضاعة من حيث الكميات والأوزان ونطلب منهم شهادة منشأ تشهد بأن المنتج يمني كما نطلب منهم فواتير الشراء إلا اننا لا نفرض عليهم أي ضرائب وذلك تشجيعاً للتصدير ووفقاً للاتفاقية القائمة بين بلادنا والسعودية من جهة وكذا حسب اتفاقية تنمية وتسيير التجارة العربية والتي بموجبها يعفي المنتج العربي من الضرائب بين الدول العربية لذلك لا يوجد مبرر للتهريب ولا مايدفع لفعل ذلك فالتسهيلات كثيرة جداً ولا توجد نسبة محددة لكمية البضائع بل من حق المصدر أن يصدر قدر ما يشاء.وفيما إذا كان مكتب الجمارك مخولاً بفحص الجودة وهل تعاد بعرض البضائع بعد خروجها من الجمارك قال:
نحن لا نقوم بفحص الجودة ومكتب الزراعة هو المخول بذلك وخلال هذه الفترة لم تعد أي بضاعة وفي السابق كانت تعاد بعض البضائع التي لا تكون مطابقة للمواصفات وشروط السلامة من التعبئة مثلاً الطماطم عندما لا تصدر ببرادات تتضرر نتيجة الجو الحار فتعاد أو تكون البضاعة موز وتعبأ بكراتين بطاط وما شابه ذلك أما بالنسبة للبضائع المكربنة فخلال هذه الفترة لم تعد أي بضائع لهذا السبب أما في الفترة السابقة فلا أعلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.