صعدت إسرائيل هجومها العسكري على قطاع غزة رغم قرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى وقف فوري لاطلاق النار، فيما أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس عن مقتل ثمانية جنود إسرائيليين في بيت لاهيا. وقد رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت قرار مجلس الامن الداعي لوقف اطلاق النار، باعتباره " غير قابل للتطبيق" مشيرا الى ان المقاتلين الفلسطينيين اطلقوا صواريخ الجمعة على اسرائيل. وفيما لم يعلن اولمرت ما اذا كانت حكومته قد اتخذت قرارا بتوسيع العملية العسكرية ام لا، حذر دبلوماسيون من ان محادثات الهدنة التي تجريها مصر قد تذهب ادراج الرياح في ظل رفض اسرائيل لقرار مجلس الامن. واضاف اولمرت في بيان ان " اطلاق الصواريخ هذا الصباح يوضح فقط ان قرار الاممالمتحدة غير عملي ولن يتم الالتزام به من قبل المنظمات الارهابية الفلسطينية". وللمرة الثانية خلال ثلاثة ايام يجتمع مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر لتقرير ما اذا كانت الحكومة ستدفع بالاحتياطي الى المدن والبلدات الفلسطينية دون ان يصدر تعليق حول هذا الامر. ورفض مارك ريجيف الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي القول ما اذا كان المجلس قد قرر توسيع العملية ام لا. وقال ريجيف " لا استطيع ان اتحدث عن تفاصيل العمليات. ضغط الجيش على حماس سيتواصل". وعلى الجانب الآخر اعلن اسامة حمدان ممثل حركة حماس في بيروت في مقابلة مع بي بي سي ان الحركة غير معنية بالقرار وأشار حمدان إلى أنه عندما يبدأ تطبيق القرار "يجب على كل الأطراف ان تتعامل مع الطرف الذي يتواجد على الأرض ويدير المعركة ويدير الشأن العام في غزة". وجدد حمدان رفض حماس نشر قوات دولية في قطاع غزة وقال "ليس مقبولا أن يتم نشر قوات لحماية كيان صهيوني يعتدي على شعبنا هذا مرفوض وغير مجد" موضحا أن هذا الرفض جاء بعد إجماع قوى المقاومة. وقال ناطق باسم حماس ان الحركة " غير معنية" بقرار وقف اطلاق النار، لانها لم تستشر كما ان القرار لا يلبي الحد الادنى من مطالبها. ومن جانبها، حثت الرئاسة التشيكية للاتحاد الاوروبي اسرائيل وحركة حماس على تجنب اي عمل يمكن ان يسهم في استمرار "تصعيد" العنف في غزة, واعربت عن "قلقها العميق" إزاء تطور الأحداث في القطاع. استمرار القتال وكانت اعمال القتال بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني قد تواصلت رغم صدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 1860 الداعي لوقف فوري لاطلاق النار. وقال الجيش الاسرائيلي ان مقاتلي حماس وحلفاءها اطلقوا 15 صاروخا على جنوبي اسرائيلي مما اسفر عن اصابة شخص واحد. واضاف الجيش ان اربعة صواريخ من نوع جراد اصابت مدينة بئر سبع الواقعة على بعد 40 كيلو متر من غزة. كما اصابت الصواريخ مدينة اشدود. في غضون ذلك، تواصل القصف الجوي والمدفعي الاسرائيلي على غزة منذ الساعات الاولى من صباح الجمعة، وتكرر توغل الدبابات الإسرائيلية باتجاه مدينة خان يونس جنوبي القطاع. وقال الجيش الاسرائيلي ان المروحيات العسكرية قصفت المقاتلين الذين كانوا يحاولون اطلاق الصواريخ. ووفقا للجيش الاسرائيلي فقد قصفت القوات الاسرائيلية 50 هدفا خلال الليلة الماضية من بينها مواقع لاطلاق الصواريخ، ومواقع انتاج وتخزين الاسلحة، ومنشآت ونقاط تابعة لحماس وكذلك مقاتلون. كما اسفرت الغارات عن مقتل تسعة فلسطينيين من اسرة واحدة، حسبما اعلنت مصادر طبية وشهود عيان الجمعة. كما قتل ثلاثة فلسطينيين آخرين في قذف للدبابات الاسرائيلية في دير البلح والنصيرات. وبلغت حصيلة القتلى بحلول ظهيرة الجمعة 22 قتيلا، مما رفع الحصيلة الاجمالية للقتلى منذ الهجوم الاسرائيلي الى ما يقرب من 800 شخص، واكثر من 3200 جريح منهم حوالي 700 طفل واكثر من 450 في حالة خطيرة. وفي وقت سابق قالت مصادر طبية فلسطينية يوم الخميس ان 55 جثة جديدة تم العثور عليها في بيوت شرق حي الزيتون والتي كانت السلطات الإسرائيلية تمنع الوصول اليها منذ دخول القوات البرية الى القطاع. ضغوط دولية وقد تصاعدت الضغوط على الجانبين مع صدور قرار مجلس الامن الداعي لوقف اطلاق النار " فوري" و "دائم" ومؤديا " لانسحاب كامل" للقوات الاسرائيلية من غزة بسبب العدد الكبير من القتلى في صفوف المدنيين والاطفال. وقالت مصادر حماس ان ثلاثة من قادة الحركة قد توجهوا إلى القاهرة للمشاركة في محادثات حول اقتراح الهدنة وهم جمال أبو هاشم وصلاح البردويل وايمن طه. ولم تكشف المصادر عن كيفية عبور هؤلاء القادة للحدود. وفي غضون ذلك، دعت رئيسة اللجنة الدولية لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة نافي بيلاي الى اجراء تحقيق دولي مستقل في اي انتهاك للقانون الدولي يتم ارتكابه في قطاع غزة. وعبرت الاممالمتحدة عن قلق خاص ازاء الانباء التي افادت ان القوات الاسرائيلية قصفت الاسبوع الماضي منزلا في حي الزيتون في مدينة غزة بعد ان جمعت فيه اكثر من مائة مدني وحذرتهم من الخروج منه. وتواجه اسرائيل انتقادات من قبل عدد من المنظمات الدولية من بينها الصليب الاحمر ومنظمات الاممالمتحدة بسبب الوضع الانساني المتردي الذي يعيشه اهل غزة. غير أن متحدثة باسم الأممالمتحدة قالت إن عمال الاغاثة الدوليون سيستأنفون عملهم في قطاع غزة في أقرب وقت بعد تلقي تأكيدات إسرائيلية بانه لن يتم استهدافهم. وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) قد اعلنت الخميس تعليق عملياتها في قطاع غزة بسبب ما تتعرض له من خطر من جانب القوات الإسرائيلية في المنطقة. وقال عدنان أبو حسنة الناطق باسم الوكالة "إن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين قد قررت تعليق جميع عملياتها في قطاع غزة بسبب الأعمال العدائية المتزايدة ضد مبانيها وموظفيها". ولم يحدد أبو حسنة المدة التي ستتم خلالها تعليق عمليات الوكالة. وكانت قذيفة دبابة إسرائيلية قد قتلت اثنين من سائقي الشاحنات في قافلة تابعة للوكالة كما أعلنت الأممالمتحدة. وتعرضت مدارس تديرها الوكالة الدولية لقصف إسرائيلي قبل أيام أسفر عن مقتل أكثر من 45 شخصا وفقا لمصادر طبية.