أعلن المتحدث باسم الجيش زامودا اندوتا عن أن جنودا بالقوات المسلحة قاموا بقتل الرئيس فييرا(69 عاما) رميا بالرصاص أثناء محاولته الفرار من مقر القصر الرئاسي, وأوضح المتحدث أن الجيش يحمل الرئيس القتيل المسئولية عن الاعتداء الذي أودي بحياة الجنرال تاجمي ناواي. وكان الجنرال ناواي قد قتل قبل ساعات من الهجوم الذي استهدف القصر الرئاسي, وذلك إثر انفجار قنبلة تم زرعها بمقر قيادة الجيش بالعاصمة بيساو, وأوضح أحد عناصر الحرس الخاص للجنرال ناواي أن القنبلة تم وضعها تحت درجات السلم المؤدي الي مكتب رئيس الأركان وانفجرت بمجرد وصوله صباحا واعتلائه السلم. وأضاف المصدر في شهادته لوكالات الأنباء, أن الانفجار كان من القوة الشديدة بحيث أودي بحياة الجنرال ناواي في حينه, وأصاب خمسة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة, فضلا عن تدمير جانب كبير من مقر القيادة العسكرية. وكان المتحدث باسم الجيش اندوتا, قد أكد أن رئيس غينيا بيساو يعد أحد المسئولين الأساسيين عن الاعتداء علي رئيس الأركان, في اشارة الي امكانية استهداف وقتل عدد من القيادات السياسية الموالية للرئيس القتيل من جانب الجيش وعناصره خلال الأيام القليلة المقبلة. وكانت القيادات العسكرية قد طالبت المحطات الإذاعية بوقف بثها ونصحت الصحفيين والمراسلين بوقف أنشطتهم لضمان سلامتهم. وذكر شهود عيان في افادتهم لوكالات الأنباء أن الجنود الذين قاموا باغتيال الرئيس فييرا, شرعوا بعد ذلك في سرقة محتويات القصر الرئاسي. وأشارت تقارير إعلامية الي إن دوي إطلاق النار وأصوات الانفجارات سيطرت علي أجواء العاصمة لساعات ولم يتضح بعد إن كان أي من أطراف الصراع قد نجحوا في إحكام قبضتهم علي الأوضاع, وسط أنباء عن اجتماع محتمل للحكومة في وقت لاحق لمناقشة أبعاد الأزمة وتأكيدات الجيش باحترام النظام الدستوري في البلاد. تأتي التطورات الدرامية الأخيرة بعد شهور من النزاع بين الرئيس فييرا وقيادة الجيش, فعقب فوز حزب فييرا بالانتخابات البرلمانية نوفمبر الماضي, تعرض مكتب الرئيس الي هجوم من جانب عدد من جنود الجيش فيما يعتقد أنه كان محاولة انقلاب أو عصيان أسفرت عن مقتل شخصين. وفي يناير الماضي, أصدر الجنرال ناواي أوامره بنزع سلاح فرق الحراسة بمقر الرئاسة, مؤكدا أنهم حاولوا استهدافه واغتياله بإطلاق النار علي سيارته. ومن المعروف أن جمهورية غينيا بيساو(1.6 مليون نسمة) قد شهدت سلسلة من القلاقل السياسية والانقلابات العسكرية منذ نيلها الاستقلال عن البرتغال عام1974, وكان الرئيس فييرا نفسه قد وصل الي الحكم في انقلاب أبيض عام1980 وتولي الحكم حتي1999 ليتوجه الي المنفي بعد ذلك إثر اندلاع الحرب الأهلية, وذلك قبل عودته عام2004 وخوضه الانتخابات التي فاز بها بعد عام.