قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المنازل الواقعة على امتداد الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر، بعد ساعات قليلة من طلبها من سكان هذه المناطق المغادرة تمهيدا لقصف منازلهم، فيما ارتفع عدد شهداء العدوان على غزة لأكثر من 702 نصفهم من النساء والأطفال، وأكثر من 3100 جريح. وقال مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح إن قوات الاحتلال دمرت قبل حلول الليل أكثر من 25 منزلا، ثم عادت واستهدفت ستة منازل أخرى، مشيرا إلى أن الطائرات الإسرائيلية كانت قد ألقت منشورات طالبت سكان هذه المناطق وعلى رأسها رفح بمغادرة منازلهم حتى الثامنة من صباح الغد، بعد الانتهاء من قصف المنطقة. ووفقا للمراسل فإن ذلك يعني أن أكثر من عشرين ألف فلسطيني سيشردون الليلة من منازلهم، منوها بأن إسرائيل تتذرع بأن هذه المناطق تستخدم لتخزين الأسلحة التي تستخدمها المقاومة. وأدت شدة القصف إلى تصدع منازل في مدينة رفح المصرية على الجانب الآخر من الحدود مع دفع السكان للرحيل إلى عمق المدينة بعيدا عن الحدود فيما أكد بعضهم أنهم شعروا برائحة غازات سامة يرجح أن تكون نتيجة القصف الإسرائيلي. كما شهدت الساعات القليلة الماضية عودة الاحتلال الإسرائيلي لاستهداف المساجد ليقصف مسجدا قريبا من مكتب الجزيرة في غزة ما يرفع عدد المساجد التي استهدفها العدوان الحالي إلى 13 مسجدا. مواصلة العدوان يأتي القصف الإسرائيلي بعد أقل من ساعة من قرار الحكومة الأمنية الإسرائيلية إعطاء الضوء الأخضر لقوات الاحتلال بمواصلة عدوانها على القطاع. وفي هذا السياق وفور انتهاء الساعات الثلاث التي قررت إسرائيل أن توقف فيها عدوانها على غزة، استهدفت غارة إسرائيلية سيارة في جباليا أسفرت عن استشهاد خمسة فلسطينيين مدنيين. وقال المراسل إن خالد الكحلوت (40 عاما) وثلاثة من أبنائه تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاما وأحد أقاربهم تحولوا جميعا إلى مجرد أشلاء عندما استهدفتهم غارة إسرائيلية عندما كانوا يستقلون سيارة بحثا عن خبز، وفقا لشهود عيان. وأوضح المراسل أنه بعد انتهاء ساعات التهدئة، شن الطيران الحربي الإسرائيلي ثماني غارات على مناطق متفرقة بالقطاع، استهدفت ثلاث منها محيط منطقة جباليا، وقد استهدفت اثنتان منها منزلين أحدهما مكون من ثلاثة طوابق يعود لعائلة البطش، وأشار المراسل إلى أن المنزلين أصيبا بأضرار بالغة. وقال المراسل إن غارة أخرى استهدفت شرق جباليا وأخرى استهدفت منزلا لعائلة أبو هادي في مخيم النصيرات وسط غزة. وبدورها أعلنت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف مجموعة من نشطائها في مخيم النصيرات ما أدى ذلك إلى إصابة اثنين من المجموعة. ووفقا لمراسل الجزيرة تمكنت طواقم الإسعاف خلال ساعات وقف إطلاق النار من الوصول لمنطقة الزيتون التي تعرضت لقصف إسرائيلي كثيف قبل أيام. وأضاف أن طواقم الإسعاف عمدت إلى نقل الكثير من الجرحى الذين ظلوا ينزفون منذ عدة أيام، لكنها لم تتمكن من انتشال جثت نحو عشرين شهيدا، وقررت الانتظار لفترة وقف "إطلاق النار المقبلة". وأشار المراسل إلى أن إسرائيل لم تلتزم بساعات التهدئة إذ إنها شنت غارة جوية بعد خمس دقائق من دخول التهدئة حيز التنفيذ. وكان جيش الاحتلال قد واصل قبل الظهر قصفه لغزة برا وبحرا وجوا لليوم الثاني عشر، واستمرت الاشتباكات شمال وشرق غزة بين المقاومة وقوات الاحتلال. وفي أحدث ضحايا العدوان الإسرائيلي استشهد مسن وأصيب اثنان من أفراد عائلة بسبب قصف منزلهما. كما استشهد شابان في حي الزيتون في قصف جديد على شرق غزة. كما استشهد أربعة فلسطينيين وأصيب آخرون بجوار مسجد حي الرضوان. المقاومة ترد من جانبها واصلت المقاومة الفلسطينية إطلاق الصواريخ على عدة أهداف جنوبي إسرائيل وقالت الفصائل إنها أطلقت أكثر من 20 صاروخا الأربعاء حيث أعلنت سرايا القدس أنها قصفت سديروت وأشكول وموقع صوفا العسكري بستة صواريخ، فضلا عن قيامها باستهداف بوارج حربية إسرائيلية بصواريخ مضادة للدروع قبالة ميناء غزة أما كتائب القسام فقد قالت إنها قصفت مدينتي أسدود والمجدل بأربعة صواريخ غراد، وأكدت أنها فجرت عبوتين ناسفتين في قوة راجلة وناقلة جند إسرائيليتين شرق حي الزيتون. وأوضحت أن مضاداتها الأرضية أصابت مروحية إسرائيلية إصابة مباشرة وأجبرتها على الفرار من سماء غزة. كما أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق سقوط أربعة صواريخ غراد قرب بئر السبع ونيتفوت. وقال إن خسائره حتى الآن بلغت سبعة قتلى وتسعين جريحا. من جهة أخرى كذبت الأممالمتحدة ما أورده الجيش الإسرائيلي من أن قصف مدارس الأونروا أمس كان بسبب وجود مقاتلين فلسطينيين. وقالت المنظمة الدولية إنه لم يكن هناك أي مسلح داخل مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في جباليا. ومن بين ضحايا الثلاثاء 43 شهيدا وأكثر من مائة جريح سقطوا في القصف الإسرائيلي لمدرسة الفاخورة التابعة للأونروا شرق جباليا.