توجه وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس السبت 13-12-2008 العراق في زيارة مفاجئة، ودعا الدول المجاورة لإيران إلى الضغط عليها لحملها على تبديل سياستها، وحذر خصوم الولاياتالمتحدة من أية محاولة لامتحان الرئيس المنتخب باراك أوباما في الخليج. وأدلى غيتس بتصريحاته خلال جلسة أسئلة وأجوبة، في إطار مؤتمر حول أمن منطقة الخليج افتتح أعماله مساء الجمعة في المنامة بمشاركة مسؤولين من 25 دولة بينها الولاياتالمتحدة، وغاب عنه وفد إيراني كان منتظرا حضوره بحسب المنظمين. وتوجه وزير الدفاع بعدها إلى العراق، في زيارة مفاجئة قصيرة يلتقي خلالها قائد قوات الائتلاف الجنرال الأميركي ريمون أودييرنو. إيران وقال غيتس -خلال منتدى "حوار المنامة الاستراتيجي"- "لا أحد يريد تغييرا للنظام في إيران. ما نريده هو تغيير في السياسة، وتغيير في السلوك، حتى تصبح إيران جارا صالحا لشعوب المنطقة وليس مصدر عدم استقرار وعنف". وأضاف أن احتمال أن تعمد الإدارة الأمريكية الجديدة إلى تليين شروط الدبلوماسية المباشرة مع إيران أمر "ما زال يتحتم بته". وتابع "لكن ما يمكنني قوله بثقة أن الرئيس المنتخب لا تساوره أية أوهام بشأن سلوك إيران، والدور الذي تلعبه إيران في المنطقة، وما تقوم به على صعيد برنامج أسلحتها". وتابع "أعتقد أننا بحاجة للعمل معا جميعا بممارسة ضغط اقتصادي وسياسي لحض إيران على تغيير سلوكها". وتابع "أقول لكم بدون تردد إن الولاياتالمتحدة ستبحث عن أية وسيلة ممكنة مع أصدقائنا وحلفائنا، حتى تنجح الضغوط الاقتصادية والسياسية في حمل إيران على تغيير سلوكها". وقال "إذا قلنا إننا نريد السعي لتغيير سلوك إيران ومنعها من تطوير أسلحة نووية، وتجنب قيام نزاع, فإن الوسيلة لحملهم على تغيير سلوكهم تكمن في استخدام كل الأدوات التي في متناولنا لممارسة ضغوط اقتصادية وسياسية عليهم". تحذر أعداء أمريكا من اختبار أوباما في الخليج وأكد الوزير الأميركي الذي يحتفظ بمنصبه في الإدارة المقبلة أن منطقة الخليج الغنية بالنفط تبقى في صدارة اهتمامات الولاياتالمتحدة. وقال "أحمل من الرئيس المنتخب أوباما رسالة استمرارية والتزام حيال أصدقائنا وشركائنا في المنطقة". وحذر من أن "كل من يعتقد أن الأشهر المقبلة قد تتيح فرصة لامتحان الإدارة الجديدة إنما يرتكب خطأ جسيما". وأضاف "أن الرئيس أوباما وأعضاء فريقه للأمن القومي، وأنا منهم، سيكونون على استعداد للدفاع عن مصالح الولاياتالمتحدة وأصدقائنا وحلفائنا منذ لحظة توليه مهامه في 20 يناير/كانون الثاني". أفغانستان.. العراق وتستعد الولاياتالمتحدة لإعطاء الأولوية في عهد الإدارة الجديدة لأفغانستان. ووعد غيتس القادة العسكريين -خلال زيارة إلى قندهار الخميس- بتأمين المزيد من الموارد والعديد مع انسحاب القوات الأميركية من العراق بحلول نهاية 2011. لكنه أكد أن الولاياتالمتحدة ستبقى مهتمة باستقرار العراق، وقلقة من محاولات إيران ممارسة نفوذ على حكومة بغداد. ورأى أن الاتفاق الأمني الموقع بين بغداد وواشنطن يبشر ب"فجر عهد جديد في العراق، حيث قامت أخيرا حكومة سيدة مستقلة وذات صفة تمثيلية". لكنه اعتبر أن لعب العراق دورا بناء في المنطقة يتوقف أيضا على موقف الدول العربية حياله, وما إذا كانت ستدعم حكومة العراق، وتعاملها على قدم المساواة، وتشركها في المنتديات الإقليمية الاقتصادية والسياسية. وقال "لا شك أن إيران سعت بشكل مكثف للتأثير على مسار الحكومة العراقية، وعلى توجهها وأنها لم تكن جارا صالحا". واتهم إيران بتدريب المتمردين في العراق وتسليحهم. وذكر بأن إيران أجرت هذه السنة تجارب لصواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب جميع دول المنطقة، ووجهت "بشكل شبه مؤكد" برنامجها النووي في اتجاه امتلاك السلاح الذري. ورأى أن على الدول العربية دعم العقوبات المالية الدولية على إيران، موضحا أنها ستتمكن من "زيادة نفوذها من خلال احتضان العراق الجديد". وقال "العراق يريد أن يكون شريككم. كما أن التحديات في الخليج وواقع إيران تحتم عليكم السعي من جانبكم لتكونوا شركاءه".